منازلنا وممتلكاتنا لقمة سائغة للصوص الصيف.. ولا رادع
منازلنا وممتلكاتنا لقمة سائغة للصوص الصيف.. ولا رادع
تكرار حالات السرقة بأشكال وأساليب متنوعة وبشكل يومي وتحديدا في فصل الصيف بات يشكل هاجسا يؤرق الجهات الأمنية والمواطن والمقيم على حد سواء، في الوقت الذي كشفت فيه دراسات أمنية حديثة أن الغالبية من محترفي السرقات الذين تم القبض عليهم في المملكة ينتمون إلى فئة الشباب ممن تقل أعمارهم عن 30 سنة، وأن السعوديين يحتلون المرتبة الأولى تليهم العمالتان التشادية واليمنية، ما يؤكد ـ حسب الدراسة ـ وجود خلل تعليمي واجتماعي وديني وفكري يتطلب العزم على معالجته.
خطط أمنية للصيف
أوضح الرائد سامي محمد الشويرخ المتحدث الرسمي لشرطة منطقة الرياض، أنه تم إعداد خطة أمنية، شملت جميع مراكز الشرطة والبحث الجنائي والأمن الوقائي والدوريات الأمنية, وذلك للعمل خلال فترة الصيف.
وبين أن هذه الخطة جاءت مواكبة لما هو متعارف عليه في مثل هذه الأوقات من كل عام, حيث كثرة المناسبات الاجتماعية والاحتفالات في الصيف، فضلا عن مغادرة كثير من الأسر منازلهم للسياحة سواء في الداخل والخارج، الأمر الذي قد يعرض منازلهم وممتلكاتهم للسرقة والعبث بها.
وبين الشويرخ أن الخطة تشمل تعزيز أعداد القوة البشرية وتكثيف عملها وقت الذروة لتحقيق الراحة والأمن لسكان العاصمة، لافتا إلى أنه تم تجنيد راجلة ودوريات سرية داخل الأحياء وعند المراكز والمرافق التجارية لتحقيق الأمن ونشرها على نطاق المدينة.
إجراءات احتياطية
من جانبه, بين العقيد يوسف القحطاني المتحدث الرسمي لشرطة الشرقية ضرورة توعية المواطن والمقيم على حد سواء, بمتابعة منازلهم وقت السفر داخل البلاد وخارجها، مبينا أن خطوات التأمين تبدأ بإحكام قفل الأبواب، نقل المشغولات الثمينة كالذهب والمجوهرات والمال إلى أماكن آمنة، توصية الأقارب والجيران بملاحظة منازلهم أثناء غيابهم، وإشعار الآخرين بأن شخصا موجودا في المنزل وقت غيابهم.
تراكم الإعلانات التجارية
حذر الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية، من تراكم الإعلانات الورقية عند أبواب المنازل، ما يعطي انطباعا مؤكدا بخلو هذه المنازل من ساكنيها ويجعلها لقمة سائغة للصوص, ولا سيما أثناء موسم الإجازة الصيفية. ودعا العقيد القحطاني من يضطرون إلى إخلاء منازلهم لظروف السفر من المواطنين أو المقيمين إلى الاستعانة بالتقنيات الحديثة المتوافرة في الأسواق كأجهزة الإنذار المبكر والكاميرات الرقمية وغيرها للحد من وقوع السرقات، ولاسيما أن بعض هذه التقنيات توفر خاصية الاتصال بأكثر من رقم هاتفي عند حدوث أي عبث بمفاتيح المنزل، ما يعني إمكانية الإبلاغ المبكر لغرفة العمليات في الأجهزة الأمنية على هاتف 999 قبل الانتقال للموقع وما يسهم في إجهاض عمليات السطو أو السرقة، أو التوصل لمنفذي العملية في وقت قياسي.
كما وجه العقيد القحطاني المسافرين إلى الاعتماد على أحد الأقرباء أو الجيران للاطمئنان شبه اليومي على المنزل الخالي وإضاءة أنواره وري المزروعات, إضافة إلى إزالة الإعلانات الورقية المتراكمة أمام الباب، داعيا إلى تضافر الجهود بين المواطنين والمقيمين والجهات الأمنية، وعدم الركون إلى الاتكالية بالنسبة للرقابة على المنازل والسيارات وسائر الممتلكات.
وأكد القحطاني أنه سيتم تكثيف الدوريات الأمنية، والدوريات السرية، وزيادة ساعات العمل، والوجود المكثف في الأحياء التي تكثر فيها السرقات للحد منها في إجازة الصيف حفاظا على الممتلكات، مع وجود خطط أخرى للجهات الأمنية المختلفة استعدادا لاستقبال وفود السياح الذين يزورون المنطقة من داخل المملكة وخارجها.
وأشار القحطاني إلى أن هناك خططا واستنفارا للدوريات والمرور في زيادة أعداد الدوريات في الأحياء من قبل البحث والتحري والدوريات السرية في الأحياء لتنظيم حركة السير، كما تم تعديل ساعات العمل ودعمها بشريا وآليا، وذلك بغية الوجود في مقر الحدث للحد من سرقات الصيف بقدر المستطاع.
وذكر القحطاني أن الوسائل التقنية الحديثة ضبطت سارقي أحد المنازل في حفر الباطن، بعد أن استغل السارقون غياب أهله للسياحة، إلا أن كاميرات المراقبة المزروعة في المنزل صورت حدث السرقة أولا بأول ما سهل على جهات الاختصاص ضبط اللصوص وتصديق أقوالهم بكل يسر وسهولة.
دوريات سرية وراجلة في حائل
من جهته, قال المقدم عبد العزيز الزنيدي المتحدث الأمني لشرطة منطقة حائل، إن شرطة حائل أنهت الترتيبات اللازمة, حيث تم وضع الخطط الأمنية على أساس علمي ومدروس للظواهر فيما مضى مما يكفل حفظ الأمن ـ إن شاء الله ـ وتلافي أي قصور أو ضعف للخطط الماضية، مشيرا إلى أنه تم تنظيم حركة السير وحفظ الأمن والاستقرار في مواقع احتفالات ونشاطات صيف حائل لعام 1429هـ, الذي يقام في عدة مواقع مختلفة ويرتادها المصطافون من داخل المنطقة أو خارجها.
ونصح الزنيدي المواطنين والمقيمين في حائل بضرورة إحكام غلق الأبواب والزجاج سواء للمركبات أو المنازل، وإشعار الأقارب والجيران في حالة السفر وعدم ترك الممتلكات الثمينة وعدم ترك ما يدل على عدم وجود الأشخاص في المنزل وعدم ترك الأجهزة الكهربائية غير الضرورية موصولة بالكهرباء (كالسخان) مثلاًُ وعدم ترك أنبوب الغاز مفتوحاً ونحوها لكيلا يحدث - لا سمح الله- أي حريق.
المساجد لم تسلم!
من ناحيته, قال الدكتور خليل بن عبدالله الخليل عضو مجلس الشورى ورئيس لجنة الشؤون الأمنية، إن تنامي جرائم السرقات يثير القلق، ويتطلب اتخاذ الخطوات الأمنية والمجتمعية الحازمة للحد منه قبل أن يهدد الأمن و السّلم الاجتماعي بشكل مرعب في بلادنا.
وأبان، أن هناك فئة من الشباب اتجهت للطهر والتدين بطريقة خاطئة، فدشنت التغيير بالقوة مستخدمة السلاح مستبيحة ممتلكات الدولة ورجال أمنها، فكفّرت وقتلت وفجّرت، وفي المقابل اتجهت فئة أخرى إلى الكسب المالي بالقوة مستفيدة من طيبة المجتمع وتسامحه، فسطت على الشقق والفلل والمحال التجارية.. تسرق وتخرب، ولم تسلم منها حتى المساجد التي حصلت سرقة مكبرات الصوت من بعضها.
السعوديون أولا في احترافية السرقات
بين الخليل أن مما يثير القلق أن دراسات أمنية حديثة تشير إلى أن الغالبية من محترفي السرقات الذين تم القبض عليهم ينتمون إلى فئة الشباب ممن أعمارهم تقل عن 30 سنة، وأن السعوديين يحتلون المرتبة الأولى تليهم العمالتان التشادية واليمنية. وهذا يعني أن لدينا خللاً تعليمياً واجتماعياً ودينياً وفكرياً يتطلب العزم على معالجته، لافتا إلى أن التركيبة السكانية لبلادنا تفرض علينا العناية بالشباب لأن 70 في المائة من السكان تقل أعمارهم عن 27 سنة.
وزاد "مما يؤسف له أن الفئات العمرية الشابة محاربة في مجتمعنا باسم الفضيلة ومناهضة الغزو الفكري وترسيخ الثوابت والمحافظة على الخصوصيات، ثم وجدنا بلادنا تفتقد يوماً بعد يوم السمت الديني الذي يرسخ الألفة والتسامح وحسن الظن، وتفتقد المجتمع المترابط المتوادد الذي يأمن بعضه بعضاً". "نعم أصبحنا ضحية لفئتين متناقضتين.. كل واحدة منهما تريد أن تفرض أفكارها وأسلوب حياتها بالقوة دون خوف من الله أو رهبة من الحكومة".