مرونة الاقتصاد هي العامل الأهم في إحداث التوازن

مرونة الاقتصاد هي العامل الأهم في إحداث التوازن

هانو بك

ما العامل الفعال الذي يؤدي إلى تقوية الاقتصاد؟ إنها الأسواق المتحركة المرنة كما يعتقد كومال، سري ـ كومار، رئيس شركة صناديق الأصول المالية. ولأنه يعتقد في الأسواق المرنة المتحركة، فإنه يؤمن بقوة الاقتصاد الأمريكي على الرغم من أنه اضطر في الأشهر السابقة لتلقي ضربات شديدة تحت الحزام. وكان من نتائج الإعصار الثاني ارتفاع سعر النفط في الوقت الذي تحرك فيه البنك المركزي الفيدرالي لتعديل الفوائد واللجوء إلى سوق العقارات الأكثر سخونة.
رد فعل الجمهور
ويؤمن سري - كومار بالخصائص المرنة للاقتصاد الأمريكي، ويعطي دليلاً على ذلك ردة فعل الأمريكيين على ارتفاع سعر النفط، حيث قلل المستهلك الأمريكي من اعتماده على النفط بنسبة 70 في المائة منذ عقد الثمانينيات الماضي. وهذا دليل على أن الاقتصاد الأمريكي متحرك. كما أدت الأسعار المرتفعة إلى قلة اعتماد المستهلكين الأمريكيين على النفط بشكل واضح، حتى أن المستهلك الأمريكي الذي يقال عنه إنه المتضرر رقم واحد من سعر النفط المتصاعد كانت له ردة فعل قوية منذ فترة طويلة على تكاليف الطاقة المتصاعدة في السنوات الماضية، وبشكل خاص لدى الأسر ذات الدخل المتوسط والعالي، حيث يركبون منذ فترة طويلة سيارات اقتصادية موفرة للطاقة، وينفقون جزءاً بسيطاً من دخلهم على الطاقة بنسبة تقل عما كانت عليه قبل 20 عاماً.
المرونة والصدمات
ولهذه الأسباب، يعتقد سري- كومار أن سعر النفط المرتفع سوف لا تكون له نتائج شديدة الأثر على الاقتصاد الأمريكي، حيث إن الأسواق المتحركة والمرنة تظل أقل تأثراً بالصدمات.
ماذا عن العقارات

ولكن ما الوضع في سوق العقارات الأمريكية التي هي في رأي الكثير من المراقبين تمر بظروف خطيرة، وهل أخفقت بالفعل قوى السوق؟ والحقيقة أن لدينا في هذا الخصوص مشكلة محددة في بعض المدن. وفي أجزاء أخرى من الولايات المتحدة لا يعرف الناس بالمرة ''ماذا تقصدون عندما تتكلمون عن فقاعة في سوق العقارات'' حسب رأي سري- كومار. وفي بعض المناطق التي ارتفعت فيها أسعار العقارات بشكل كبير، يلاحظ المرء تصحيحات لأسعار السوق. ولكن سوف لا يكون هناك أي تأثير على النشاط واسع النطاق في حالة خضوع أسعار العقارات في بعض المدن مرة أخرى لقانون العرض والطلب. فالأسواق تتحرك وتعمل على المدى الطويل، كما يعتقد سري ـ كومار.
عجز الموازنة والدور الصيني
وحسب رأيه، فإن قوى السوق هذه ستساهم أيضاً في حل مشكلة أخرى لدى الأمريكيين، وهي عجز الموازنة العالي. وعلى المدى الطويل، ستستمر الصين في النمو وتتخطى شراء القروض الأمريكية، وستصرف من احتياطيات العملات الأجنبية المتعلقة بالتصدير والسياحة والاستثمارات المباشرة، وسيؤدي ذلك بالتالي إلى رفع قيمة العملة الصينية ووضع ميزان المدفوعات الأمريكي في حالة من التوازن. وأظهر سري - كومار كذلك قناعة بأنه في المدى القصير، ستوضع حدود سفلى للعملة الأمريكية. وما دامت أمريكا هي إحدى الدول الرئيسية المصدرة إلى الصين، فسوف تستمر الصين في شراء الدولار لتجنب حدوث ضعف واضح للعملة الأمريكية. وفي مثل هذا السيناريو يفترض أن تأتي الأخطار الكبرى للأسواق من جانب الاتجاهات المعادية للأسواق. وهذه الأخطار موجودة بالفعل، حيث إن الخطر على ميزان المدفوعات الأمريكي يرجع إلى الكونجرس والسعي للحماية من إغراق السوق الوطنية، كما صرح بذلك سري ـ كومار. ومن المخاطر العامة على السوق الأمريكية سياسة فوائد مقيدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، إضافة إلى ارتفاع كبير جداً في سعر النفط.
الاستثمار الأوروبي

وبالنسبة للمستثمر الأوروبي الذي يريد أن ينطلق للاستثمار في الولايات المتحدة الأمريكية، هناك خطر إضافي، إذ يجب عليه أن يأخذ في الحسبان أن السعر المتداول للدولار سوف يشكل دماراً لعائداته باليورو. ولكن ذلك ليس بالفرضية المسلم بها كما يعتقد سري ـ كومار. وهو يرى أن طاقة التخفيض القصوى للدولار الأمريكي هي من 4 إلى 5 سنتات. ومن ناحية أخرى يقدم عدد من الدول حماية ضد المخاطر التي تلحق باقتصاد ما. وفي حالة الاقتصاد الألماني المصاب حالياً بحالة شلل سياسي بانتظار إصلاحات مستعجلة، فإن الدولة تقدم للمستثمر حماية ضد سيناريو ارتفاع آخر لليورو. وإذا لم تتخط أوروبا نقطة التحول هذه، فإن الدولار سوف يصعد مما سيفيد المستثمرين الأوروبيين، حسبما أوضح سري كومار.
وقال: طالما إن المستثمر يجاري السوق فلن يتعرض للمخاطر.

الأكثر قراءة