المطار الدولي وشبكة القطارات ستجعلان المدينة مركزا تجاريا مهما

المطار الدولي وشبكة القطارات ستجعلان المدينة مركزا تجاريا مهما

"إرباك اللحظة الأخيرة" هو الأمر الوحيد الذي اشتكى منه المستثمر الشاب في صناعة السياحة مهند خوقير وذلك خلال نصف ساعة من حوار مطول كان في مجمله يبدي إشارات التفاؤل و الغبطة بواقع و مستقبل هذه الصناعة و مجمل وجوه التنمية في المملكة.
خوقير الذي يملك شركة "إدارة" التابعة لشركة الحسام السياحية المالكة بدورها لنسبة عالية من فندق "أنوار المدينة موفنبيك" وصف تنظيم مكاتب العمرة في الخارج بإرباك اللحظة الأخيرة إلى جانب التأشيرات التي تصدرها وزارة الحج حينا وتوقفها أحيانا.
ما يجعل الأمر يبدو جميلا لصناع السياحة في المدينة ومكة بحسب خوقير هو أوجه التطوير الهائلة التي تقوم بها الدولة وشبكة الطرق حول الحرمين والقطارات بينهما و المطار الدولي يربطهما بالخارج. موضوعات أخرى تم التطرق لها لخصت في سياق الحوار التالي:

كأحد صناع السياحة في المملكة و أحد ملاك أكبر فنادق المدينة المنورة من حيث المساحة و السعة الفندقية، كيف ترى واقع الاستثمار السياحي في المدينتين المقدستين مع خبرتكم المتراكمة كشركة في العمل بينهما ؟
بداية أقدم شكري و تقديري الكبير لصحيفة "الاقتصادية" على اهتمامها بالجوانب الاستثمارية وقضايا الاستثمار ومشكلاته وأستطيع أن أقول إن الاستثمار السياحي يعيش الآن فترة ذهبية كنتيجة لسياسات التطوير والاهتمام الذي يلقاه من الحكومة السعودية ومع هذا الحجم الكبير الذي يلقاه من رغبة الزوار من مختلف أرجاء العالم في الوصول إلى هاتين المدينتين.

كيف يتراءى لك مستقبل هذا النوع من الاستثمار؟
مستقبل السياحة في المملكة واعد وخصوصا تلك المتعلقة بالسياحة الدينية وأعتقد أنها بإذن الله ستشهد تطورا هائلا فالمدينة بعد عشرة أعوام - إن شاء الله - سيكون مطارها الدولي رئتها على الخارج و القطارات تربطها بشقيقتها مكة وشبكة الطرق في الداخل تخدم سكانها وزوارها في حين سيتم تطوير مدينة المعرفة الاقتصادية لتخلق جوا اقتصاديا من نوع آخر يتميز بالحداثة و التقنية العالية و الاقتصاد المعرفي و الرعاية الصحية الحديثة.

ولكن بالتأكيد هناك حديث عن عوائق تواجه زملاءكم من المستثمرين أو تواجه في تنفيذ مشاريع استثمارية أو تعيق تلك القائمة عن استكمال مهامها؟
في المجمل لا أعتقد أن الصناعة السياحية في المملكة تواجه عوائق حقيقية إلا ما يتعارض بطبيعة الحال مع طبيعة المجتمع السعودي وأفكاره وقيمه ولا أعتقد أن كثير من التسهيلات الموجودة في المملكة تقارن بمثيلاتها في دول بحجمها و متانة اقتصادها غير أن المستثمرين في مجالات السياحة الدينية غالبا ما يواجهون إرباكا يحصل من مكاتب تنظيم العمرة في الخارج وهو ما يجعل الكثير من العقود السكنية للزوار والبرامج السياحية تلغى وهو ما يسبب خسائر قد يتحملها مستثمر كبير ولكن ليس للجميع القدرة على استحمال مثل تلك الخسائر التي تسببها إرباكات اللحظة الأخيرة إلى جانب مشكلات التأشيرات التي تصدرها وزارة الحج موسميا و تتأخر أحيانا في فتحها وتبب ركودا اقتصاديا لقطاعات الفنادق في البلدين مكة والمدينة.

ما الذي ينقص قطاع السياحة في المدينة ومكة ليكون متكاملا ؟
المزارات التي يفضل الحجاج و المعتمرون زيارتها في المدينة و مكة يفترض أن تكون مجهزة بطاقات بشرية تتمثل بمرشدين سياحيين من أبناء البلد يتم تدريبهم على التعامل مع كل الثقافات وعلى كل اللغات و تتمثل كذلك بلوحات إرشادية تدل على المواقع الأثرية وأهميتها في التاريخ الإسلامي و حتى لا نظل نرى أن كل جالية تقوم بمهمة الإرشاد السياحي عبر أبنائها الذين ربما لا يكونون أعرف بها من أهلها.

بالنسبة للتدريب لكم كفندق تجربة غنية أهلتكم أخيرا للحصول على جائزة الدرع الذهبي من مركز التدريب المشترك من يد أمير المدينة المنورة الأمير عبد العزيز بن ماجد حدثنا بإيجاز حول تجربتكم؟
برامج التدريب للمؤسسة نعدها واجبا وطنيا قبل أن يكون معروفا وهي أحد جوانب المسؤولية الاجتماعية التي يتحلى بها هذا الفندق وبرامج التدريب لدينا تمت من خلال الكثير من الاتفاقيات كان آخرها لتدريب ثلاثين متدربا في مختلف المهارات والوظائف الفندقية إلى جانب تدريبنا لعشرات الموظفين والطلاب من كليات التقنية و السياحة في المدينة وابتعاثنا لعدد متفوق منهم إلى دول أخرى لمزيد من التحصيل العلمي والتدريب العملي.
و في هذا الخصوص أهيب بكل المستثمرين بالالتفات أكثر إلى جانب المسؤولية الاجتماعية فنحن فعلا بحاجة إلى زيادة وعينا واهتمامنا بجانب المسؤولية الاجتماعية.

الأكثر قراءة