المصوف: أحلم باصطياد اللون والشكل الذي تركه البحر في وجداني

المصوف: أحلم باصطياد اللون والشكل الذي تركه البحر في وجداني

تظهر بين المساحات اللونية، وتمتزج مع عنصر اللوحة، تلك هي الوجوه عند الفنان الشاب حسين المصوف. يقول عنه الدكتور خالد حجاج" لم يكن فنانا تشكيليا فحسب.. بل كان ملحنا وعازفا على فلسفة مفهوم الحياة من خلال فهم الذات" "الاقتصادية" حاورته حول بداياته وعلاقته باللوحة فإلى التفاصيل:
كيف اكتشف حسين المصوف نفسه كفنان تشكيلي؟
في البداية لم أكتشف نفسي ولكن كنت متعلقا بالفن منذ الصغر، وكان إعجاب الناس من حولي دافعا قويا للاستمرار في هذا المجال حتى المرحلة الثانوية فقد كانت مرحلة حساسة، إذ لم يكن في المدارس مادة التربية الفنية مما جعلني أبحث عن البديل , ففي هذه المرحلة انضممت إلى جماعة الفنون التشكيلية في القطيف، ومن هناك انطلقت كـفنان تشكيلي بدعم الجماعة.
ماذا قدمت لك الدراسة الأكاديمية؟
دراستي لم تكن دراسة أكاديمية، بل معظم دراستي كانت دراسة نظرية فتخصص التربية الفنية في الجامعة لا يقدم تخصصات دقيقة وإنما يتناول العديد من التخصصات والمجالات بشكل موجز وبسيط، وفي مشواري الدراسي كنت أستقي المعلومات والخبرات من أعضاء هيئة التدريس خارج أوقات الدوام، وكنت أمارس الفن في قاعات الجامعة وبإشراف بعض الأساتذة مثل الدكتور صالح الزاير والدكتور خالد حجاج المرمش، وكنت أتعلم بالممارسة والتوجيه من قبل أساتذة القسم، وكذلك أعرض ما توصلت إليه من خبرات على الفنان القدير الأستاذ علي الصفار.
شارك الفنان حسين المصوف في بعض المناسبات العربية والخليجية، ماذا قدمت لك تلك المشاركات؟
قدمت لي الكثير فمن خلال هذه المشاركات زادت ثقتي بنفسي واكتشفت خبرات جديدة من خلال الاطلاع على تجارب الآخرين التي أضافت إلى رصيدي الكثير .
المتأمل في لوحاتك يجد بعض الرموز الشعبية، من أين تستمد تلك الرموز؟
في الواقع ليست رموزاً شعبية وإنما كان معظمها زخارف وتشكيلات موجودة على أجسام الأسماك والكائنات البحرية التي اتخذها البحارة والحرفيون نقوشا وزخارف تعبر عن بيئتهم .
حمل معرضك الأول عنوان "أحلام صياد" ما الأحلام التي أردت أن تنقلها عبر تلك الأعمال؟
كل صيّاد عند ذهابه إلى البحر تراوده بعض الأحلام والأماني التي يتمنى أن تتحقق, وأحلامي أردت أن أحققها على سطح لوحاتي باصطياد اللون والشكل والمعنى الذي تركه البحر داخل وجداني .
كيف تصف علاقتك باللوحة؟
من الممكن القول في بعض الأحيان علاقة عشق وأحياناً صداقة حميمة.
في معرضك أحلام صياد يختفي داخل اللوحة الجسد البشري وتظهر على استحياء بعض الوجوه، ماذا يود أن يقوله المصوف من خلال ذلك؟
في الأصل كنت رسام بوتريه ومازلت، لِذا تعلقي بـِرسم الصور الشخصية (البوتريه) لا يزال موجوداً .
ما نصيب المصوف من النقد المكتوب؟
في الحقيقة لا أدري، فأنا لا أتابع كل ما يكتب في الصحف باستمرار، فالنقد موجود بالتأكيد وكل عمل فني قابل للنقد .
لا تقتصر مهمة الفنان على تلوين المساحة البيضاء داخل اللوحة وإنما وراء تلك البقع اللونية معان ودلالات يسعى الفنان لإيصالها، فهل تنشأ الفكرة قبل البدء في تنفيذ العمل أم تكتمل أثناء التنفيذ؟
الفكرة هي التي تدفعني لبدء عمل جديد, وفي أثناء تنفيذ العمل أكتشف بعض الجماليات التي ربما تكون أحيانا ليست مقصودة في ذاتها فأحورها لتخدم فكرة العمل و جمالية اللوحة, فالعمل الفني قابل للتغيير والتحسين حتى تكتمل اللوحة.
ظهر جيل من الشباب يحمل هما تشكيليا، ورغبة في التغيير والتطوير، هل تضن أن هؤلاء سيتجاوزون رواد التشكيل في المملكة؟
الفكر والإبداع ليسا مقتصرين على فئة من الفنانين والمبدعين ولا علاقة له بالزمان ولا بالمكان ولا يعتمد على عمر معين، فكل جيل يحمل فكره وإبداعه بالشكل الذي يناسب الحياة التي يعيشها، وهذه حال الفن والفكر.
يذكر أن الفنان حسين المصوف حاصل على بكالوريوس التربية الفنية، عضو جماعة الفنون التشكيلية في القطيف، شارك في العديد من المعارض داخل المملكة وخارجها، كما نفذ لوحة جدارية بطول 13 مترا لجامعة الملك سعود، وكذلك صمم بانوراما للتلفزيون السعودي القناة الأولى.

الأكثر قراءة