السياحة والإنترنت
السياحة والإنترنت
تقنية المعلومات تؤثر في جميع مناحي الحياة، وبمناسبة الصيف، نلاحظ كيف تغيرت عادات الاستعداد للسفر بشكل كبير، وتقلصت أدوار شركات السفر والسياحة بشكل واضح. فعن طريق الإنترنت يستطيع المسافر أن يقوم بترتيب رحلته بكل مراحلها، بداية من حجر الطيران والبحث عن أفضل عروض الرحلات. ولا يقتصر البحث في الخطوط التي لها مكاتب في مدينته، بل يكون بحثا شاملا في جميع خطوط الطيران العالمية. أما البحث عن السكن المناسب، فالإنترنت ساعدت على التقليل من المفاجآت غير السعيدة، فبالإنترنت يستطيع المسافر أن يعرف موقع الفندق ويشاهد غرفه وصالاته، بل ويستطيع مشاهدة صور من الأقمار الصناعية للفندق والمناطق القريبة منه. ويستطيع أن يبحث ويقارن بين أسعار الفنادق مقارنة بمستوياتها ومواقعها.
أما أماكن الزيارات والاستمتاع بها، فعن طريق الإنترنت يستطيع السائح التعرف عليها ومشاهد صورها والتعرف على عناوينها وأوقات الزيارات وتكلفتها .. إلخ. والأجمل أن تتطلع على آراء المسافرين عن المدن السياحية والفنادق وأماكن السياحة والاستفادة من هذه الآراء، كما يمكن للسائح أن يسأل، وفي الغالب سيأتي إليه الجواب وسيعلق عليه آخرون إما بالتأييد، أو الرفض.
ما سبق جميل وجانب مضيء، ولكن وماذا بعد، هل فقد السفر بعض متعته بتعرفنا بشكل أكبر على المدن السياحية ومشاهدة المناطق السياحية وصور الفنادق التي سنسكنها؟ مما يفقد السفر عنصر الجدة والمفاجأة، أم أن هذا قلل من المخاطرة في الذهاب لأماكن لا تعجبنا، والسكن في فنادق لا تناسبنا؟
ومن الجوانب السلبية للإنترنت فيما يتعلق بالسياحة، أنها وسيلة غير موثوق بها، فقد ترى الصور الجميلة لأحد الفنادق وهي في الحقيقة لإحدى الغرف المتميزة، وليس لجميع الغرف، أما المنتديات فبطبيعتها هي تعكس أراء كتابها، وقد يكون فيها من المبالغات الكثير.
وإن كانت خطوط الطيران الوطنية متقدمة نوعاً ما في هذا المجال، ولها مواقع إنترنت جيدة، ولكن من المحزن حقيقة أن نكون متأخرين في هذا المجال فيما يتعلق بالسكن خصوصاً الشقق المفروشة، فكم سائح يرغب في السفر لمناطقنا السياحية مثل أبها والطائف، وهي من المناطق التي يتوفر بها السكن بأنواعه، ولكن لا يجد في الإنترنت الكثير عن هذه الشقق، من حيث الموقع والجودة وطريقة الحجز ... إلخ، فلعل الهيئة العامة للسياحة والآثار تأخذ زمام المبادرة، وتقوم بمساعدات ملاك هذه الوحدات بوضع معلوماتهم على موقع موحد على الإنترنت يسهل عملية البحث، مع وجود روابط للجهات التي لديها مواقع خاصة. أما مكاتب السفر والسياحة فلعلها تغير من دورها قليلاً ويزيد تركيزها لخدمة السياحة في المدن التي تقع فيها، بحيث يكون لكل منها موقع على الإنترنت يوفر للزوار أفضل العروض بحكم وجودها في المدينة نفسها.