أغسطس يُشعل حرارة هبوط السوق 3.3 % بجميع قطاعاته دون استثناء
إن الخبر الأبرز في وسائل الإعلام المحلية أن سوق الأسهم يُسجل هبوطاً بعد هبوط، بحيث استمر هذا الهبوط لمُدة تسعة أيام متتالية منذ أسبوعين ثم ارتفع يوم الثلاثاء بعد مُلامسته مستوى 8380 نقطة ليُغلق بعدها عند مستوى 8502 نقطة مُعيداً الآمال بأن يتمكن مؤشر السوق من التمسك بهذا المستوى كدعم له، لكن تداولات الأربعاء الماضي هبطت بالمؤشر وأغلق عند 8451 نقطة أي بفارق 50 نقطة عن مستوى الدعم، وبذلك أنهى مؤشر السوق تداولاته هذا الأسبوع على انخفاض بنسبة 3.3 في المائة.
كما سجلت جميع قطاعات السوق تراجعاً في أدائها وأكثرها كان قطاع "الفنادق والسياحة" والتشييد والبناء" بنسبة تجاوزت 6.6 في المائة، وكان أقلها هبوطاً قطاع "الطاقة والمرافق الخدمية" بنسبة 0.6 في المائة، ويعود هذا الانخفاض البسيط إلى تماسك سهم "الكهرباء" إذ إنه مُتمسك بسعر 11.25 ريال حتى الآن، جدير بالذكر أننا تحدثنا كثيراً عن هذا السهم واحتمالات أن يعود للارتفاع خلال النصف الثاني من العام الحالي.
التحليل الفني
بالنظر إلى شكل (1) نجد أن مؤشر السوق لا يزال يسير في مسار هابط وكنت آمل منه أن يثبت في منطقة 8500 نقطة وقد نجح في الثبات يوم السبت الماضي، ثم أكمل هبوطه يوم الإثنين وعاد فارتفع يوم الثلاثاء وأغلق فوق 8500 نقطة وبث الأمل في النفوس، ولكنه لم يستطع الصمود وأغلق دون هذا المستوى بفارق 50 نقطة.
ما يحصل حالياً هو محاولة مؤشر السوق الثبات عند 8500 نقطة، وما يُحدد اتجاه السوق هو أن يختار المؤشر أن يثبت فوق أو تحت مستوى 8500 نقطة لمدة يومين متتاليين، حتى يتحدد اتجاه هل هو الارتفاع والبقاء فوق هذا المستوى لفترة أو تحقيق المزيد من الهبوط بهبوطه حتى مستوى 8188 نقطة تقريبا.
عند استخدامنا مؤشر "بولينجر باند" في الرسم البياني لمؤشر السوق نجد أن الحدّ السفلي للبولينجر منفرج بشكل كبير فاتحاً المجال أمام مؤشر السوق لمزيد من الهبوط كما في شكل (2)، ونأمل أن يحتضن الحد السفلي مؤشر السوق ولن يحدث هذا الاحتضان إلا بعد أن يقوم مؤشر السوق ببعض التهدئة، وإن اتساع المسافة بين حديّ "بولينجر باند" مع هبوط السوق يعني أن السوق سيرتدّ حتى يصل على مرحلة التوازن عند مستويات 8800 نقطة تقريباً في أحسن الأحوال.
الأسبوع المقبل
نحتاج من مؤشر السوق أن يثبت عند منطقة 8500 ويستقر ليعقبها بعض من محاولات الصعود، إذ إن هذا الهبوط المُتتابع لا بد أن تعقبه عودة للصعود كردّ فعل ناتج عن تفكير بعض المُتداولين بأن أسعار بعض الأسهم رخيصة مقارنة بأسعارها في الفترة الماضية ولا أقصد برخيصة أنها دون "السعر العادل" حسب مصطلحات التحليل الأساسي، بل رخيصة فنياً عند مقارنة سعرها الحالي بأسعارها في الفترة الماضية.
في حالة صعود مؤشر السوق فإنه سيكون ارتفاعا قصيرا، إذ إنه سيأتي كردّ فعل للهبوط المُتتابع بشكل تدريجي، وسيكون أمامه مستوى مقاومة رئيسي عند 8800 نقطة نتيجة وجود خط متجه هابط كما في شكل (1)، وعند مستوى 8800 نقطة يوجد أيضاً متوسط حركة 20 يوما وقبلهما متوسط عشرة أيام عند 8696 نقطة، وهذا المستوى سيجعل الصعود الارتدادي تدريجيا ومترددا بعض الشيء، لأنه المُثقل بشك المُتداولين وانعدام المُحفزات والسيولة الدافعة للسوق.
كما أُذكر بأن وضع السوق على الأجل الطويل لا يزال ضعيفا، وهو ما أشرت إليه منذ شهر مضى والأمل معقود على المستويات القريبة من 8000 نقطة تزيد عليها أو تنقص قليلاً.
قطاع السوق
سأتناول بعض قطاعات السوق الرئيسية وأبدأ بقطاع "المصارف والخدمات المالية" الذي أغلق مؤشره عند 20575.4 نقطة، وهو قريب من مستويات مُتدنية كان قد حققها في منتصف تشرين الأول (أكتوبر)، وبذلك يُعد مستوى الدعم الأقرب هو 20066 نقطة، ومن أسهم المصارف التي تمر بالسيناريو نفسه سهم "الرياض"، إذ اقترب من دعمه عند مستوى 30 ريالا، بينما خالف كل من سهمي "الجزيرة" و"الاستثمار" سلوك مؤشر قطاع المصارف بكسرهما مستويات دعم متينة وتحقيقهما سعرا متدنيا جديدا لم يصلا إليه منذ سنتين، ولدى سهم "ساب" نزعة نحو الهبوط أكثر من غيره على الأجل الطويل، سهم "الهولندي" كون نموذج مثلث متساوي الأضلاع، وهو يدل على حيرة المُتداولين وعدم اختيارهم مسارا واضحا في تعاملهم مع سهمه.
يميل سهم "سامبا" إلى الثبات عند مستوى الدعم الحالي وهو 66 ريالا، ووضعه الفني يدل على احتمالات تماسكه أكثر على عكس سهم "الراجحي"، الذي يُحاول التماسك وعدم الانجراف نحو الهبوط، بينما ينفرد سهم "البلاد" بمحاولته الارتفاع وفتح ثغرة في المقاومة عند 44.5 ريال.
قطاع "الصناعات البتروكيماوية" أغلق عند 8137 نقطة، واحتمالات هبوطه أكثر على الأجل الطويل، كما يدل على هذا التقاطعات السلبية بين متوسطات الحركة الأسية، وقد استهل هذا الهبوط سهم "سابك" خلال تداولاته هذا الأسبوع، وسينجرف على الأجل الطويل كل من سهمي "سافكو" و"التصنيع" الذي يتباطأ في حركته بينما "اللجين" تحاول التماسك، ولكنها ستُجبر أمام عمليات البيع على الهبوط على الأجل الطويل حتى لو وجدت بعض الدعم عند 35 ريالا، والوضع الفني لمعظم أسهم هذا القطاع غير مُشجع ما عدا سهم "كيان" الذي يُحاول التماسك والاستدارة نحو الأعلى.
كسر قطاع "الأسمنت" مستويات دعم مهمة واستمر في الهبوط، ولكنه خلال آب (أغسطس) سيقترب من الثبات وسيُعيد الكرّة من جديد للصعود ولكن ببطء كعادته هابطاً كان أو صاعداً، وأما قطاع "الطاقة" وتحديداً سهم "الكهرباء" فقد ثبت بعد هبوطه على مدى شهر ونصف، وهو ما أشرت إليه منذ فترة، ومعه قطاع "الاتصالات" الذي يعمل على تكوين نقطة ارتكاز بالرغم من ضغط السوق، فقد ينجح في لفت الأنظار خلال النصف الثاني من العام.
أسهم قطاع "التأمين" كثر الحديث حول أدائها وربحيتها ونشاطها الذي لم يبدأ في بعض الشركات وقد أغلق مؤشر التأمين عند 1207 نقاط، وهو مستوى متدن جديد لم يُحققه مؤشر التأمين من قبل، وبقية القطاعات لديها نزعة نحو الهبوط ما عدا قطاع "الاستثمار الصناعي" الذي يُحاول التماسك ولكنه سيُجبر على التراجع قليلاً على الأجل الطويل كما يدل على هذا مؤشر "الماكد".
الخلاصة
يُعاني مؤشر السوق علامات ضعف واضحة مُستشرية في جميع قطاعاته حتى على الأجل الطويل، وعودة مؤشر السوق فوق مستوى 8500 نقطة هي ارتفاع قصير الأجل يُصنف على أنه ردة فعل على الهبوط المُتتابع، ولكن هذا لا يمنع من وجود فرص في بعض الأسهم، وأعتقد أن من سيكسب الرهان في السوق خلال الفترة المقبلة هو من يُجيد المُضاربة ويتبع أسلوب التأرجح بين الأسهم Swing Trading مع تفعيل أسلوب الحدّ من الخسارة Stop Lose بشكل أكثر مما مضى، وإن لم تُتقن هذا فلا تدع الإدمان على التداول يُسيطر عليك وتنحى جانباً حتى ترى السوق واضحة بالنسبة لك، وعندها يُمكنك التداول وسيكون سوق الأسهم موجودا ولن يذهب بعيداً.