حب الصور يفسد الذهن ويكثر الوساوس وبريد للعشق والزنا
أكد الشيخ الدكتور محمد بن عبد الله الدويش عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, أن البلاء بالنظر الحرام خطير, ولعل من علاجه تذكر الأضرار العظيمة لإطلاقه والفوائد الجليلة لغضه، فمن أضرار إطلاقه:
ـ إن فيه اشتغالا بحب الصور عن حب الله، والقلب وعاء لا يجتمع فيه أكثر من حب - عذاب القلب بحب الصور.
- الانشغال عن مصالح دينه ودنياه فليس شيء أشد تضييعا لمصالح الدين والدنيا من عشق الصور، أما مصالح الدين فلأنها منوطة بالقلب فإن انشغل لم يكن لتلك المصالح مكان، ومن ضاعت مصالح دينه ضاعت مصالح دنياه.
- حب الصور يفسد الذهن ويكثر الوساوس.
- إنه بريد للعشق والزنا.
وقال الشيخ الدويش إن من أعظم أضراره أنه انتهاك صريح لمحارم الله. أما فوائد غضه فمنها:
- فيه امتثال لأمر الله عز وجل (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ). - يمنع من وصول السهم المسموم إلى القلب.
- يورث القلب أنساً بالله واجتماع شتاته على محبة الله وعبادته.
- إنه يقوي القلب ويفرحه.
- إنه يلبس القلب نوراً وبراً.
- إن غض البصر ينتج فراسة صادقة.
- إنه يورث القلب شجاعة.
- إنه يسد على الشيطان مداخله إلى القلب.
- إنه يفرغ القلب للانشغال بمصالحه.
أن بين القلب والنظر طريقاً يوصل بينهما فإن صلح القلب صلح النظر، وإن صلح النظر صلح القلب، والقلب بصلاحه يصلح الجسد كله. هذا شيء مما ذكره ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في الجواب الكافي حول غض البصر وفوائده وأضرار إطلاقه.
وأما العلاج فيكون بـ:
- تذكر هذه الأضرار والفوائد.
- البعد عن مواطن التعرض للنظر المحرم كالمجلات والتلفاز والأسواق ومواقع الإنترنت السيئة.
- الحزم مع النفس في البعد عن المواطن وقطع النظر مباشرة إن وقع على محرم، فقد سأل جابر ـ رضي الله عنه ـ النبي ـ صلى الله عليه وسلم، عن نظر الفجأة فقال له:"اصرف بصرك".
ـ الاعتناء بالعبادة وتلاوة القرآن وملء القلب بمحبة الله وخشيته.
- تذكر مراقبة الله واطلاعه فهو (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ).
وطالب أصحاب العلاقات المحرمة بالفتيات بقطع هذه العلاقات وعدم الاستمرار فيها فإن الشيطان قد يستدرج الإنسان للاستمرار في هذه العلاقات، وقد أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعظم فتنة النساء فقال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) [متفق عليه], وقد ذكر لنا صلى الله عليه وسلم قصة فيها عبرة وعظة في ذلك: (عن على ـ رضي الله عنه ـ قال كان راهب يتعبد في صومعة وامرأة زينت له نفسها فوقع عليها فحملت فجاء الشيطان فقال اقتلها فإنهم إذا ظهروا عليك افتضحت فقتلها فدفنها فجاءوا فأخذوه فذهبوا به، فبينما هم يمشون إذ جاءه الشيطان فقال أنا الذي زينت لك فاسجد لي سجدة أنجيك فسجد له فأنزل الله عز وجل: "كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) "الحشر:16) (رواه الحاكم).