"وشنتصايد"!

"وشنتصايد"!

مسكين أنت إن كنت تعتقد أنه من السهل عليك أن تكون صريحاً واضحاً في مجتمعٍ كمجتمع الشعر، مسكين أنت إن كنت تعتقد أن الصراحة راحة كما كنّا نردد في الطفولة .. مسكين أنت إن كنت تعتقد أن هناك صدراً شمالياً يبقى دائماً كذراع البوصلة !.. لا يا صاحبي.. المسألة كالمعدن تماماً .. تتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة .. وعليك إسقاط الجملة على أي علاقة في الوسط الشعبي .. عليك أيضاً أن تعلم أنه لا غفران في هذا الوسط .. فكلٌّ يؤخذ بجريرة صراحته .. ولا تسأل لماذا .. فهم لا يسألون عن النيّات .. ولا يبحثون في تاريخ مواقفك وآرائك .. كل ما يهمهم هو آخر ما قلت ومعناه المباشر السطحي .. جرّب أن تنافق .. جرّب أن تمدح بمجانية .. إن نجحت وكسبت المحبة .. فجرب أن تزيد جرعة المدائح بشكل غير مستساغ .. ستجد أن النتيجة واحدة .. ردة الفعل عالية البهجة من الطرف الآخر هي نفسها مهما بلغ المديح من "مصاخة" .. المهم أن تظل مادحاً طوال الوقت .. مندهشاً من الابتكار والتجديد في كل نص يكتبه صديقك الشاعر .. أو صديقك الصحفي الشعبي حين يتناول الشعر من زاوية صحفية .. عليك أن تهلل وتكبر عند كل بيت وكأنك على خط النار في حالة حربٍ لا مفرّ منها .. هم هؤلاء يا صديقي .. هم هؤلاء من يحيط بك كالبنيان المرصوص .. كالبنيان المرصوص في تضييق المساحات الرحبة عليك وليس في توادهم وتراحمهم !.. لا أحد يتداعى بالسهر والحمى من أجل الآخر .. والمرضى والمحتاجون ومن مات من الشعراء كُثر ولا جدوى من سرد الأسماء .. كل هذا التشاؤم الذي تقرأه الآن يا صديقي .. ردة فعل على ردة فعل ناتجة عن "فعل صراحة" .. ولكي لا أتركك وأنت في قمّة التشاؤم سأعطيك نافذة واحدة للأمل .. قلّة يا صديقي منهم لا تنطبق عليه كل الجملة والآهات السابقة.. قلة قليلة جداً.. من هذه القلة "صديقي" الذي وسعني بعد أن ضاقت بي الأرض .. وساندني وقدمني للناس كما كان ولا زال وسيبقى بإذن الله .. هذا الباعث والمحرض يعلمني ولا يتعلم مني .. هو بحق "صديقي" وليتني أشبهه ولو قليلاً!

الأكثر قراءة