أصغر موظف قادر على عرقلة أي مشروع وتأخير تنفيذه

أصغر موظف قادر على عرقلة أي مشروع وتأخير تنفيذه

أفصح الأمير عبد الله بن سعود آل سعود رئيس اللجنة التنفيذية لمهرجان أبحر رئيس مجلس إدارة مجموعة الأحلام للسياحة البحرية, بأن حجم المشاريع السياحية خلال العام الجاري 2008 في منطقة مكة المكرمة سيتجاوز 100 مليار ريال، مشيراً إلى أن من المفترض في حال الرغبة في تقديم منتج سياحي راق يواكب حاجة وتطلعات السائح السعودي والأجنبي أن يبلغ حجم الإنفاق على الفعاليات ما لا يقل عن 100 مليون ريال سنوياً, يخصص الجزء الأكبر منه للجانب التسويقي من خلال الوسائل الإعلامية.
وكشف أن من أكثر الجهات تعقيداً وتقف عقبة أمام الاستثمارات السياحية هي أمانات المدن والبلديات التي ما زالت حتى الآن المحور الأبرز لشكوى المستثمرين وعدم تقبلهم، إضافة إلى تعدد الجهات واختلاف الأنظمة وقدرة أصغر موظف على تعطيل أي مشروع كان، نافياً أن تكون العادات والتقاليد في المجتمع قد وقفتا عقبة أمام مشاريع التنمية السياحية، كاشفاً أنهم في مجلس التنمية السياحية توصلوا أخيرا إلى الحلول الكافية لتخطي عقبة التمويل للفعاليات السياحية، حيث إن من أبرز تلك الحلول أن تقام الفعاليات على مدار العام وتطرح رعايتها بشكل سنوي أمام الجهات الراغبة.
وأضاف أن نسبة توطين الوظائف في المجال السياحي في حال التفاؤل لن تتجاوز 20 في المائة، ذلك بسبب انخفاض مستوى تأهيل الشباب والفتيات السعوديين، كما أن مراكز التدريب أنفسها غير قادرة على التأهيل بالشكل الذي يتواءم مع تطلعات المشاريع السياحية، إضافة إلى أن تلك الدورات تعد مكلفة مادياً على الراغبين في الخوض في فعالياتها، مبيناً أنه لن يقبل أن يكون عدد المستثمرين في المجال السياحي بهذا العدد الموجود حالياً وقدرتهم على إدارة الأسعار كيفما شاؤوا، مطالباً بإنشاء مجلس لتنمية الاستثمار السياحي، الذي أصبح وجوده ضرورة قصوى، وهو قادر على استقطاب رجال الأعمال المهتمين بالجانب السياحي وقادر أيضا على تنظيم عملية الأسعار .. فإلى تفاصيل الحوار:

دعني أبدأ معك هذا الحوار من مهرجان أبحر الذي أقيم في عيد الفطر الماضي .. ما حقيقة تعرض المهرجان لأزمة مالية كادت تعصف بفعاليته؟
لا يوجد, ولله الحمد, أي نوع من الأزمات في النواحي المالية، فالمهرجان كان نموذجياً ومنظما وبلغت تكاليفه 12 مليون ريال، وتمت إقامة فعاليات المهرجان بعد دراسة متأنية وبعناية فائقة، وتم أيضا تكليف مكتب قانوني للإشراف المباشر على مصادر الدخل وأوجه الإنفاق، وأن جميع المستحقات المترتبة على إقامته تم سداده بالكامل ولم يتبق أي مبلغ يطالب به المهرجان من تاريخ انتهاء المهرجان، وأن المهرجان تم تمويله من قبل عدة جهات منها دعم الهيئة العليا للسياحة والغرفة التجارية في جدة، وأما باقي المبلغ فقد تم تأمينه من خلال الشركات الراعية، ولكن أؤكد لك أن المهرجان لم يواجه أي أزمة مالية.
ما الاستعدادات والخطط المعدة لتنمية السياحة في المنطقة؟
لقد تم أخيرا اعتماد الخطة السياحية لمدة ثلاث سنوات مقبلة لمحافظة جدة، وسيبدأ العمل بها خلال الأيام المقبلة، وهي ستحدث نقلة نوعية في مجال السياحة وملموسة لدى المواطن، وأن الخطة ركزت على أن تقام الفعاليات على مدار العام دون التركيز على الإجازات الرسمية، وأنها ستستغل أيضا الإجازات الأسبوعية، كما أنني أتوقع بعد التنظيم العام الذي استحدث في مجال التنمية السياحية والعمل المشترك بين القطاعين الخاص والعام، وتنبه مجلس التنمية السياحية لمعوق مصادر تمويل الفعاليات التي كانت تقف عقبة أمام إقامة أي فعالية سياحية، سنقدم فعاليات سياحية ذات جودة نوعية تلاقي استحسان السائح، خاصة أن السائح السعودي ذو ذوق رفيع ولن يقبل بأي عمل سياحي متواضع.

ما أبرز الحلول لمصادر التمويل التي أوجدتموها من خلال المجلس؟
إن من أبرز الحلول أن تكون هناك فعاليات مجدولة على مدار العام وتطرح للرعاية بشكل سنوي أمام الجهات الراغبة في رعايتها، خلاف ما كان يقوم عليه الأمر في الماضي، حيث كانت كل فعالية على حدة يتم البحث لها عن رعاية.. وإنني تتوقع بحكم أن محافظة جدة تتميز ببيئة وبنية تحتية ممتازة لأي استثمار سياحي ستجد أن الشركات المحلية والعالمية تتنافس لتحظى برعاية أي فعالية سياحية ذات قيمة مضافة تقام في جدة .. وهذا أحد الحلول ولن يكون الوحيد وهناك حلول أخرى سيتم الإعلان عنها في حينها.

أنتقل بك هنا إلى الجانب المثير لسخط المستثمر .. وأسألك عن أبرز المعوقات التي تواجه الاستثمار السياحي؟
إن أكبر المعوقات التي تواجه أي مستثمر حتى يومنا الحاضر هي تعدد الجهات، واختلاف الأنظمة من جهة إلى جهة، فالبيروقراطية موجودة لدى بعض الجهات، وما زال أصغر موظف في أي دائرة يستطيع أن يكون عقبة أمام أي مشروع ويكون قادرا على تأخير تنفيذه، وهو أمر غير مقبول، ولذلك تجب الاستفادة من تجربتي الهيئة العليا للسياحة والآثار وهيئة الاستثمار من خلال استخدامهما التقنية وسرعة في المعاملات وكذلك التواصل مع المستثمرين، ولا بد من أن تعمم نماذجهما للاستفادة منها، ومن أهم تلك الجهات التي يجب أن تطلع على تلك الأنظمة هي أمانات المدن والبلديات، فمع الأسف فأكبر معوق يواجهنا هي الأمانات، وهي ما زالت حتى الآن مكان شكوى المستثمر وعدم قبوله.

ماذا عن البيروقراطية وما مدى تسببها في تعثر المشاريع؟
هذا هو الواقع ولكن الآن, ولله الحمد, بدأ يتلاشى, فالملموس في الوقت الحاضر يفيد بأن هذه السلبيات بدأت تتلاشى .. وإننا إذا أردنا الحقيقة يجب أن نستشفها من رجال الأعمال، فهم الأشخاص القادرون على المقارنة بين الأسواق, وهم كذلك الأشخاص الذين يستثمرون في المواقع التي تعود عليهم بالمردود, فرجال الأعمال لا يقدمون على الفرص المعقدة, كما أن بعض الأنظمة والتعقيدات والبيروقراطية تعد بالنسبة لرجال الأعمال كالمقدم على الانتحار، فهو بمعنى أدق ينفق أمواله في المجهول, ولكن في حال إذا كانت الأنظمة واضحة وشفافة ومرنة فبلا شك ستشجع رجال الأعمال على اختلاق الفرص وإقامة المشاريع السياحية ذات الجودة النوعية.

نريد هنا أن نتحدث بلغة الأرقام .. بوصفك مسؤولا ومستثمرا في مجال سياحة .. كم يبلغ حجم السوق السياحية في منطقة مكة؟
حجم السوق السياحية في منطقة مكة المكرمة يقدر بمليارات الريالات, وهي سوق مفتوحة وواعدة، وأتوقع خلال العام الجاري 2008 أن تتجاوز حجم الاستثمارات فيه 100 مليار ريال.

كم تتوقعون أن يبلغ حجم الإنفاق على الفعاليات السياحية في المنطقة؟
إذا أردنا أن نقدم منتجا سياحيا يليق بمكانة جدة فلا بد أن ننفق على تلك الفعاليات ما لا يقل عن 100 مليون ريال سنويا، وتكون نسبة كبيرة منها موجهة للتسويق الإعلامي.

سأسألك من خلال هذا المحور عن خريطة السياحة في منطقة مكة .. كيف ترونها من خلال مجلس التنمية السياحية؟
إن مجلس التنمية السياحية لم يكمل عامه الأول بعد، وكان يعمل خلال فترة تأسيسه على عمل الدراسات والبحوث والمسوحات الميدانية للمرافق السياحية الموجودة، وكذلك الاستفادة من التجارب السياحية في المناطق الأخرى في السعودية أو المدن السياحية في الخارج, أما الآن فانتهى المجلس من تلك الأدوار وبدأ في مرحلة التطبيق، وسترى النتائج خلال الفترة القليلة المقبلة .. وبحكم أنني أحد أعضاء المجلس في جدة فإن جدة بصفة خاصة ومنطقة مكة بشكل عام تتجاوز حصتها من كعكة السياحة أكثر من 60 في المائة من حجم السياحية السعودية، وهذه نسبة كبيرة جداً، كما أنني أتوقع أن أي نجاح للمنطقة في مجال السياحة سينعكس على المناطق الأخرى.

تأسيس صناعة سياحية متخصصة في السعودية يحتاج إلى جهود وتضافر جهات عدة كيف ترون ذلك من خلال تعاون الجهات مع مجلس التنمية السياحية؟
إن أهم ما يميز مجلس التنمية السياحية أنه يعد مجلس تعاون مشتركا بين الجهات ذات العلاقة من القطاع الخاص وبين ممثلي القطاعات الرسمية والقطاع العام، ذلك من أجل توحيد الخطط وتوحيد العمل المشترك .. إذ إنه لا يمكن أن تتحقق النتائج إذا تولت المبادرة الجهات الرسمية على حدة أو الجهات الخاصة على حدة, لذلك لا بد على الجميع أن يوحدوا الجهود للخروج بعمل مشترك قادر على تحقيق متطلبات السائح السعودي أو الزائر، حيث إن السياحة ما هي إلا نمط حياة نمارسه في حياتنا بشكل يومي.

ما التحديات التي تواجه رغبتكم في توطين الوظائف في مشاريع التنمية السياحية؟
هناك تحد يواجه توطين الوظائف في القطاع السياحي، وهذا التحدي هو التأهيل، فالتأهيل ما زال لدينا في السعودية محدودا، كما أن اهتمام الشاب السعودي برفع كفاءته والاستفادة من المعاهد الموجودة ما زال متدنيا، كما أن مستوى التدريب في أغلبية المعاهد المتخصصة ضعيف، وأيضا رسوم التدريب مرتفعة، وهو الأمر الذي يعد معضلة تقف أمام رغبات الشباب السعودي، وهذا الأمر يجب أن يتم النظر إليه بعين الاهتمام في حال رغبنا في توطين الوظائف وأن تتم معالجته، وأتوقع أن القطاع الخاص في الوقت الحالي إذا وجد الشباب المؤهلين فلن يتردد في توظيفهم.

كم تبلغ نسبة الموظفين السعوديين في المشاريع السياحية مقارنة بالعاملين فيها من الجنسيات الأخرى؟
ليست هناك نسبة كبيرة بالمعنى الصحيح، ولكن دعنا متفائلين ولنقل إن هذه النسبة بلغت في الوقت الحاضر نحو 20 في المائة من إجمالي عدد الوظائف، ومن المتوقع في حال تطور معاهد التدريب المتخصصة في المجال السياحي سترتفع هذه النسبة خلال السنوات الخمس المقبلة.

أين سيكون موقع المرأة في الخريطة السياحية؟
المحظور على المرأة في ديننا هو الخلوة غير الشرعية، أما عمل المرأة وهي محافظة على دينها وبلباسها اللائق وبأسلوبها المحترم المعتاد فليس هناك مانع من عملها في المشاريع السياحية، بل إنني أتساءل: لماذا لا تعمل المرأة في "كاونترات" المطارات والفنادق وأماكن الاستقبال العامة؟ وهذا الأمر ليس عليه أي تحفظ وأننا سنرى المرأة قريباً تشغل هذه الوظائف، وأننا نثق بفتيات بلادنا وأنها خير من تمثل هذا البلد محلياً وخارجيا، وإن شاء الله سنجد في القريب العاجل المرأة تعمل في موقعها ضمن خريطة السياحة المحلية، خاصة إذا علمنا أن نسبة المرأة في السياحة تفوق معدلات نسب السياح من الشباب، لذلك يجب أن تخدم العائلة امرأة وهو ما نصبو إلى تحقيقه.

هل كان لضعف خطط التسويق دور في عملية عدم جذب زائرين للفعاليات السياحية التي أقيمت في مهرجان أبحر العام الماضي؟
أود أن أؤكد لك أن عدد الزوار لمهرجان أبحر السياحي حسب الدراسات التي قام بها مركز "ماس" التابع للهيئة العليا للسياحية بلغ نحو 550 ألف زائر خلال أيام المهرجان الخمسة، ولكن المعضلة التي واجهتنا في الفعاليات أن أغلب تلك الفعاليات تقام في النهار، وأن الفترة التي صادفت إقامة المهرجان كانت تصادف تشرين الأول (أكتوبر), وهو الأمر الدال على أن الأجواء في النهار تكون حارة، لذلك تجد أن كثيرا من العائلات والشباب يتلافون الحضور للفعاليات المقامة في النهار، أما الفعاليات المسائية فإنك تجد لها قبولا كبيرا جداً لدى الزائر، وأنني أرجع الأمر إلى عوامل الجو، فالدعاية لم يكن لها دور في ضعف نسبة حضور الفعاليات النهارية، فالدعاية التي وجهت لمهرجان أبحر العام الماضي كانت متميزة، إضافة إلى أن الحدث هو الأول الذي يقام بهذا المستوى في محافظة جدة، لذلك لا تجد أن أغلب الأهالي لا يعلمون بحجم الحدث، وأن العام الجاري سيشهد تركيزا إعلاميا مكثفا، وسيتم تلافي أي سلبيات، وسيكون هناك حضور مضاعف للفعاليات.

مكة المكرمة تفتقر إلى المهرجانات الجيدة .. فمتى ستشهد هذه المدينة فعاليات سياحية تليق بها وبمكانتها الإسلامية؟
أتوقع أن مجالس التنمية السياحية الموجودة حالياً في جدة والطائف ليس لديها أي برامج سياحية لمكة المكرمة، نظرا لقدسية المكان، إضافة إلى أن الاهتمام الرئيس في مكة موجه لخدمة ضيوف الرحمن، وليس هناك أي توجه لصناعة عمل سياحي مكثف فيها, خاصة أن جدة امتداد لمكة وأن ما يقام فيها يخدم أهل مكة ومتنفس لهم.

هل ستوفر الخطط السياحية احتياجات الأسر والعائلات في السعودية ودول الخليج؟ وهل ستستقطب السياح الأجانب؟
بلا شك فإن السماح لرجال الأعمال بالدخول إلى الأراضي السعودية عن طريق التنظيمات الجديدة التي تتيح لهم الحصول على تأشيرات الدخول دون طلب محلي ويكون ذلك عبر السفارات الموجودة في بلدانهم سيعطي سياحتنا دعما كبيرا, خاصة في مجال سياحة المؤتمرات والمعارض وسياحة الأعمال بشكل عام، فالسعودية وإلى هذه اللحظة مع الأسف تفتقد هذا النوع من البرامج السياحية, أما بالنسبة للسياح من المواطنين والمقيمين فإنه عند تنفيذ الخطة التي تم اعتمادها أخيرا سنجد أن هناك تركيزا كبيرا على الفعاليات العالية وكذلك تلك التي تهم الشباب .. وستقدم جدة حينها منتجا سياحيا يليق باسم السعودية ومنافسا للمقدم في المدن السياحية الأخرى ويليق بمكانة السائح.

كيف يمكن تغيير بوصلة الرؤية السياحية والاستثمارية في السعودية بحيث تصبح عنصر جذب سياحي داخليا وخارجيا؟
أنا أتوقع أن الإمكانات المادية الموجودة كبيرة جداً، أيضا العقول والإمكانات البشرية التي يمتلكها رجال الأعمال السعوديون، التي دفعتهم إلى الاستثمار في معظم بلدان العالم، سنجدها تعود وتستثمر في أرض الوطن بعد أن تم تعديل بعض التشريعات وتذليلها أمام المستثمرين، إضافة إلى تلك المبادرات التي تبنتها هيئة الاستثمار، وتلك التي ستفصح عنها قريباً هيئة السياحة لإنشاء المدن والوجهات السياحية في منطقة مكة المكرمة أو على مستوى السعودية، ستوفر جميعها بنية تحتية قوية جداً لتشجيع رجال الأعمال على الاستثمار في المجال السياحي .. فنحن الآن لا نستطيع أن ندعو السياح والمستثمرين لزيارة السعودية أو الاستثمار فيها ما لم نقدم خيارات ومنتجا سياحيا تلبي تطلعاتهم، لذلك يجب أولا أن نوفر البنية التحتية ونوفر باقة من الاختيارات تلبي رغبات الجميع.

ما أهم الفعاليات التي يمكن إضافاتها للقائمة المعروفة لدينا في الوقت الراهن؟
أنا هنا سأعلن عبر "الاقتصادية" هذا الخبر الذي, إن شاء الله, سيرى النور قريباً .. لقد تم الرفع أخيرا من قبل الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة رئيس مجلس التنمية السياحية إلى الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب بطلب تأسيس نادي جدة للرياضة البحرية، على أن يدار النادي إدارة كاملة من قبل القطاع الخاص تحت إشراف رعاية الشباب، ومن المتوقع أن تتم الموافقة عليه قريباً، وهذا النادي سيوفر فرصة كبيرة جداً لتنظيم أحداث عالمية سياحية ورياضية على مدار العام، كما أنه سيفعل حجم الاستفادة من الوجهة البحرية الكبيرة, التي مع الأسف لم يتم استغلالها بالشكل الأمثل في الماضي، وأتوقع أيضا أن يقوم النادي بدور التخطيط والإشراف وتنظيم روزنامة رياضية تنطلق من بداية العام وحتى نهايته لتكون بذلك جدة عاصمة للرياضة البحرية.

ما تقييمك للمناطق الساحلية في المنطقة؟ وما الأفكار التي يمكن من خلالها استغلال هذه الأماكن وتنميتها سياحيا؟
أولا منطقة شرم أبحر وجدت ترحيبا وثناء كبيرا من الاتحاد الدولي للرياضات البحرية، وأشاد أمين عام الاتحاد الدولي للرياضات البحرية بموقع شرم أبحر، وأنه يعد من أنسب المواقع على الإطلاق لإقامة المناسبات والفعاليات البحرية العالمية، وخير دليل على ذلك النجاح الذي حققته جولة جدة لبطولة كاس العالم "فورملا 2000". أما فيما يخص منطقة مكة بصفة عامة، فإن عقب زيارة أمير مكة للمحافظات التابعة لها واطلاعه على ما تحتويه من إمكانات بحرية هائلة جداً، سواء من ناحية الشواطئ البحرية أو الجزر الفريدة من نوعها، وجه بتشكيل فريق عمل مشكل من عدة جهات، وتم أخيرا رفع التقرير النهائي لطرح المنطقة أمام المستثمرين، وأتوقع أن ترى النور قريباً نظير توافر فرص النجاح الكبيرة فيها لإقامة أي مشروع سياحي فيها، خاصة أن السياح الأجانب يرتادون تلك المناطق من أجل الغوص والصيد منذ أكثر من خمس سنوات بصفة مستمرة.. لذلك تجد أن أغلب المواقع السياحية في السعودية مع الأسف تم اكتشافها والتمتع بها من قبل الأجانب قبل أن يزورها السائح السعودي.

كيف يمكن تسويق الفرص السياحية في السعودية؟
من التوصيات التي تمت أخيرا في مجلس التنمية السياحية أن تكون هناك لجنة تنفيذية تهتم بتطبيق البرامج، وتفعيل التوصيات التي يصل إليها المجلس، ومنها النواحي التسويقية، ومن المتوقع أن يقر في القريب العاجل تشكيل فريق عمل من القطاعين الخاص والعام ويغلب عليه القطاع الخاص من أجل وضع التصورات لتسويق جدة سياحياً على مستوى دولي وليس فقط على المستوى المحلي، وبإذن الله عند اعتماد اللجنة التنفيذية لمجلس التنمية ومباشرتها مهامها سيكون هناك إيضاح لهذا الجانب.

هل تعد العادات والتقاليد عائقا في مسيرة التنمية السياحية؟
سأتحدث لك من واقع تجربتين، تجربة خضتها كرجل أعمال ومستثمر في المجال السياحي وتجربة أخرى خضتها كأحد المسؤولين في المنطقة عن بعض البرامج السياحية, لم ألمس للعادات والتقاليد الموجودة في منطقة مكة أي دور أعاقت أي عمل أو مهرجان سياحي، فكما هو معروف أن جميع الأعمال والفعاليات السياحية لا تتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف، ووجود بعض السلبيات البسيطة في الفعاليات السياحية فهو شيء طبيعي ومنطقي، ويمكن للمجتمع أن يتلافاها ويحسن من مستواها .. كما أنه يجب على أي قائم على أي مهرجان كان أو مشروعا سياحيا أن يضع العادات والتقاليد المستمدة من الشريعة الإسلامية في الحسبان، فالذي ينطبق على بعض الفعاليات السياحية في دول الجوار يجب ألا ينطبق علينا، لذلك يجب أن نختار ما يتوافق مع مبادئ الشريعة السمحة وعاداتنا وتقاليدنا.

متى سيتم الاهتمام بفئة أهل الدخل المحدود في المشاريع السياحية؟
لقد سبق أن طالبت بإنشاء مجلس لتنمية الاستثمار السياحي، وأرى في إنشاء المجلس ضرورة قصوى، نظراً لظروف المنافسة الموجودة من حولنا، وأن يعمل المجلس على استقطاب رجال الأعمال من مختلف دول العالم .. كما على المجلس أن يعمل على تذليل المعوقات أمام المستثمرين، حيث إن أكبر مسبب لغلاء الأسعار في المجال السياحي هو البيروقراطية التي لن يقدم أي عمل سياحي راق وهي موجودة.

وجود أسماء محددة من رجال الأعمال يعملون في مجال السياحة .. ألا ترون أن في الأمر احتكارا للسوق وتلاعبا بالأسعار؟
نعم, عدد رجال الأعمال المستثمرين في المجال السياحي قليل، وهم معروفون، وبإمكاني أن أعد لك أسماءهم، وهذا أمر غير منطقي أبدا، ومن غير المقبول بتاتاً أن يتحكم في المشاريع السياحية عدد من رجال الأعمال، ومن الواجب أن يكون هناك تشجيع أكبر عدد ممكن من المستثمرين في السعودية بشكل عام وفي مكة على وجه الخصوص، حتى نتمكن من تلبية حاجات السائح ونساعد على تقديم منتج سياحي لجميع طبقات المجتمع.

ما الدور المنوط بالمستثمر السعودي لخوض غمار تجربة الاستثمار السياحي على الواجهات البحرية؟
من المتوقع أن تحظى الواجهات البحرية السياحية بأكبر حجم من الاستثمار السياحي، وهذا هو التوجه الدول، فأغلب الدول السياحية على مستوى العالم بدأت تركز على واجهاتها البحرية نظراً للإقبال المتزايد للسياح تجاه هذا النوع من السياحة، إضافة إلى أننا في السعودية نملك أطول شاطئ على البحر الأحمر يقارب ألفي كيلو متر، والبحر الأحمر مصنف بأنه من أفضل بحار العالم من ناحية تنوع الشعب المرجانية والكائنات البحرية، وأنني أتوقع شخصياً أن السياحة البحرية عند تفعيلها ستكون ثاني أكبر مستقطب للزوار بعد العمرة.

كيف من الممكن أن نجعل من السياحة واجهة تثقيفية وترفيهية تراثية, خاصة نحن في توجه ملحوظ نحو تقدم فكري وحضاري؟

السياحة هي رسالة، وتعكس الصورة لأي شعب من الشعوب، لذلك يجب الاهتمام بها اهتماما كليا، ويجب تثقيف النشء وتربية الأبناء في المنازل والمدارس على احترام الزوار، فالجميع يحكم على أي بلد يزورها من خلال تعامل مسؤوليها وشعوبها معهم، وأن ما يتمتع به أفراد الشعوب السعودي من كرم أخلاق وشهامة ستجعل من السعودية من أكبر الواجهات السياحية على مستوى العام.

أين ذوو الاحتياجات الخاصة من خريطة الصناعة السياحية؟
إن ذوي الاحتياجات الخاصة يلاقون اهتماما كبيراً على الصعيد الرسمي، ولكن هناك تقصير ملموس من قبل القطاع الخاص من قبل القطاع الخاص تجاه هذه الفئة، لذلك لا بد من توحيد الجهود بين القطاعين الخاص والعام ليتمكنا من توفير متطلبات هذه الفئة من المجتمع وتلبية احتياجاتهم، كما أشير لك هنا على سبيل المثال إلى أنه عندما تم افتتاح مركز الغوص في جدة ورحبنا بفكرة تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة تمكنا من استقطاب ما لا يقل عن 20 متدربا من هذه الفئة، وهم الآن في مراحلهم النهائية للحصول على رخص الغوص، وهذا دليل كاف على أنهم مستعدون لممارسة حياتهم بشكل طبيعي، ولكنهم يحتاجون إلى فتح المجال أمامهم.

الأكثر قراءة