السدحان يُبكي أحلام
السدحان يُبكي أحلام
أحلام.. طبيبة عادت للوطن تحمل الآمال والطموحات لتنشر الوعي قبل حدوث المرض أو أثناء حدوثه بأقل المخاطر وتثقف المرضى عن الأمراض المزمنة، تعيش الآن استراحة طالب، أهديتها كتاب الأديب عبد الرحمن السدحان "قطرات من سحائب الذكرى" وبعد ما انتهت من الجزء الأول من الكتاب سألتها عن الكتاب فشاهدت الدمعَ يغالبها، وعيناها تفيضان ألماً ودهشة وحزناً من تجاربه التي سردها في سيرته، أحسست في تلك الثانية أنني لو تحسست قلب ابنتي الصغير لما توقف الدمعُ أبداً، وسألتني أحلام: كيف تغلب الطفل على الحرمان بكل هذا الغفران؟ وأعقبت "تعلمت من تجاربه أن أبحث عن القمر في ظلمة الليل وأن أقتنص الأمل من فك الألم وأن لسعات الشمس لن تحرقنا مادامت هناك ذرة أمل باقية في قلوبنا".
وبريق من الأمل في عينيها تعلق بالقول "إن نيل المطالب ليس بالتمني يا والدتي! وإن حلم الوزارة يراودني، إذا كان كاتب هذه السطور هو الذي يجلس على مسافة قصيرة من الملك، والأمراء، وعلْية القوم؟".
نعم، استطاع السدحان في سيرته أن ينحت بكلماته الألم، أعاد للكتاب الورقي هيبته ومتعته التي سرقتها التقنية من القارئ، ويظل القارئ يستشعر متعة سرد الأحداث والصور والشخوص التي تركها السدحان حيث قضى طفولته في التنقل بين عسير وجازان ومكة وجدة والرياض ولبنان وأمريكا، تلك المتعة التي تتغلغل في دواخله أياما طويلة ويُفضِّلُ أن يهمس بآرائه الأدبية على الورق.
إن السيرة الذاتية لكاتبنا تشكل منظومة ترصد كثيرا من دقائق حياتنا وقد كانت والدته لا تغيب في سرد أحداثه، فقد وصف والدته بأنها تقرأ شاشة إحساسه فحوّل معاناتها بفراقه إلى قطع أدبية نفيسة، وتعرفنا على والدته بأنها صانعة عمل وصاحبة قرار ومرشدة وأهم أدوارها أنها والدة السدحان.
من ناحية أخرى، نجد أن كتابه عبارة عن قصة فتى صبور تعرض لمعاناة كبيرة حتى يكتشف في نهاية الأمر مكانه. ويعرض قصة شخص نجح في جمع الأجزاء المتفرقة المشتتة من ماضيه ليبني هوية فريدة خاصة به.
ومن هذا المنبر أرفع أمنية لمعالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني، سليل بيت العلم والثقافة، الذي يسهم في حياكة النسيج الثقافي للوطن بأن يرفق كتاب "قطرات من سحائب الذكرى" لطلبة وطالبات بعثة خادم الحرمين الشريفين، إنه مكسب لأبنائنا وبناتنا يستحق الاطلاع، فهل تتحقق تلك الأمنية؟