أفنان فطاني تطرح تجربتها في تبني مفهوم الصناعة اللغوية
شاركت الدكتورة أفنان حسين فطاني الأستاذ المشارك في جامعة الملك عبد العزيز، في الملتقى العربي الأول للترجمة الذي عقد في بيروت أخيراً، وعالج موضوع التأهيل الأكاديمي وتطوير قدرات المترجمين.
وسلطت الدكتورة أفنان حسين فطاني الضوء في بحثها على معوقات الترجمة، وركزت على خطأ شائع بين فئات كثيرة وهو اعتبار البعض أن الهدف الأساسي من الترجمة هو تعلم لغة أجنبية، وقالت "إن هذا الاعتقاد خاطئ ليس فقط لأنه المسؤول عن رداءة الكثير من الأعمال التي تتم ترجمتها في العالم العربي، بل لأنه يعوق تطور الترجمة، كما يحد من إدخال التقنيات الحديثة في مناهج الترجمة".
وأوضحت أن تغيير هذا المفهوم الخاطئ يتطلب تضافر جهود المختصين وأستاذة اللغة، واعتبرت أن دراستها موجهة بشكل خاص إلى كل مهتم بـ "الصناعة اللغوية" خصوصا المترجمين وطلاب أقسام الترجمة والمعنيين بها.
كما قدمت الدكتورة أفنان وصفا مقتضبا لبعض أفكار الترجمة نظرا لوجود ترجمات مختلفة للنص الواحد ينقل بعضها المعنى بحذافيره كما هو حال الترجمة الحرفية، في حين يحاول البعض الآخر الحفاظ على المميزات الإبداعية في النص الأصلي مثل الأسلوب أو الأثر العاطفي.
وأجرت الباحثة مقارنة بين ترجمات اللغات الأجنبية وتعلم هذه اللغات، وأكدت أن الخلط بين هذين المفهومين يبدأ في فصول الدراسة حين يعمل أساتذة اللغات على تقييم المفردات والقواعد اللغوية التي يستخدمها طلابهم، بدلا من أن يقيموا ترجمتهم من حيث الأمانة في المحافظة على النص الأصلي.
أما الدكتور عبد الرحمن شاهين الذي أدار الندوة، فقد عرج في ورقته التي حملت عنوان "الترجمة في مجال الإدارة .. مشاكل وحلول" على المعوقات والمشاكل في الترجمة، متكئا على تجربته في تدريس مواد الترجمة في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها في الجامعة الأردنية ، واعتبر شاهين أن أهم المعوقات التي تعترض الترجمة تكمن في ضعف بعض الطلبة في لغتي المصدر والهدف، وعدم إلمامهم بالمفردات والمصطلحات الخاصة في مجال الإدارة و إدارة الأعمال، وعدم توافر نصوص متنوعة كافية في المجالين المذكورين سواء باللغة العربية أو الإنجليزية ، إضافة إلى عدم توافر كوادر مؤهلة متخصصة بأعداد كافية لتدريس وتدريب طلبة الدراسات العليا في مجال الإدارة وما يتصل بها، مؤكدا أن هذا النقص ملاحظ في مجالات الترجمة وما يتصل بها، مثل القانون والإعلام والصحافة والأدب وغيرها.
أما الدكتور مبارك سالم البريك فتناول في دراسته بعنوان "إدارة الجودة التعليمية والمهنية في برامج تدريس الترجمة" الزيادة الملحوظة في عدد المؤسسات التي تدرس الترجمة في العالم العربي ، والحاجة المتنامية لإنتاج ترجمات من اللغة العربية وإليها، مشيرا إلى أن برامج تدريس المترجمين وتدريبهم قلما تتضمن عنصر إدارة الجودة للخريجين، وتكون النتيجة تخريج الآلاف الذين لم يؤهلوا لتأدية المهام المنوطة بهم.
وعدد البريك العوامل التي يمكن قياسها في مجال إدارة الجودة وضبطها في الترجمة، وهي: التسهيلات والتجهيزات، تأهيل المدرسين، بيئة الفصل الدراسي، المنتج الترجمي وإيصاله للمستهلك.