النساء أكثر إصابة بالناسور الشرجي.. وقد يتحول لديهن إلى ناسور مزمن
أوضحت الدكتورة عزة زمو استشارية الجراحة العامة في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي أن هناك نوعين للناسور الشرجي، أولهما البسيط الذي يفتح على الجلد بفتحة واحدة والآخر الناسور المركب أو متعدد الفتحات الذي يفتح على الجلد الخارجي بعدة فتحات ويسمى الناسور أيضا "ناسور أمامي في حالة وجود فتحة خارجية واحدة مهما كان عدد الفتحات الداخلية أو يسمى "خلفي" في حالة وجود فتحة داخلية واحدة في الغشاء المخاطي للشرج مهما كان عدد الفتحات الخارجية.
علاج حالات الناسور بالجراحة
وأضافت الدكتورة زمو أن من أهم أسبابه هو مضاعفات للخراج الشرجي، حيث يعد الخراج والناسور مرحلتين لمرض واحد، وهو المرض الناسوري في الشرج، فالخراج هو المرحلة الحادة والناسور هو المرحلة المزمنة وهما إصابتان شرجيتان لا تعالجان إلا جراحياً، حيث يبدأ الخراج كالتهاب في إحدى غدد الشرج أو تجاويفه الكامنة ثم يتقيح ويصبح مصدراً للألم الشديد فإذا كان سطحيا أمكن تداركه بالمضادات الحيوية أو بشق محدود يفرغ منه الصديد. أما إذا كان الخراج عميقا فتصاحبه أعراض عامة كارتفاع درجة الحرارة وتورم المنطقة المحيطة بالشرج، كما يمكن جسه بالإصبع من خلال الشرج ومثل هذا الخراج يجب شقه سريعاً وإلا تسرب ودفع طريقه إلى داخل الشرج أو إلى الجلد المحيط به وتحول إلى ناسور واحد أو أكثر. أما السبب الثاني للإصابة بالناسور الشرجي هو التدرن الشرجي المصاحب للدرن الرئوي أو درن الأمعاء، و من الأسباب كذلك إصابة المستقيم بالتهاب نتيجة أمراض مزمنة كالالتهابات التقرحية المزمنة التي تصيب الأمعاء الدقيقة أو القولون. وفي بعض الأحيان يكون الناسور الشرجي مصاحبا للإصابات بالأورام الخبيثة للشرج والمستقيم وبهذه الحالات يكون الناسور متعددا ومتكررا وتصاحبه إفرازات مخاطية مع نزول دم من الشرج.
آلام وارتفاع درجات الحرارة من أكثر الأعراض
أما العرض الأساسي للناسور الشرجي غالبا ما يكون وجود خراج شرجي تصاحبه آلام في الشرج مع تورم وارتفاع في درجة الحرارة، وإذا ترك هذا الخراج لينفجر تلقائيا تختفي الأعراض الحادة لوجود الخراج فيزول الألم والتورم وتعود درجة الحرارة إلى طبيعتها ولكن يستمر نزول إفرازات صفراء تخرج من فتحة حول الشرج، وقد يتكرر حدوث الالتهابات في الناسور فيؤدي ذلك إلى حدوث ناسور آخر ثانوي وتكوين تشعبات أخرى للناسور ويتحول للمرحلة المزمنة التي لا يمكن علاجها دوائيا وتتطلب تدخلا جراحيا. أما الناسور الثانوي الناتج عن أمراض مزمنة في الشرج والقولون فأعراضه هي أعراض المرض الأساسي مع وجود فتحة بجوار الشرج تفرز إفرازات صفراء أو مدممة.
استخدام المنظار الشرجي عامل مساعد في التشخيص
ولا يسبب الناسور الشرجي آلاماً إلا في حالات الالتهاب فقط. وأكدت الدكتورة زمو أن الخطوة الأولى للتشخيص الأول تكون بالفحص الإكلينيكي للكشف عن الناسور الشرجي وتحديد نوع الناسور وعدد فتحاته خاصة موضع الفتحات الداخلية التي تدل على نوعه وهل هو أولي أم ثانوي ناتج عن أمراض أخرى؟ ويتم ذلك بالفحص الخارجي للشرج وما حوله، لمعرفة موضع الفتحات الخارجية وعددها بالفحص الداخلي باستخدام المنظار الشرجي لتحديد موضع الفتحات الداخلية وعددها وفي بعض الأنواع المركبة أو المتشعبة، يكون التشخيص باستخدام أشعة ملونة بالصبغة أو بواسطة جهاز الرنين المغناطيسي MRI لتحديد موضع الناسور ومدى تشعبه. ومن الضروري معرفة بعض أمراض الشرج الأخرى للتفرقة بينها وبين الناسور.