تراجع سفر السعوديين إلى الخارج بنسبة 25% بسبب التضخم وخسائر الأسهم وتضاعف تكاليف الرحلات
كشف خبراء في قطاع السفر والسياحة عن انخفاض نسبة السياح السعوديين وغير السعوديين والمتجهين إلى الدول السياحة بنسبة 25 في المائة عن الأعوام الماضية، معتبرين أن العام الجاري أقل الأعوام على الإطلاق من حيث نسبة السياحة الخارجية المنطلقة من المملكة.
لكن الخبراء ذكروا أن اللافت في حركة السياح لهذا العام هو الاتجاه الكبير نحو السفر إلى تركيا، مشيرين إلى أن هذه الحركة جاءت تبعاً لما تم عرضه في المسلسلات التركية وبالأخص مسلسل سنوات الضياع ونور، والذي صور المناطق الطبيعية هناك، وعمل على إغراء الراغبين في السفر خصوصاً العائلات التي رغبت هذا العام في اكتشاف الطبيعة والمجتمع التركي عن قرب على حد قولهم.
ولفت الخبراء إلى أن تلك المسلسلات تسببت في تغيير خطط واتجاهات الكثير من السياح، وأن عددا كبيرا من العائلات أمنت حجوزاتها إلى تركيا منذ وقت مبكر قبل بدء موسم الصيف.
وقال لـ "الاقتصادية" الدكتور ناصر الطيار مدير عام وكالة الطيار للسفر والسياحة، إن تراجع نسبة السفر للدول السياحية جاء نتيجة لعدة عوامل من أهمها: خسارة الأفراد للسيولة في سوق الأسهم السعودية، التضخم الموجود في المملكة، إلى جانب التضخم الذي لحق بالدول العالمية ومنها السياحية، ارتفاع تكاليف السفر، ارتفاع قيمة التذاكر تبعاً لأسعار البترول، انخفاض الريال مقابل العملات الأخرى التي زادت من التكلفة بنسبة 45 في المائة.
وأضاف الطيار، أن من ضمن الأسباب: زيادة نسبة إيجارات الفنادق والشقق السكنية في الدول السياحية، زيادة مصروفات الخدمات في الدول السياحية، لافتاً إلى أن ماليزيا زادت لديها مصروفات الخدمات بنسبة 80 في المائة.
كما اعتبر مدير عام وكالة الطيار للسفر والسياحة أن تقليل خطوط الطيران في السعودية من نسبة رحلاتها، إضافة إلى خروج كثير من الطائرات عن الخدمة وعدم وجود الأسطول الكافي، وتسيير رحلات خارجية بطائرات صغيرة أسهم في تقليص أعداد السياح بعد أن تم تخفيض ما نسبته 60 في المائة من حجم الطائرة.
وأبان مدير عام وكالة الطيار للسفر والسياحة، أن ارتفاع أسعار النفط أثر بشكل كبير في حركة السفر من حيث زيادة أسعار التذاكر، وما يتبع لهذه السلعة المهمة، مرجحاً أن ترتفع بشكل أكبر إذا صعدت أسعار النفط مجدداً.
وتوقع الطيار أن تستمر نسبة التراجع في أعداد السياح، بالنظر إلى توقع استمرار العوامل المؤثرة في حركة السياح ومن أهمها الأوضاع المادية، مؤكداً أن السائح في السعودية أصبح يبحث عن الدول والبرامج السياحية الرخيصة بخلاف ما كان عليه في السابق.
ولفت الطيار إلى أن العام الجاري شهد إقبالاً كبيراً على حركة السياحة إلى تركيا بسبب المسلسلات التركية التي عرضت أخيراً التي بينت الطبيعة الساحرة هناك.
من جانبه، أفاد مؤيد المحيميد نائب مدير عام وكالة المؤيد للسفر والسياحة، أن العام الجاري يعتبر من أقل الأعوام في حركة السياحة بالنسبة لسياحة السعوديين بالمقارنة بالأعوام الماضية، مبيناً أن الأحوال المادية والزيادة التي لحقت بأسعار التذاكر، التي وصلت في بعضها إلى 100 في المائة أسهمت وبشكل كبير في تقليص أعداد السياح.
واتفق المحيميد مع ما ذكره الطيار من حيث شدة الإقبال على تركيا، مؤكداً أن وكالات السفر والسياحة واجهت العام الجاري ضغطاً كبيراً على طلبات السفر إلى تركيا، خصوصاً من العائلات بسبب المسلسلات التركية التي يجري عرضها حالياً في بعض القنوات العربية.
وأضاف أن اللافت في هذا العام هو وجود أعداد كبيرة من السياح التي تعمل على حجز البرامج السياحية وبالأخص الرخيصة منها، وذلك رغبة منها في تأمين أوضاعها في الدول السياحية والاستفادة من أسعار العروض على حد قوله.