دعوة إلى فرض القوة لمساعدة المدخنين على حماية أنفسهم ومجتمعهم

دعوة إلى فرض القوة لمساعدة المدخنين على حماية أنفسهم ومجتمعهم

دعوة إلى فرض القوة لمساعدة المدخنين على حماية أنفسهم ومجتمعهم

طالب أطباء ومختصون بضرورة تشديد إجراءات منع المدخنين من ممارسة عادة التدخين في الأماكن العامة والخاصة حماية لصحتهم ولصحة المجتمع المحيط بهم.
ودعوا في الجزء الثالث والأخير من ندوة التدخين التي نشرتها "الاقتصادية" على أجزاء، إلى سن قوانين وأنظمة قابلة للتطبيق بمشاركة عدة جهات لتضييق الخناق على المستوردين للتبغ والمدخنين للتخلي عن هذه التجارة والإقلاع عن التدخين.
واتفق المشاركون في الندوة على خطورة التبغ على صحة الناس سواء مدخنين أم غير مدخنين، الأمر الذي يتطلب إعطاء هذه الظاهرة اهتماما كبيرا من الجهات والأوساط كافة.

الآثار الصحية
يقول الدكتور عبد الله البداح عن الآثار الصحية الناجمة عن التدخين وأثرها في المدخنين: لا تقتصر الآثار المضرة الناجمة عن التدخين على جهاز دون آخر من أجهزة الجسم، إذ أثبتت الدراسات الحديثة أن التدخين لا يترك جهازاً من هذه الأجهزة إلا ويترك آثاره المدمرة عليه.
وفيما يلي يمكن تلخيص ما يحدث عندما تدخن سيجارة واحدة تحتوي على 1 مليجرام من النيكوتين:
- زيادة مقاومة القصبات والشعب الهوائية والرئتين دخول الهواء، وينجم هذا عن بعض المواد التي يحتويها التبغ، التي يقل حجمها عن الميكرون الواحد مثل جزيئات الكربون.
- تثبيط نشاط الخلايا الهدبية الموجودة في الجهاز التنفسي المسؤولة عن طرد الجزيئات الغريبة.
- امتصاص أول أكسيد الكربون السام الذي يزداد أثره وسميته لدى أولئك المصابين بأمراض القلب أو الرئتين.
- امتصاص النيكوتين الذي ينبه الجهاز العصبي المركزي، وقد يحدث رعشة في الأطراف وتحسناً في الأداء يعقبه تثبيط وخمول الجهاز العصبي، كما ينبه المركز المسؤول عن القيء ما ينجم عنه فقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام.
- أما تأثيره في القلب والأوعية الدموية فيظهر في:
- انقباض في الأوعية الدموية واتساع تلك التي في العضلات.
- زيادة دقات القلب وارتفاع ضغط الدم بمقدار 15 مليمترا زئبقيا.
- عدم انتظام دقات القلب أحياناً.
- زيادة التصاق الصفائح الدموية.
والأثران الأخيران من أهم العوامل المؤدية إلى تصلب الشرايين وتكوين الجلطة.
- فقدان الشهية نتيجة تنبيه مركز القيء في المخ وهذا ما يؤكده زيادة الشهية عند الامتناع عن التدخين.

مساعدة المدخنين
وحول مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين يقول الدكتور عبد الله الضلعان: إن طريقة لقائك مع أول مريض، ونحن نسميهم المرضى لأنهم مدمنون بشكل أو بآخر، طبعا لقاؤك مع أول مريض تساعده على الإقلاع عن التدخين هو إبراز الحقائق العلمية له أولا، وأولى هذه الحقائق العلمية أن هذا المريض يعاني إدمانا عضويا وليس إدمان عادة، فالعادة قد تكون مصاحبة للإدمان العضوي، ولكن الإدمان العضوي أساس الموضوع، لماذا؟ لأن السجاير فيه ما يقارب أربعة آلاف مادة كيماوية وكلها سامة، إحداها النيكوتين، والنيكوتين له مستقبلات في الجسم منها الدماغ، هذه المستقبلات عندما يحفزها النيكوتين الذي يأخذه الواحد مع السيجارة ويشربها الجسم ويذهب للدم، ثم يذهب للمستقبلات في الدماغ وينشط هذه المستقبلات فيشعر الإنسان بالانتشاء وبالراحة، فهذه الأعراض التي يشعر بها الإنسان المدخن هي نتيجة تحفيز هذه المستقبلات الموجودة في الدماغ. طبعا هذه المستقبلات مع مرور الزمن تتعود على النيكوتين وتتعود على مستوى معين من النيكوتين في الدم، وغير المدخنين لا يوجد مستوى أصلا, لأن النيكوتين غير موجود وبالتالي ليست متعودة، بينما عند المدخن متعودة على مستويات معينة، وهذه المستويات تختلف بعدد السجائر التي يستخدمها الإنسان في اليوم، فالمدخن الذي يأخذ (ثلاثة باكيتات) في اليوم هذا يعني أن مستقبلات النيكوتين في الدماغ تحتاج إلى ما يعادل (ثلاثة باكيتات) في اليوم من النيكوتين لكي تحفز، إذا نقصت هذه النسبة يبدأ الإنسان يشعر بالأعراض، والأعراض هي العصبية، النرفزة، التعرق، الصداع، نشاط القلب الزائد، وهي أعراض نقص النيكوتين، وبالتالي هي أعراض إيقاف الدخان، هذا يعني أنك عندما تتكلم مع المريض أو المدخن وتبرز له هذه الحقيقة العلمية أو بشكل آخر تقول للمريض عدم استطاعتك على قطع التدخين لا يعني أنك ناقص رجولة أو ناقص عزيمة، ولكنه فقط لأنه عندك إدمان عضوي طبي محتاج إلى علاج طبي.

منع الاستيراد
أنا لا أستطيع أن أفهم لماذا لا يمنع التدخين منعا باتا، فما حاجة الناس إلى التدخين؟ حقيقة أنا أسأل نفسي هذا السؤال وأسأل جميع الناس: لماذا لا يمنع التدخين؟ إذا كان موضوعا اقتصاديا مثلا، من بعض التبريرات وأحد يقول لي هؤلاء يدخلون نحو أربعة مليارات ريال ضرائب سنويا للبلد، لكن عشرة أضعافها يدفع في علاج الناس الذين يتأثرون من التدخين، أنا أرى كطبيب أن التدخين لا يختلف عن الهيروين والكوكايين، فهذه مادة كيماوية، فهذه تسبب إدمان عضوي وهذه تسبب إدمانا عضويا، هذه لها تأثير مختلف نتيجة طبيعة مادتها، وهذه لها تأثير مختلف نتيجة طبيعة مادتها، إنما هما أخيرا مواد كيماوية تسبب إدمان للإنسان ولها أضرار صحية، إذن أنا أرى أن النظرة إلى التدخين لا بد أن تكون مثل النظرة إلى الكوكايين والهيروين، حقيقة، سواء من الناحية القانونية والناحية الاجتماعية، الفرق الآن ليس فرقا علميا، فالعلم واحد فهذه كيماوية وهذه كيماوية وهذه تسبب إدمانا وهذه تسبب إدمانا، لكن الفرق نظرة المجتمع ونظرة القانون فقط، فلما أنا أرى إنسانا مدخنا ليس مثل لو رأيت إنسانا مدمن هيروين، لكن هما الشيء نفسه حقيقة، ربما الأثر العضوي الإدماني السريع من الكوكايين يمكن يكون أكثر، لكن حقيقة الأثر العضوي، التأثير الصحي على المدى الطويل للدخان أكثر، فإذن ليس هناك فرق بين الاثنين.
إذا ما في منع نهائي, وأنا ما أرى أي مسبب لعدم المنع النهائي، فلماذا لا نضع ضرائب مؤلمة وباهظة، فعلبة الدخان في أمريكا وأوروبا بخمسة إلى ستة دولار أو يورو، وهنا في السعودية العلبة في حدود ستة ريالات، هناك فرق بين ستة ريالات و48 ريالا.

سن الأنظمة
من جهته، يقول الدكتور سعيد خضر: من المهم جدا في البداية أن نمنع التدخين، وأول شيء أدعو له هو منع الإعلانات الدعائية عن التدخين كما منعت في العالم كله, وهذا طلب من منظمة الصحة العالمية، الشيء الثاني وهو منع بيع السجائر للأطفال أو للناس الذين أعمارهم أقل من 18 سنة، الشيء الثالث، أن يكون هناك قانون يصدر من الدولة يمنع التدخين في الأماكن العامة، منعا باتا، منع التدخين في السيارة وأنت تسوق وأطفالك معك، منع التدخين بوجود الأطفال، منع التدخين عند المرأة الحامل قدر الإمكان طبعا، الشيء الآخر، توفير المناخات الاجتماعية الجيدة لتحفيز الإنسان المدخن حتى يقلع عن التدخين، بوصفه مدمنا وبحاجة ماسة جدا إلى طبيب, وقد يحتاج إلى طبيب نفسي أو ممكن صديق أو أي جهة معينة، أو باستخدام بعض الأدوية الموجودة في السوق التي تساعد على الإقلاع عن التدخين، كما أنه من المهم منع تهريب السجائر لأنه ربما تمنع في المحال ولكن يوجد مهربون، فضروري جدا أن تكون الدولة واعية جدا لهذا الأمر، إضافة إلى زيادة الأسعار.
من الأشياء الأخرى التي من الممكن أن تبعد الشخص عن التدخين، أيضا بعض الأماكن المعروفة والموجودة في المملكة والأماكن المغلقة والمقاهي الكثيرة, ممكن يوضع لها بعض القوانين للتقليل أو لمنع دخول الأطفال أو الأعمار أقل من 18 سنة إلى هذه الأماكن.

نبذ التدخين
فيما قال الدكتور محمد عرفة: في الواقع المدخن في حاجة إلى من يجلس معه فترات طويلة ويناقش الأمر، فقد لا تكفي جلسة واحدة أو لا تكفي زيارة واحدة للعيادة، فنحن في العادة إذا أتى المريض يأتينا بعدما يتعرض لأمر ما، إما جلطة وإما إصابة، فبالتالي نحن نستغل الظروف التي يعيش فيها وتخويفه من الأمر وتبيين مدى ما وصل إليه، لكننا لا ننتظر حتى يأتي الإنسان وهو مصاب، فلا بد من العمل على منع أسباب الأمراض قبل أن يصل المريض إلى عيادة القلب، في اعتقادي أن تحديد أماكن التدخين شيء مهم، الآن التدخين منع في الطائرات، وهذا نعمة من الله سبحانه وتعالى، فلماذا لا يمنع من الأماكن العامة كلها؟ لماذا لا يمنع في المطاعم وفي المدارس، بل حتى في الأماكن الحكومية؟ فالمفروض ألا يجد المدخن مكانا يدخن فيه، حتى يضطر إلى الخروج، فنحن نحضر مؤتمرات عدة في الدول الأوروبية وأمريكا، فنجد أن المدخنين لهم زاوية مقيتة أو حتى يضطر إلى الخروج إلى الشارع ويدخن حتى يملأ رغباته التي هو في حاجة إليها، إذن المريض بحاجة إلى علاج جماعي ودروس متتابعة وتنبيه مبكر، ومنع طبعا الإعلانات ووضع الضريبة العالية, هذا أمر قد يجد بعض الناس أن كل ممنوع مرغوب، فتجد أن الناس تبحث عنه، لكن في اعتقادي الوعي مهم، ثم الوعي يبدأ من الأطفال في المدارس، يبدأ من المرحلة الابتدائية حتى المتوسطة، لماذا لا يكون في مقرراتنا الدراسية في كل فصل وفي كل يوم توجيه عن التدخين؟ لماذا نحن الآن ننبه عن السكري وننبه على الضغط، وننبه على الكوليسترول، فلماذا لا يكون هناك تنبيه يومي عن موضوع التدخين؟ لأنه إذا بدأ الطفل أو المراهق بالتدخين في مرحلة مبكرة سيستمر حتى يحدث معه أمر ما، أو حتى يهديه الله سبحانه وتعالى، ولكنه في البداية سيصاب بمرض مزمن وبالتالي سيعاق وسيكون عبئا على المجتمع.
في اعتقادي أن الأمر يحتاج إلى توافر الجهد من جميع القطاعات ليس من قطاع واحد، ليس الإعلام وحده، فوزارة الإعلام لها دور أساسي، أيضا وزارة التعليم العالي، وزارة التربية والتعليم، ووزارة الداخلية، والوزارات الأخرى.. لا بد من تطبيق القوانين التي وضعت وتكلم عنها الإخوان حرفيا، فنحن الآن نجلس في أماكن كثيرة في المطارات مثلا، ممنوع التدخين، ولكن مَن يسمع هذا الكلام، فالأمر يحتاج إلى تضافر الجهود من جميع القطاعات.

التوعية والإرشاد
يقول الدكتور مجدي محسن: الحقيقة السادة الاستشاريون غطوا هذا الموضوع أو كيفية علاج أو محاربة التدخين من جميع الأوجه، وأريد أن أطرح أيضا من وجهة نظرتنا كشركات منتجة للدواء. تعلمون أن الشركات المنتجة للدواء هي شركات قائمة على الأبحاث لبحث المشكلات الصحية التي يعانيها المجتمع ومن ثم محاولة إيجاد الحلول العلمية والطبية لها، وهذا لا يتأتى إلا من خلال أبحاث دقيقة ومطولة، والسادة الاستشاريون يعلمون أنها مرحلة طويلة جدا تتطلب 15 عاما من الأبحاث المتصلة ويمكن إنتاج الدواء وقد يصل إنتاج دواء إلى مليار دولار.
هناك جهود توصلنا إليها، أن يكون هناك دواء، ومثلما أشار الدكتور عبد الله الضلعان إلى أن هذا الموضوع هو موضوع إدمان، فهو ليس عادة ولكن ثبت علميا أن موضوع التدخين هو إدمان لوجود مادة النيكوتين التي ثبت أنها تأتي بعد الهيروين من قسوة وشدة الإدمان على متعاطيها، وبالتالي يجب محاربة هذه المادة ومساعدة المدخن للتخلص من هذه السموم وكيفية استرداد العمل الطبيعي لهذه المستقبلات التي أشار إليها الدكتور الضلعان.
نأمل، إن شاء الله، أنه بجانب الجهود التوعوية والبرامج الإرشادية وتفعيل القوانين بكل الأماكن التي تضيق على المدخن إمكانية أو إتاحة الفرصة للتدخين، أيضا نحن ندعو إلى تضافر الأطباء مع الصيادلة مع شركات الأدوية في إيجاد الأدوية التي تخدم وتحقق الهدف المرجو.
تعاملنا كشركة أدوية دائما يكون من وزارة الصحة، نحن يدنا ممدودة لوزارة الصحة وبدأنا فعلا في خطوات تعاونية مع وزارة الصحة في التعاون بالنسبة للبرنامج الوطني، ونحن نسعد بأي تعاون مع الأطباء الذين يمثلون الركن الأساسي في العلاج والتصدي لظاهرة الإدمان من ناحيتين، من الناحية العلاجية والتوعوية، لأن المريض يستمع إلى الطبيب، ويستقي معلوماته منه، فـ "فايزر" يشرفها أن تتعاون مع الأطباء، يشرفها أن تتعاون مع وزارة الصحة، يشرفها أيضا أن تتعاون من خلال أطباء وزارة الصحة مع الجمعيات الأهلية غير الحكومية التي تتبنى رسالة سامية، وهي التصدي ومحاولة نشر الإقلاع عن التدخين ومساعدة المدخنين.
من الأخبار المهمة أن العقار الجديد الذي يساعد على الإقلاع عن التدخين سيتوافر في السوق السعودية الشهر المقبل، إن شاء الله، وهو عقار يعطي نتائج أعلى بضعفين إلى أربعة أضعاف، نسبة النجاح التي يمكن أن تتحقق مع العلاجات و الوسائل المتوافرة حاليا.

التدخين إدمان وليس عادة

من جهته يقول الدكتور عمرو النبوي لقد أثبتت الدراسات العلمية أن التدخين هو إدمان وليس عادة حيث تبدأ دورة الاعتماد النفسي على التبغ عندما يصل النيكوتين إلى المخ، وذلك يحدث في غضون عشر ثوان من بدء عملية التدخين وعندها يرفع النيكوتين من معدلات إفراز مركب الدوبامين في المخ مما يؤدي إلى الشعور بالرضا. كما ثبت خلال الفترات التي تفصل بين تدخين سيجارة وأخرى، يتراجع معدل مادة مركب الدوبامين، مما يجعل الشخص المدخن يعاني من أعراض الانسحاب التي تشتمل على الشعور بالشهية الحادة نحو التدخين والهيجان والانفعال والتوتر مما يحفز الشخص المدخن إلى التدخين مرة أخرى لزيادة معدلات النيكوتين، كما كانت قبل ظهور هذه الأعراض، لذلك فإن مساعدة الشخص المدخن يجب أن تشمل كلا من العلاج السلوكي والعلاج بالعقاقير الطبية.
يوجد أنواع مختلفة من العقاقير الطبية ولكن من الجدير بالذكر أن المفوضية الأوروبية قد اعتمدت أول عقار خالٍ من النيكوتين "عقار فارينيكلين" من أجل مساعدة البالغين على الإقلاع عن التدخين في شهر أيلول (سبتمبر) من عام 2006، حيث يقلل عقار فارينيكلين بشكل كبير من الرغبة الشديدة نحو التدخين، ومن الأعراض الانسحابية التي تظهر عقب الإقلاع عن التدخين مما يساعد عدد أكبر من المدخنين في الإقلاع عن التدخين.

الأكثر قراءة