فضفضة زوجة تعبانة جدا
فضفضة زوجة تعبانة جدا
"كانت مشاعري محبطة حين استيقظت اليوم ولم يكن ذلك أمرا غريبا، لم أكن أعرف أي شعور بالتحديد يزعجني أكثر .. هل هو الألم الذي أشعر به بسبب قلقي من أن زواجي قد بدأ يذوي نتيجة المشاحنات المتكررة، أم بسبب الأعمال المنزلية المتراكمة أمامي في المطبخ وأرجاء المنزل، أم قد يعود ذلك إلى الاشمئزاز الذي أشعر به كلما نظرت إلى بدانتي وترهل جسدي في المرآة، أم خليط من مشاعر اليأس والضعف الذي يمتزج مع المشاعر الأخرى؟ لقد تحملت كثيرا حتى تظل هذه الأسرة مترابطة, كنت أقوم بتوفير كل احتياجات الأولاد وتدريسهم وتسديد الفواتير وحتى القيام بأمور الصيانة المنزلية, أركز بدقة لإنجاح إدارة الميزانية المحدودة للمنزل, دوما أكون في حالة ترقب لأي طارئ, اجتزت أوقاتا عصيبة بمفردي وشعرت بالقلق إلى أن ظهرت لدي العديد من الأمراض والمشكلات الجسدية, لقد كنت أعيش في حالة دفاع أغلب الأوقات, وقد كان شعوري هو أنني أقاتل من أجل حماية حياتي.
عندما عاد الأطفال من المدرسة البارحة صرخت في وجوههم ولم يكن ذلك مفاجئا لهم أو لي, حاولت مرارا أن أكون أكثر هدوءا في التعامل معهم لكن ذلك كان صعبا, لقد أصبح الغضب يلازمني دوما ولم أعد قادرة على الاحتمال أكثر, عند عودة زوجي إلى المنزل كنت قد بذلت جهدا لإعداد العشاء ثم تناولناه ولم نتحدث كثيرا, ذهبت بعدها لغسل الأطباق وتنظيف المطبخ, وبينما كان يشاهد التلفاز كالمعتاد كنت أعنفه في حوار داخلي غاضب : أنا أقلق وأنت تهدأ, أنا أهتم وأنت لا تهتم بشيء, أنت تستمتع وأنا أعاني.
لقد كانت لدي أحلام كثيرة لم يتحقق أي منها, أكره روتيني اليومي, قبل الزواج كان لدي كثير من الأصدقاء والهوايات وكنت مستمتعة بالعالم من حولي, والآن فإنني أحتاج إلى مجهود ضخم لكي أحمل نفسي على التجمل أو العناية بشعري, فقدت حماسي للحياة ولم يعد لدي سوى القليل من الأصدقاء, كما ازداد وزني 30 كيلو جراما منذ الزواج, إن بيتي وعائلتي وهما المكان والأشخاص الذين كان يجب أن أشعر معهم بالراحة والحنان قد تحولوا إلى مجرد فخ لا أستطيع الخروج منه, ولأنهم يعتقدون أنني طاقة لا تنفد فهم يعتمدون علي في كل أمر لأنني دائما موجودة ومسيطرة على الموقف, بينما الحقيقة هي أنني أنهار تدريجيا, لقد شعرت بالإحباط منذ مدة طويلة ولم أستطع التخلص من هذا الشعور, أبكي لأتفه الأسباب وأشعر أن طاقتي استنفدت, أصرخ في وجوههم طوال الوقت, أشعر بالذنب عن كل شيء, حتى أنني أشعر بالذنب لأنني ذهبت لزيارة استشارية فالمفروض أن أقوم بحل مشكلاتي الخاصة والتخلص منها, ومن السخف أن أضيع وقتي وأموال زوجي على مشكلاتي التي أتخيلها وأرويها لنفسي" .
إنها ليست مشكلة سلمى فقط – تلك التي جاءت تستشيرني بعد أن طفح الكيل – لكنها معاناة 80 في المائة من المتزوجات اللاتي يمارسن حياتهن من خلال أسلوب (أخسر – يربح ) حيث تشعر كل منهن بأنهن في حاجة إلى روشتة علاج وتصريح من جهة طبية يبرر لها التركيز على الاهتمام بذاتها, وتظن الأغلبية منهن أن ذلك يعد من قبيل الأنانية أو التمركز حول الذات, وقد يكون من المفيد تذكيرهن بما يقولونه في الطائرة " ضعي كمامة الأكسجين على أنفك أولا ثم ساعدي من حولك", وبعد عملي الاستشاري مع عديد من النساء عبر السنين أدركت كم يمكن أن نكون قاسيات على أنفسنا من أجل الآخرين, ولذلك لدي طلب من كل شبيهات سلمى: كوني أفضل صديقة لنفسك فحين نقدر ذواتنا ونضع العناية بصحتنا وأنفسنا في المقدمة, وعندما نهتم بتحسين جوانب حياتنا وتطوير مهاراتنا سيجعلنا ذلك نشعر بالرضا والإشباع النفسي ونتيجة لذلك سنمنح علاقاتنا العائلية والاجتماعية فرصا أفضل للوصول إلى ذروتها.
استشارية برامج تمكين المرأة
[email protected]