نقطة ضعف الرأسمالية: المال غير المشروع وتجديد نظام السوق الحرة
رايموند بيكر
يلقي الكتاب الضوء على الطرق التي يتبعها المجرمون والإرهابيون ورجال الأعمال المشبوهون في تحريك ونقل الأموال غير المشروعة عبر دول العالم، متسببين في إلحاق الأضرار بالآخرين وإصابة الكثيرين بالفقر، وهادمين مبادئ الرأسمالية التي تدعو إلى إتاحة الفرص العادلة للجميع.
يكتب المؤلف رابموند بيكر، وهو خبير عالمي في غسل الأموال والفساد المالي وقضايا التنمية، من واقع خبراته في العديد من دول إفريقيا، أمريكا اللاتينية، آسيا، وأوروبا، ويستعرض قيام بعض البنوك الغربية ورجال الأعمال باستخدام تحويلات مالية سرية وعمليات مالية أخرى مخالفة للقانون من أجل الحصول على أموال غير مشروعة ونقلها من مكان إلى آخر عبر دول العالم.
يستعرض الكتاب ثلاث فئات من الأرباح غير المشروعة: الرشاوى، أرباح العمليات الإجرامية، والتجارة غير المشروعة، ويشرح كيف يتم تحويل نحو تريليون دولار إلى الغرب يوميا بطرق غير شرعية، يتم تحويل معظم هذه المبالغ من خلال بعض الشركات والمؤسسات المالية الغربية. كما يتناول الكتاب بالتحليل العلاقات المتداخلة والمتشابكة بين الأنشطة المالية غير المشروعة وانتشار الفقر وعدم المساواة في العالم.
يكشف الكتاب كيف أتقن رجال الأعمال غير الشرفاء وأباطرة المخدرات والمجرمون العالميون والإرهابيون فن تحويل الأموال من خلال تغيير الأسعار وتزوير الوثائق المالية وإنشاء الشركات الوهمية وغيرها من الخدع والحيل المالية التي تلحق الضرر في النهاية بالأفراد والشركات والمؤسسات والحكومات.
كما يتناول الكتاب العواقب الاقتصادية للأموال غير المشروعة وسوء استغلال الدعائم الأساسية للرأسمالية. تزيد هذه الممارسات غير القانونية التي تخترق النظام الرأسمالي من التباين الهائل في مستويات الدخل العالمي. يقدم الكتاب اقتراحات بمجموعة من الإصلاحات لمقاومة عمليات غسل الأموال ولنشر الرخاء العالمي.
إلا أن هناك من الإجراءات ما يمكن فعله لاستعادة الوجه الحضاري للرأسمالية ولتنجح الرأسمالية على المستوى العالمي. تتلخص هذه الإجراءات في محاربة الانحرافات المالية غير الشرعية، تقليل عدم المساواة، وإعادة صياغة الهياكل الداعمة لنظام السوق الحرة حول مبادئ العدالة العالمية. يقدم الكتاب النقاط الأساسية في عملية إصلاح الرأسمالية ونظام السوق الحرة.
كان مؤلف الكتاب رايموند بيكر يدين بالولاء للرأسمالية منذ مراحله المهنية المبكرة لأكثر من أربعين عاما وفي أكثر من ستين دولة شهد بيكر الفساد والعمليات غير الشرعية التي تجرى في ظل نظام السوق الحرة بما لها من آثار وتوابع مدمرة على الدول الضعيفة. مما منحه من الخبرة ما يجعله على إحاطة كاملة بمزايا الرأسمالية ونقاط ضعفها فيقدم في الكتاب تحليلا شاملا وأمثلة توضيحية تبين المشاكل الخطيرة التي تحيق بنظام السوق الحرة العالمية وتعرض ركائز الرأسمالية للانتقاد