د. آل الشيخ: نحرص على الاستفادة من جميع الأفكار والرؤى التي تدعم أعمالنا
سعادة الأستاذ عبد الوهاب الفايز حفظه الله
رئيس تحرير صحيفة "الاقتصادية"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد :
أشكر لسعادتكم العمل المميز الذي تقدمه صحيفة "الاقتصادية" الغراء لقرائها، وأتابع باهتمام ما يخطه الاقتصاديون والأكاديميون والباحثون والمهتمون بالشأن الاقتصادي في صحيفتكم الموقرة.
وأود الإشارة إلى ما كتبه الزميل الدكتور عبد القادر الفنتوخ في عدد الصحيفة رقم 5367 الصادر يوم السبت 17/6/1429هـ الموافق 21/6/2008م في الصفحة السابعة بعنوان (هل تستفيد جامعاتنا من الخبرات التي تملكها ؟)، وفي هذه المقالة تحدث الكاتب عن موضوع مهم يشغل المسؤولين والأساتذة في جامعاتنا السعودية.
وأوافق الكاتب في القول بأنه لا ينقصنا الفكر ولا الحماس لقبول التحدي المعرفي، ولعل الشواهد في هذا الجانب مضيئة ومتعددة. وحتى نكون منصفين لأنفسنا فإن أبناءً لنا أكملوا دراساتهم العليا ومنهم من يواصلون دراساتهم في جامعات غريبة مرموقة بهروا أساتذتهم وأقرانهم بتفوقهم العلمي والمعرفي، ولذا أرى أن أكثر ما ينقصنا هو استغلال ما نواجهه من فرص والعمل على احتواء المبدعين والمميزين والتواصل معهم ودعمهم ماديا ومعنويا ليتفرغوا لإنجاز أعمالهم البحثية والعلمية التي تفيد المجتمع وأفراده.
ولا يمكن لكل ذي لب أن يتجاهل الإمكانات والخبرات التي تتمتع بها جامعاتنا السعودية، وإدارة جامعة الملك سعود وبتوجيه من القيادة الحكيمة تعمل دوما على استغلال إمكانات وخبرات الجامعة، ولعل أبرز الدلائل هو إنشاء معهد الملك عبد الله للبحوث والدراسات الاستشارية في جامعة الملك سعود، والذي جاء إنشاؤه لتحقيق الكثير من الأهداف التي تسعى من خلالها الجامعة لما فيه خير للوطن والمواطن وليتناسب النشاط البحثي الاستشاري والخدمات العلمية في الجامعة مع الإمكانات والقدرات البشرية المتميزة في جامعة الملك سعود. وتم تسخير جميع طاقات الجامعة البشرية والمادية لخدمة أعمال معهد الملك عبد الله للبحوث والدراسات الاستشارية ليقدم بدوره هذه الخدمات للمجتمع.
ونحن في معهد الملك عبد الله للبحوث والدراسات الاستشارية حريصون على الاستفادة من جميع الأفكار والرؤى التي تدعم أعمالنا ومنها ما تطالعنا به صحفنا المحلية، ونعمل بتوجيه مباشر من مدير الجامعة ومجلس الجامعة لأن يستفيد الجميع من خبرات وإمكانات جامعة الملك سعود الاستشارية، ونسعى لأن يكون القطاع الخاص شريكا رئيسا لأعمال المعهد، ونؤمن بوجوب تخصيص مؤسسات القطاع الخاص ميزانيات مالية ضخمة للعمل البحثي والاستشاري، حيث لا يمكننا أن نتطور ونتقدم ونطمح لأن نصل إلى ما وصل إليه الآخرون من تقدم معرفي وتقني دون الاعتماد على الله أولا ومن ثم الاستفادة من الخبرات والقدرات المتوافرة لدينا كوسيلة لأداء العمل وفق منهجية نضمن من خلالها تقديم عمل مميز يحقق نتائج تلبي احتياجات المجتمع. إن استثمار القطاع الخاص إمكانات وخبرات الجامعات السعودية سيسهم بشكك فاعل في توظيف الخبرات والقدرات المتوافرة في هذه الجامعات بما يتوافق مع مصالح الجميع وسيكون القطاع الخاص والجامعة والمجتمع رابحا من هذا التعاون ومستفيدا من استفادة القطاع الخاص من الخبرات والإمكانات في جامعاتنا السعودية والتي من الواجب عليها فتح أبوابها وعرض إمكاناتها لمؤسسات القطاع الخاص ليستفيد منها بما يلبي مصالحه واحتياجاته. وما نأمله هو أن تتوجه جميع مؤسسات القطاع الخاص السعودي لتخصيص ميزانيات مالية للأبحاث والدراسات الاستشارية، وبذلك نضمن الانطلاق وبقوة نحو تنمية اقتصادية مستدامة وقبول التحدي المعرفي واستيعابه.
ونسعد في معهد الملك عبد الله للبحوث والدراسات الاستشارية بتكوين شراكة مميزة مع كبريات شركات القطاع الخاص ومنها شركة أرامكو وشركة سابك والكثير من المؤسسات والشركات، ونفخر بهذه الشراكة ونسعى لتفعيلها وتوسيعها لتكون نتائجها ملبية لطموحات أبناء وطننا الكريم.
إن خبرات وإمكانات جامعاتنا السعودية ضخمة بفضل الكفاءات والخبرات العلمية المتوافرة فيها وبفضل الميزانيات المالية التي تخصصها الدولة لقطاع التعليم العالي، والواجب البحث عن سبل وآليات مبتكرة ومميزة لتسخير هذه الخبرات والإمكانات بما ينفع المجتمع ومؤسساته وأفراده ويعود بالنفع أيضاً على جامعاتنا، وهو ما بدأ الجميع يلاحظه ويشاهده في جامعة الملك سعود بمتابعة وإشراف مباشر من مدير الجامعة ومجلس الجامعة وبرعاية من وزير التعليم العالي، وهذا ما يجعلنا في معهد الملك عبد الله للبحوث والدراسات الاستشارية منطلقين بقوة لتحقيق تطلعاتهم وخدمة الوطن والمواطن، ونعمل وفق خطط نضمن من خلالها تحقيق أهدافنا بإذن الله.
مرة أخرى أكرر الشكر لشخصكم الكريم ولجميع زملائكم في الصحيفة، والشكر موصول لقراء الصحيفة الكرام.
ولكم خالص تحياتي.
عميد المعهد
د. حمد بن محمد آل الشيخ