برنامج استطلاع التجارب الدولية داعم قوي للمحافظة على التراث العمراني واستثماره سياحيا
برنامج استطلاع التجارب الدولية داعم قوي للمحافظة على التراث العمراني واستثماره سياحيا
أكد عدد من المحافظين ورؤساء البلديات أهمية برنامج الرحلات الاستطلاعية لمواقع التراث العمراني العالمية ودوره في رفع الوعي بأهمية التراث العمراني والاطلاع على طرق الاستفادة منه استثماريا وسياحيا،
مشيرين إلى برنامج استطلاع التجارب الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والآثار ما هو في الحقيقة إلا دورات ميدانية مركزة للتعرف على أساليب تحويل مواقع التراث العمراني إلى موارد اقتصادية منتجة ومولدة لفرص العمل لسكان المناطق المحيطة بها.
ونوه المحافظون ورؤساء البلديات بما حققته هذه البرامج على أرض الواقع من نتائج إيجابية أسهمت في دعم مشاريع التراث العمراني، كان من أبرزها الإسهام في جهود المحافظة على مباني التراث العمراني، ودعم مشروع تنمية القرى التراثية الذي تقوم به المحافظات والبلديات مع هيئة السياحة والآثار، الذي بدأ بتطوير خمس قرى تراثية هذا العام، وتستهدف الهيئة خلال الأعوام المقبلة تطوير أكثر من 60 قرية أخرى في إطار خطة طويلة المدى.
وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار قد نظمت رحلتها الرابعة لعدد من محافظي المناطق ورؤساء البلديات وأساتذة الجامعات إلى إيطاليا، لاستطلاع التجربة الإيطالية في مجال التنمية السياحية والاستفادة الاقتصادية والاستثمارية من مواقع التراث العمراني التي تشتهر بها إيطاليا، ودعم وتطوير الخبرات المتوافرة لدى محافظي المناطق ورؤساء البلديات في هذا المجال من خلال اطلاعهم على التجربة الإيطالية في مجال التنمية السياحية المستدامة، وحماية التراث العمراني واستثماره عبر مشاريع تجارية تسهم في المحافظة على هذه المباني وإعادة الحياة إليها، واستفادة الأهالي منها عبر توفير فرص العمل لأبنائهم، وإيجاد مصادر دخل إضافية لهم، ودعم البنية التحتية والخدمات في مناطقهم.
وأكد مساعد بن سعود التمامي محافظ بيشة وأحد المشاركين في هذه الرحلة، أن هذه الزيارات الميدانية للمحافظين ورؤساء البلديات تمكنهم من الاطلاع المباشر على القرى التراثية في إيطاليا، وهي بالفعل تغني عن مئات الندوات والمحاضرات، ليكون هذا البرنامج خير داعم لخطط ومشاريع حماية التراث العمراني، وتحويله إلى معالم جذب سياحي، وكذلك المحافظة على مراكز المدن التاريخية والقرى التراثية وتنميتها عمرانيا واجتماعيا وسياحيا.
وأضاف: "حان الوقت للعمل الفعلي في استغلال هذه الثروة التي تزخر بها بلادنا الغنية بالمواقع التاريخية والتراثية، ولا بد أن يرافق ذلك تكثيف الوعي لدى المواطنين من خلال وسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية والاجتماعية بأهمية المحافظة على التراث العمراني، وما يمثله من قيمة اجتماعية وتاريخية وثقافية ووطنية.
من جانبه أوضح عبد الله بن علي بن جاري محافظ بلقرن أنه لمس أهمية وجدوى هذه الرحلة من خلال ما تضمنته من زيارات وورش عمل وحلقات نقاش واجتماعات مع المسؤولين، أكسبت المشاركين المعرفة والخبرة بأهمية المحافظة على التراث العمراني، ورفع الوعي بقيمته وجدواه الاقتصادية والسياحية متى ما اشتركت الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية في مشاريع حديثة لإعادة تأهيل القرى والمباني التراثية واستثمارها سياحيا.
وأضاف: "كان المشاركون في الرحلة على مدى أيام الرحلة في برنامج عملي يمتد من السابعة صباحا حتى الليل، ولم يكونوا في رحلة سياحية بقدر ما كانوا في دورة تطبيقية وعلمية مكثفة على أرض الواقع لاكتساب الخبرة والعمل على تطبيقها في مدنهم ومحافظاتهم".
ويرى المهندس محمد مبارك الدوسري أمين مدينة الباحة أنه استفاد كثيرا من الرحلة الأخيرة، خاصة مدينة توسكني في إيطاليا من خلال استشعار أهمية مواقع التراث العمراني، وجمالها وقيمتها وجدوى استثمارها، مشيرا إلى أنه يعمل على تطبيق ما اطلع عليه في المباني التراثية في منطقة الباحة، خاصة أن هناك قرية ذي عين التي يشملها برنامج تنمية القرى التراثية الذي تنفذه الهيئة بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، وقال: "لا شك أن هذه الزيارات الميدانية للمحافظين ورؤساء البلديات تمكنهم من الاطلاع المباشر على القرى التراثية في إيطاليا، وهي بالفعل تغني عن مئات الندوات والمحاضرات".
في حين شدد الدكتور يوسف محمد فادن الأستاذ في كلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود، على أن المشاركين في الرحلة خرجوا بانطباعات مختلفة عن السابق في مجال الرؤية للتراث العمراني وجدواه الاقتصادية والثقافية، وقال: "هذه الرحلة مفيدة جدا من جوانب عديدة، فقد زادتني قناعة بأهمية المحافظة على التراث العمراني واستثماره اقتصاديا، والدور الذي تلعبه برامج ومشاريع المحافظة على التراث في ترسيخ هذه الثقافة لدى المجتمع"، وأضاف: "إن جدوى المحافظة على التراث لا يكون إلا بالعيش فيه، واستخدامه بما يتناسب ووظائف المباني دون المساس بالجذور الأصلية لإنشائه، وأفضل مثال لذلك البلدات التي زرناها مثل سيينا وسان جيمنيانو حيث يعيش سكانها التراث ويحافظون عليه".