أين المسؤول في تكريم ذوي الاحتياجات الخاصة؟!

أين المسؤول في تكريم ذوي الاحتياجات الخاصة؟!

عندما تفتح التلفاز أو أي وسيلة إعلامية، وتقع عينك على برنامج لاحتفال أو تكريم أو مهرجان إنساني تأخذك النشوة بالفرح وتتملكك السعادة والسرور، ولا شك سيكون شعورك لحظتها بالتأكيد هو شعور الفخر والاعتزاز بهذه العلاقة بين المسؤولين وأبنائهم الطلاب، بل يتمنى أحدنا أن يشاركهم فرحتهم وتكريمهم في ذلك الجو الاحتفالي.
ففي ذلك الحفل ترى حضورا لمسؤولين كبار، فهنا حضور لمدير إدارة، وفي مكان آخر حضور لوزير التربية والتعليم، أو وكيل وزارة، والهدف طبعا تكريم متميزين، أو ختام عام حافل بالأنشطة، أو رعاية خيرية أو وقفة إنسانية أو مهرجان ترفيهي.
احتفاء المسؤولين التربويين هذا كان بمثابة الدافع لنا بأن نفكر في أي عمل يرسم الابتسامة على شفاه أطفالنا وطلابنا في التربية الفكرية في المدرسة.
أي فكرة تشعرهم بالفرح والسعادة وتدخل البهجة والسرور إلى قلوبهم وأفئدتهم، لظننا أن بأيدينا رهانا رابحا ومضمونا، ألا وهو دعم المسؤولين بالحضور، سواء من ذوي الاختصاص أو من غيرهم، لذا جاءت فكرة إقامة مهرجان ترفيهي ثقافي ختامي للأنشطة اللا صفية لطلابنا طلاب التربية الفكرية.
بدأنا التنظيم وبذلت الجهد وزملائي معلمين وإدارة، لإنجاح ذلك الحفل فقمنا بتوزيع رقاع الدعوة على كل أصحاب الاختصاص ومن له علاقة بالتربية الخاصة سواء من قريب أو بعيد، وأيضا المسؤولين في مركز الإشراف التربوي وإدارة التعليم في الرياض.
اقترب الوقت وجاء يوم الاحتفال، وبدأت الفعاليات، وبدأ أولياء الأمور بالحضور مبكرا ليشاركوا الجميع فرحة أبنائهم، اكتظت المقاعد الخلفية بهم، أما الصف الأمامي خال من أي حضور، وقد وضع على كل مقعد ملصق يحمل اسم الضيف، ومنصبه، وجعلت البقية الباقية من الملصقات لمقاعد أمامية تحمل عبارة (محجوز) تحسبا لأي ضيف أو مسؤول لم توجه إليه الدعوة، وقد يحضر لتأدية هذا الواجب إيمانا منه بأهمية مشاركة هذه الفئة الغالية أفراحهم، وهذا من فرط التفاؤل بحضورهم.
الوقت يدهمنا ويمضي قدما والمقاعد الأمامية ما زالت خاوية... أين هم؟! لماذا لم يحضروا؟! وما السبب ؟!
أسئلة حاولت الهروب من أجوبتها ولم أستطع، رجعت بذاكرتي وقتها لما كنت أراه في التلفاز..وأخذت أحلل وأفكر فخرجت بتفسير وحيد، ألا وهو أن القاسم المشترك لذلك الجمع الغفير من المسؤولين الذين نراه في وسائل الإعلام المختلفة هو حضور الوزير أو أحد نائبيه أو الوكيل أو أي مسؤول في الوزارة مهما كان موقعه، مما يدل على أن بقية المسؤولين يحضرون لأجل ذلك الحضور المهيب، لعل أن يكون له حظ بصورة مع ذلك المسؤول الرفيع أو للوقوف أمام فلاشات الكاميرات.
حقيقة خذلنا أصحاب الاختصاص وخذلنا بعض رؤسائنا، وأصابوا فرحة طلابنا في مقتل، فأين الحديث عن فئة الاحتياجات الخاصة والاهتمام بهم؟!
أين حث المشرفين التربويين وغيرهم من المسؤولين على مشاركتهم الفرح والسرور والأنشطة؟!
أم أن ذلك لا يتأتى إلا بحضور رفيع المستوى من الوزارة كالوزير أو من ينيبه.
هنا أوجه رسالة إلى كل مسؤول تربوي مهما كان موقعه، بأن ما تطالبون به من برامج وفعاليات وأنشطة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة هو محل اجتهاد المعلمين، ويحاول معلم هذه الفئة الغالية جهده من أجل تقديم كل ما فيه فائدة وخير لهم.
ولكن يجب ألا يترك المعلم وحيدا في ذلك، فمن غير المعقول أن يعمل بمعزل عن مسؤوليه المباشرين ومن يطلبون منه الاجتهاد والإخلاص والاحتساب في العمل، وهذا الدعم يتمثل أقله في حضور أنشطة أو احتفالات هذه الفئة من الطلاب، ليروا أن غير واحد يهتم بهم وليس معلمهم وحده، لذا فليس لأي من مسؤولينا العذر !!

[email protected]

الأكثر قراءة