سكان قرى "معادن" هل تتغير حياتهم للأفضل؟

سكان قرى "معادن" هل تتغير حياتهم للأفضل؟

يحدو الأمل سكان ثلاث قرى سعودية في أقصى الشمال بأن تلحق بركب التنمية وهم يرون عجلة الصناعة تقودها شركة معادن في قراهم حيث مناجم البوكسايت والمغنزايت والفوسفات.
وفي وقت تستهدف "معادن" المسرح العالمي التعديني لتصدير منتجاتها إلى الموانئ العالمية (انظر الفايننشيال تايمز ـ ص )، يتطلع سكان هذه القرى إلى أن تسهم الشركة العملاقة في تطوير قراهم، خاصة أن الشركة ملتزمة بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع.
وأكدت شركة التعدين العربية السعودية "معادن" التي تطور مناجم المعادن في كل من حزم الجلاميد والزبيرة وضرغط، في موقعها الإلكتروني التزامها تجاه المجتمع المحلي والقرى والمدن التي تعمل فيها.
ويحظى اكتتاب الشركة الذي ينتهي بعد غد الإثنين ويستهدف جمع 9.2 مليار ريال بإقبال لافت يعكس ثقة المواطنين السعوديين بمستقبل الشركة ومكانتها الرائدة.

التفاصيل :

- حزم الجلاميد.. رهان "معادن" على الفوسفات
عيد العويش من عرعر

حزم الجلاميد، تلك القرية الحالمة التي تستيقظ كل صباح على ضجيج السيارات والشاحنات منذ مرور خط التابلاين بجوارها منذ بداية الستينيات الهجرية، هاهي اليوم تستيقظ على ضجيج وهدير المعدات الثقيلة والمصانع الضخمة مع بدء أعمال إنشاء محاجر الفوسفات بكميات كبيرة تجعل المملكة من أكبر منتجي هذا المعدن على مستوى العالم وبكميات تكفي للإنتاج على مدى 100 عام.
وتقع حزم الجلاميد في منطقة الحدود الشمالية إلى الغرب من مدينة عرعر قاعدة المنطقة والتي تبعد عنها بنحو 100 كيلومتر، وتعد حزم الجلاميد من المراكز الإدارية في المنطقة، وقد قامت حزم الجلاميد كمحطة ضخ فرعية لخط التابلاين الذي ينقل النفط من منابعه شرق المملكة إلى ميناء صيدا في لبنان والذي بدأ بالضخ أواخر الستينيات الهجرية.
وتشير الدراسات إلى أن السعودية لديها مخزونات كبيرة من خام الفوسفات الصخري التي تتركز في وسط وشمال المملكة، وأنها ستصبح في ظرف العقد المقبل من أكبر مصدري الفوسفات على مستوى العالم، وذلك بعد أن تبدأ شركة التعدين العربية السعودية "معادن" الإنتاج من مدينة رأس الزور الصناعية المحاذية لمدينة الجبيل الصناعية.
ومن المتوقع أن تتبوأ السعودية مكانة متقدمة في إنتاج الفوسفات وتحتل المركز الرابع في إنتاج الفوسفات عالميا خلال العقد المقبل، وأن مشاريع إنتاج الفوسفات في المملكة من المشاريع الواعدة، إضافة إلى الألمنيوم ويأتي ذلك بسبب وجود البنية التحتية المؤهلة للإنتاج، حيث يوجد في المملكة مخزون كبير من تلك المعادن، بالإضافة إلى وجود النفط والطاقة والمرافئ والاحتياجات الثانوية لهذا النوع من الإنتاج وهو الذي تفتقده دول أخرى لديها مخزونات كبيرة من تلك المعادن، مما ينبئ بأن المملكة ستلعب دورا كبيرا في إنتاج الفوسفات على مستوى العالم خلال الفترة المقبلة بعد أن تبدأ الإنتاج عام 2012، وتمتلك "معادن" حق التنقيب الحصري عن تلك المعادن في المملكة حيث إن الشركة مملوكة بالكامل للدولة وهي إحدى أكبر الشركات السعودية بجوار شركتي أرامكو وسابك.
ويوجد مخزون الفوسفات بكثرة في المملكة في منطقة حزم الجلاميد شمال المملكة وهو يعد من أكبر مخزونات الفوسفات على مستوى العالم، وأما ما يخص خام الألمنيوم فهو يوجد بكثرة في منطقة الزبيرة في منطقة حائل، مؤكدا أن تلك الخامات سوف تشحن إلى رأس الزور من خلال شبكة القطارات التي سيتم تنفيذها في إطار المشروع.
وبدأ العمل لتنفيذ مدينة رأس الزور الصناعية التي تقع على مسافة 60 كيلو مترا شمال الجبيل والتي تنشئها الدولة، وهي عبارة عن مدينة تعدينية متكاملة لمشاريع التعدين المزمع إنشاؤها والتي تركز على تعدين منتجات الفوسفات والألمنيوم.
وسيشمل المشروع شبكة مواصلات متكاملة ومنها سكة حديد تسهل نقل المعادن من المناجم التي تتركز في منطقة حزم الجلاميد شمال المملكة إلى المدينة التعدينية في رأس الزور ويعد هذا المشروع من أكبر المشاريع على مستوى العالم فيما يتعلق بإنتاج الفوسفات، وتشترك في المشروع "معادن" 70 في المائة مع شركة سابك 30 في المائة فيما يتعلق بمشروع الفوسفات، وأما مشروع الألمنيوم الممثل بشركة المنكو تشترك فيه "معادن" 51 في المائة مع شركة الكان الكندية 49 في المائة، كما تقوم إحدى الشركات التي أسست من قبل "معادن" بإنشاء مشاريع البنية التحتية لتلك المشاريع في رأس الزور، موضحا أن استثمار الدولة في تلك المشاريع يفوق 60 مليار ريال.
وكشفت الدراسات والتقارير العالمية تزايد الطلب على خام الفوسفات الصخري في العالم كونه يدخل في صناعات كثيرة جدا كاشفةً عن تزايد حجم الإنتاج العالمي عن السابق. وتشير الدراسات إلى أن المغرب والأردن والصين وأستراليا وروسيا على التوالي تتصدر دول العالم كأكبر احتياطيات ومصدرة لخام الفوسفات حيث تمتلك المغرب وحدها ما يعادل 21 مليون طن.
ويتوقع أن يشهد شمالي المملكة خلال الفترة المقبلة نهضة صناعية تعدينية عملاقة تفتح آفاقا جديدة من الفرص الوظيفية للشباب السعودي ستساهم في التقليل من حجم البطالة، كما أنها ستفتح فرصا من الأعمال لرجال الأعمال في المنطقة من خلال المشاركة بالخدمات المرافقة لهذه المشاريع التعدينية أو تلك الأعمال المساندة التي تحتاج إلى عقود الشركات المحلية.
وتعمل شركة التعدين العربية السعودية معادن المستثمر الأساس في هذه المشاريع في إطار استراتيجيتها الهادفة إلى تطوير مواردها البشرية على جميع المستويات بهدف تلبية حاجات النشاط التعديني المتنوع إلى تذليل العقبات التي تعتري توافر العمالة الماهرة من خلال التنسيق مع كليات التقنية في المدن والمحافظات في منطقة الشمال والمنطقة الوسطى بهدف تدريس تخصصات التعدين لمواجهة متطلبات سوق العمل خاصة في مجال علم التعدين وهو علم نادرا ما يدرس في الجامعات أو الكليات في المملكة.
قيام سكة حديد من الشمال إلى الجنوب سيكون العمود الفقري الذي يعزز من نهوض الصناعات التعدينية بالمنطقة حيث سينقل الخامات بعد تصنيعها المبدئي من مراكز تمعدنها في وسط وشمالي المملكة إلى حيث المجمع الصناعي التعديني الذي تشيده معادن على الخليج العربي لأغراض التصنيع النهائي والتصدير.
ويقول الباحث مطر عايد العنزي عن سبب تسمية القرية بهذا الاسم وأهمية القرية ووصف مناخها: "يقال في تسميتها إنها نسبة لارتفاعها، وأما الجلاميد فهي كثرة الأحجار المحيطة حولها، يمتاز مناخ حزم الجلاميد بالحرارة صيفا والبرودة شتاء فتصل درجة الحرارة إلى الصفر أو ما دونه شتاء وفي الربيع تتميز باعتدال الحرارة، وتكثر فيها المتنزهات الخلوية التي تغدو جنانا في فصل الربيع متى ما رزقت بكمية وافرة من الأمطار".
ويقول أبناء البادية عن سبب التسمية التي عرفت بها هذه البقعة منذ أكثر من مائة عام لوجود (حزم ) أي تل مرتفع لونه أسود يتكون من صخور سوداء سميت بالجلاميد مفردها (جلمود) وذكرت في قصائد أبناء البادية وفيها قصيده مشهورة بهذا المعنى . كما ذكر الباحث عايد ريشود الحازمي في كتابه (الاشتقاق اللغوي للمواضع والأماكن الجغرافية في منطقة عرعر) بأن سبب تسمية القرية بهذا الاسم يعود لعصب رقبة البعير وقال إنه سمي على جلمود البعير "عصبة الرقبة" من الأذن والسنام وعند نحر البعير.

الزائر لهذه القرية يلاحظ توقف مظاهر التنمية عند حدودها فهي لم تشهد من خطط التنمية إلا أقل من النزر القليل وبجهود بسيطة ويقطن سكانها الذين لا يتجاوزون المئات وأغلبهم ذوو حالة مادية بسيطة في منازل اغلبها شعبية ومتناثرة هنا وهناك دون تنظيم في ظل غياب صندوق التنمية العقارية عنها.
وتكمن أهمية حزم الجلاميد كونها تقع على الطريق الدولي الذي يربط مناطق المملكة ودول الخليج ببلاد الشام وما وراءها إلا أن هذه الأهمية لم تشفع لها باستقطاب رجال الأعمال والمستثمرين لبناء استراحات وفنادق رغم لطافة جوها المناخي.
وتعد حزم الجلاميد من الأماكن المهمة والمشهورة لهواة القنص في المملكة حيث يرتادها الآلاف منهم فهي محطة للطيور المهاجرة في أوقات محددة من العام وكذلك لمحاذاتها لأكبر محمية في المملكة (محمية حرة الحرة).
وينتظر هذه القرية الصغيرة مستقبل مشرق لأنها بوابة الفوسفات في المملكة ومحط رحال العديد من الشركات المتخصصة بالتعدين فاحتياطيات الفوسفات تجعل منها مدينة المستقبل في الصناعة الفوسفاتية ولاسيما مع موعد انطلاق خط السكة الحديد المنطلق منها إلى المنطقة الوسطى مرورا بالرياض وانتهاء بالدمام.
"الاقتصادية2" زارت حزم الجلاميد والتقت ببعض المواطنين الذين يحملون في نفوسهم تطلعات نحو المستقبل الذي ينتظر قريتهم وآمال يتمنون تحقيقها لاسيما أن هذه الهموم دفعت بالكثير منهم للهجرة للمدن المجاورة (عرعر ـ طريف ) وهذا ما عبر عنه خير الله مطيران الهزيمي إذ يقول: "إن عدم وجود مدرسة بنات للمرحلتين المتوسطة والثانوية وثانوية بنين ومدارس ليلية تدفع الكثير منا إلى الهجرة لتمكين أبنائنا من إكمال الدراسة، أما فالح صغير(وهو يعاني من مرض الربو) فيتحدث عن معاناة السكان من عدم توافر مستشفى تتوافر فيه بعض التخصصات الطبية المهمة إذ لا يوجد سوى مركز صحي في مبنى مستأجر بسيط ليس فيه سوى طبيب وطبيبة يعملان على فترتين تبدأ من السابعة والنصف صباحا وتنتهي بالسابعة والنصف مساء دون وجود مناوبات لبقية اليوم إضافة إلى عدم توافر مختبر مفعل وتخصصات مهمة مثل الأطفال والولادة إذ يضطر الأهالي إلى السفر بزوجاتهم إلى عرعر عند حالات الولادة ووحدة أسنان مهترئة وليس فيها طبيب.
واتهم فريج ليلي الهزيمي أمانة المنطقة بالإهمال لهذه القرية إذ لا تتوافر خدمة نظافة القرية بالشكل المطلوب بل إن عملية النظافة تقوم بجهود فردية من السكان ولاسيما مع تعطل سيارات النظافة التي قد تصل لأسابيع رغم قصور عملها على زيارة القرية في الأسبوع مرة أو مرتين.
وطالب المواطنون بتطوير مركز الهلال الأحمر الذي لا تتوافر فيه سوى سيارتي إسعاف بسائق واحد رغم أهمية ذلك لأن القرية تقع على الطريق الدولي الذي يربط دول الخليج ببلاد الشام وأوروبا وعبور الآلاف من الشاحنات والسيارات لهذا الطريق وحصول العديد من الحوادث المرورية المروعة والتي كان آخرها حادثا مروريا تسبب في وقوع 14 مصابا مما اضطر القرية إلى الاستنجاد بفرق هلال أحمر من عرعر التي تبعد 100كيلو متر.
ويوجد في القرية جامع وحيد ذو 40 عاما لا يفي بالاحتياجات رغم عمليات الترميم التي شهدها أخيرا إذ لا يتسع للأعداد الكبيرة من المسافرين الذين يجعلون من المسجد مقر راحة لعدم توافر استراحات وفنادق في القرية.
كما أن القرية لا تتوافر فيها هواتف أرضية تخدم السكان، حيث إن الاتصالات مقصورة على الإسقاط فقط، كما أن القروض الاستثنائية والمجمع القروي من أهم الاحتياجات للارتقاء بهذه القرية لتواكب النهضة الصناعية التي تحدث بجوارها ولاسيما مع توزيع مخطط سكني لـ 153 قطعة أرض فالقرية تعاني من خطورة مداخلها وعشوائية البناء وغياب السفلتة الداخلية لها.
ووجه المواطنون عبر "الاقتصادية2" مناشدة لشركات الفوسفات بتوظيف أبنائها في الوظائف التي تتناسب مع مؤهلاتهم (عمال وسائقين) فهم يرون أن أبناءهم أولى من غيرهم بتلك الوظائف بحكم قربهم من مواقع العمل وبحكم أن أبناءهم ليس لديهم مؤهلات دراسية كبيرة مما زاد في معدلات البطالة بينهم.
وتعتبر حزم الجلاميد موقعا مهما لمربي الماشية لخصوبة الأرض وانبساط أرضها وتوافر الأعشاب بمختلف أنواعها مما جعلها مركز تجمع بادية مهم وتنتظر من الجهات المعنية بالثروة الحيوانية التواجد بشكل دائم للحفاظ على تلك الثروة المهمة.

الترقية التنموية تحتاج في العادة إلى أساسيات ترتكز إليها وتستقي منها الدوافع والثقافة العملية والبناء أيضا، ولنا خير مثال في شركة أرامكو السعودية وصناعها الحضاري في الشرق السعودي على مستوى التنمية، وعلى مستوى العمل، وربط المجتمع بالعمل، وأيضا ما حدث في الهيئة الملكية للجبيل وينبع، التي قدمت أنموذجا لا يقل أهمية عن الحراك الذي أحدثته أرامكو. من هنا يستشرف سكان ثلاث قرى سعودية مستقبلا مختلفا مع بوادر لنشاط تنموي متغير تقوده شركة معادن في قراهم. والتي تأتي ضمن أجندة مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الإصلاحي والتنموي.

هناك في الزبيرة، وضرغط، وحزم الجلاميد حيث البوكسايت، والمغنزايت، وللفوسفات، تنسج خيوط آمال كبيرة، بينما تدور عجلة الصناعة والعمل، منبع هذه الآمال هم سكان هذه القرى التي بقيت لعدة عقود عاجزة عن التقاط قطرات التنمية، لكنه رغم ذلك يسكنونها، ويحبونها، يتلحفون سماءها ويفترشون أرضها. السكان في هذه المواقع يتساءلون عن دورهم في التطورات الجديدة، هل ستتحول قراهم إلى مواقع نموذجية عالمية، تأخذ بقدر ماتعطي العالم من المنتجات، أما أنها ستبقى عبارة عن مناجم ومحاجر تستخرج منها المعادن، ويغرق أهلها في التلوث ويتعرضون لمخاطر الشاحنات التي تنقل إلى حيث الموانئ والمصانع العملاقة.
أسئلة مشروعة تأتي في وقت تجمع فيه الشركة من الشعب السعودي 9.2 مليار ريال في اكتتاب عام يلقى صدى واسعا. "الاقتصادية" بحثت عن الإجابة، فحصلت على التزامات مكتوبة في موقع الشركة على الإنترنت تنشرها كماجاءت.

الشركة: سننفذ أنشطة تعاونية ومجتمعية هادفة
أكدت شركة التعدين العربية السعودية "معادن" التي تطور مناجم المعادن في كل من حزم الجلاميد والزبيرة وضرغط، التزامها تجاه المجتمع المحلي والقرى والمدن التي تعمل فيها.
وحول المجتمع قالت الشركة: إن كلمة مجتمع قد تعني العديد من التعريفات: قد يكون المجتمع قرية على أحد مواقع معادن أو مجاورة له، أو قد يكون أحد مجتمعات الأعمال في المدن القريبة، أو مجتمعا من البدو الذين يستخدمون مواقعنا أو يمرون عبرها، أو قد تعني الكلمة المجتمع السعودي بكامله. وأشارت إلى أنها ستنفذ أنشطة ذات ارتباط تعاوني وهادفة وشاملة مع المجتمعات التي تعمل فيها من خلال التشاور المنتظم والاتصال المتبادل.
وقالت "من ناحية المبدأ، ستدعم شركة معادن وتضطلع بالأنشطة التي تحد من الآثار البيئية والاجتماعية لعملياتها على المجتمعات التي تعمل فيها. و"إننا في شركة معادن ملتزمون بالعمل من أجل دعم مبادرات التنمية المستدامة وتنفيذ الأنشطة التشغيلية ذات الصلة لضمان إسهامنا في الفوائد على المدى البعيد في المجتمعات نعمل من خلالها في إطار إمكانياتنا المتوافرة.وقالت إنها ملتزمة بالتنمية المستدامة من خلال مبادئ أساسية تركز على المسؤولية الاجتماعية للشركات "مما يخولنا بالإسهام الإيجابي في رخاء الأفراد والبيئة والاقتصاد والمجتمع"، الالتزام بالسلوك المسؤول الذي يولد قدرا كبيرا من القيمة لشركائنا، و"يكسبنا ثقة موظفينا وعملاءنا والمجتمعات التي نعمل فيها".
وقالت إنها: تلتزم بتعريف المسؤولية الاجتماعية للشركات كما اقترحه مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة الذي ينص على "التزام الشركة المستمر بالسلوك الأخلاقي والإسهام في التنمية الاقتصادية مع تحسين مستوى المعيشة لأفراد القوى العاملة وعائلاتهم إضافة إلى المجتمع المحلي والمجتمع الوطني بشكل عام".
وبينت أن التزام معادن بالمسؤولية الاجتماعية للشركات يعتمد على المبادئ العشرة التالية:
- ننفذ ونحافظ على ممارسات أعمالنا بأخلاقية وأنظمة سليمة في إدارة الشركات.
- نجعل اعتبارات التنمية المستدامة جزءا أساسيا من عملية صنع القرار في الشركات.
- ندعم حقوق الإنسان الأساسية، ونحترم الثقافات والعادات والقيم في تعاملاتنا مع الموظفين وغيرهم ممن يتأثرون بنشاطاتنا.
- ننفذ استراتيجيات إدارة المخاطر المبنية على البيانات الصحيحة والعلم الراسخ.
- نسعى في أدائنا التشغيلي إلى التحسين المستمر الذي يحافظ على الصحة والسلامة.
- نسعى إلى التحسين المستمر في أدائنا البيئي.
- نسهم في الحفاظ على التنوع الأحيائي والتكامل في تخطيط استخدامات الأراضي.
- نسهل ونشجع السلوك المسؤول في تصميم منتجاتنا واستخدامها وإعادة استخدامها وتدويرها والتخلص من النفايات الناتجة منها.
- نسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والمؤسساتية للمجتمعات التي نعمل فيها.
- ننفذ ترتيبات فعالة وشفافة للعمل مع شركائنا والاتصال بهم وإعداد تقارير يمكن التحقق منها باستقلالية.

----

ضرغط.. عين على المغنزايت وأخرى على التنمية
بشير الزويمل من حائل

ضرغط بلدة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها ألفي نسمة تقع في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة حائل وعلى بعد 210 كيلو مترات يرجع تاريخها لأكثر من 230 عاما تفتقد الكثير من الخدمات التي تخدم المواطنين الذين يعيشون وسط تضاريس صخرية في غاية الصعوبة وتسمى حرة ضرغط تحيط بها من جميع الاتجاهات.
وتعد ضرغط من القرى الغنية بآثارها ومعادنها فهي قرية تتوافر فيها عوامل الجذب السياحي والاستثماري لاحتوائها على قرية أثرية قديمة يرجع تاريخها لآلاف السنين, إضافة إلى وجود معادن خام المغنزايت الذي اكتشف منذ أكثر من 40 عاما بعد أن تم التنقيب عنه خلال عدة بعثات جيولوجية قامت بها وزارة البترول والثروة، وقد تم منح شركة معادن رخصة كشف لهذه المنطقة التي تغطي مساحة 3,300 كيلو متر مربع تشمل منطقة ضرغط وتبلغ احتياطات راسب المغنزايت في ضرغط 2,7 مليون طن والذي يوجد على مساحة تقدر بـ 10500000 متر مربع ويضم أربعة أجسام خام مستقلة بيضاوية الشكل تبرز ضمن مسافة 300 متر عن بعضها البعض. ومن المقرر تنفيذ أعمال التعدين بطريقة الحفرة المفتوحة حيث تقتصر المعالجة في الموقع على تكسير وغربلة الخام إلى فتات صخري بحجم ثلاثة ملليمترات لإزالة الجزء الأعظم من السيليكا غير المرغوب فيها وتتم المعالجة النهائية للخام في مصنع يتمتع بتنقية عالية للتحميض والصهر وذلك في مصنع ينبع على ساحل البحر الأحمر.
ويعد هذا المشروع من مشاريع الطويلة الأمد حيث تكفي الاحتياطات الأساسية لتشغيل المنجم لأكثر من 35 سنة بمعدل إنتاج سنوي يبلغ نحو 50 ألف طن متري من المغنزايت الخام وسيتم استغلال هذه الكمية لإنتاج 20 ألف طن في السنة من المغنيزيا المصهورة كهربائيا عالية الجودة والقيمة لاستخدامها في سوق الحراريات العالمي حيث يبلغ الطلب العالمي لهذا المنتج الخاص أكثر من 300 ألف طن في السنة فهذا الرخام الأبيض يستخدم لأسطح وأرضيات ساحات الحرم وهو نوع فريد من نوعه في العالم ويمتاز بالبرودة تحت أشعة الشمس لما يمتاز به هذا الصخر الرخامي النادر وتناقض وجوده في العالم وصعوبة الحصول عليه فلا يوجد في العالم سوى الاتحاد السوفيتي والنمسا ونيبال والبرازيل وكندا واستراليا وأمريكا.
ووجه خادم الحرمين الشريفين بوقف هذا الموقع لصالح الحرمين الشريفين وعدم استعمال هذا الرخام في أي مجال إلا فيما يخص أعمال الحرمين. ويترقب أهالي المنطقة المستقبل الذي قد تتجه إليه بلدتهم التي تتبع محافظة الغزالة وتخدم أكثر من 30 قرية وهجرة، حيث طالب أهالي البلدة بالاهتمام بها من قبل المسؤولين فالبلدة تفتقر إلى الكثير من المتطلبات الضرورية للمواطن. وأكد علي رشود الجار الله رئيس مركز ضرغط, أن البلدة تفتقر إلى الكثير من الخدمات الضرورية التي يجب أن تتوافر ولا سيما أنه ينتظرها مستقبل استثماري كبير بعد استكشاف خام المغنيزات فالمطلب الأول والضروري والذي طالبنا به لكن دون جدوى هو ربطنا بمحافظة الغزالة التي نتبع لها بطريق معبد مباشر فهي تبعد عنا نحو 170 كيلو مترا عن طريق الأسفلت ولكن في حالة إنشاء الطريق المباشر فيختصر 90 كيلو مترا.
وأضاف الجار الله أن القرية متوسطة للطريق الرابط بين مدينة الحائط والشملي بطول 100 كيلو مترا إلا أنه يفتقد الرقابة الأمنية والهلال الأحمر والدفاع المدني والتي نطالب بإنشائها في البلدة فالحوادث كثيرة في هذا الطريق وننتظر قدوم الهلال الأحمر والشرطة من الحائط أو الشملي.
وأشار إلى أن القرية تحظى بالعديد من المناطق الأثرية، حيث تحتوي على قرية أثرية قديمة جدا مبنية من اللبن الطيني وقلاع وأسوار حجرية، ينقصها الاهتمام وإعادة ترميم بعضها وتطوير الآخر منها لتكون من أهم الأماكن السياحية والأثرية في المملكة.
وبين محمد راشد الناصر أن الخدمات الصحية في البلدة متدنية جدا فالمبنى شعبي صغير مهمل والأجهزة الطبية والخدمات فيها تحتاج للتطوير إضافة للخدمات البلدية المتدنية من خلال مكتب الخدمات في البلدة ونأمل رفع فئة المكتب إلى مجمع قروي ليغطي احتياجات الـ 30 قرية التي يخدمها.

المغنزايت .. طلب محلي متزايد واللون ليس مؤشر للنقاوة

المغنزايت معدن أبيض إلى رمادي اللون وأحياناً تتدرج ألوانه من الأبيض إلى الأسود ولا يعتبر اللون مؤشراً للنقاوة. ويتكون من كربونات المغنيسيوم التي عادة ما توجد في الطبيعة على هيئة كتل أرضية أو عروق غير منتظمة ناشئة عن تحول صخور الحجر الجيري أو الدلومايت بواسطة المحاليل الصهارية. ويعتبر المغنزايت الخام الرئيس لعنصر المغنيسيوم ثامن العناصر من حيث الانتشار في القشرة الأرضية. كما تعتبر معادن البروسايت والدلومايت والأوليفين والتلك والسربنتين من المعادن التي لها قيمة اقتصادية لاحتوائها على عنصر المغنيسيوم.

تماثل التبلور

يعتبر المغنزايت من مجموعة المعادن المتماثلة التبلور ويتبلور المغنزايت في النظام السداسي، ويتشقق على شكل معيني أو منشوري. ووجد أن الوزن له يتراوح من 3.1 إلى 3.2 بينما تراوح صلابته بين 3.5 و4.5. ويتشابه معدن المغنزايت مع معدني الكلسايت والدلومايت حيث يفقد ثاني أكسيد الكربون عند تعرضه للحرارة. ونحصل على المغنيسيا الكاوية عند تعرض معدن المغنيزايت للحرارة من 700 إلى 1000مْ، وعند التسخين إلى 1750مْ نحصل على مادة صلبة كتلية متلبدة خامدة غير فعالة تسمى المغنيسيا المقاومة للصهر أو المغنيسيا الحرارية.
استخداماته الصناعية

من أهم منتجات المغنزايت

1- المغنيسيا المقاومة للصهر وتشكل 85 في المائة من حيث الإنتاج وتستخدم في مصانع الفولاذ لتبطين الأفران وتغطية المحولات الكهربائية وفي مسابك النحاس وفي تبطين أفران الأسمنت. ويصنع الطوب المغنيسي من المغنيسيا بمفردها أو بخلطها مع الكرومايت أو السيليكا أو الألمنيوم كما تدخل المغنيسيا المقاومة للصهر في صناعة أسمنت الكلوريد المؤكسد الذي يتم ترابط حبيباته بمواد إضافية عضوية مثل نشارة الخشب أو الفلين ليتميز بالمرونة وقابليته للقص والنشر ومقاومته للتآكل.
2- المغنيسيا الكاوية تشكل نحو 10 في المائة من حيث الإنتاج وتستخدم بدرجة كبيرة في مجال صناعة المواد الكيميائية والورق وصناعة الحرير المستخرج من السليولوز وفي مجالات الزراعة. ويتم استخراج المغنيسيا ذات الدرجة عالية النقاوة بواسطة التبخير وذلك لإنقاص كمية الجير الموجودة في الخام. وتعتبر المغنيسيا الذائبة أثمن أنواع المغنيسيا الكاوية لاستخدامها في الدوائر الكهربائية والعوازل.
المنتجون والأسعار: أهم الدول المنتجة لخام المغنزايت هي روسيا، النمسا، النيبال، البرازيل، كندا، استراليا، وأمريكا. وتواجد هذه الخامات في جميع هذه الدول ضمن صخور الدولومايت بينما تكون خامات المغنيزايت خفي التبلور أقل انتشاراً، وأهم الدول المنتجة له هي اليونان والهند.
وبالنسبة للسوق المحلية فإن مصانع الأسمنت المحلية ومصانع الحديد التابعة لسابك تستخدم أنواعاً من مشتقات المغنيسيا ومنتجاتها المقاومة للحرارة، وعلى سبيل المثال فإن طوب الكرومايت المغنيزي الذي يستخدم في صناعة الأسمنت يستهلك بما يقارب عشرة آلاف طن في السنة أي بمعدل كيلو جرام واحد لكل طن من الأسمنت بينما يستهلك في صيانة الأفران ما يقارب 7000 إلى 8000 طن سنوياً. وتسجل السوق السعودية والخليجية زيادة في الطلب على مشتقات المغنيسيا.
أماكن وجود الخام في السعودية: توجد أهم خامات المغنزايت في المملكة – وفق ماهو منشور على موقع وزارة البترول والثروة المعدنية ـ في منطقة ضرغط التي تقع جنوب غرب مدينة حائل على الطريق الموصل بين مدينة حائل والمدنية المنورة. ويتميز الخام بعد عمليات الكلسنة باحتوائه على نسبة عالية من المغنيسيوم تراوح بين 80 في المائة و98 في المائة من أكسيد المغنيسيوم.
وقدر الاحتياطي العام بمختلف درجاته بنحو 4.5 مليون طن ويتميز الخام بلونه الأبيض وصلابته ودقة حبيباته وسهولة استخراجه بوسائل التعدين المفتوح. وكذلك تم اكتشاف خام المغنزايت في منطقة جبل الرخام التي تقع على بعد 190 كم جنوب شرق ا لمدينة المنورة حيث تراوح نسبة أكسيد المغنيسيوم في الخام بين 40 في المائة و45 في المائة وقدر الاحتياطي بمختلف درجاته بنحو 12 مليون طن.كما يوجد المغنيزايت بنسب متفاوتة في عدة مناطق مختلفة لم تحدد أهميتها الاقتصادية وأهم هذه المواقع هي شرق الدفينة، جبل بطران، جبل أبت، أملج، جبل حمريا، جبل المليحنات وجنوب جبل وسمه.

الأكثر قراءة