مشاكل لا حصر لها لإعادة الهيكلة في قطاع التأمين
إن ما حصل داخل شركة أليانس للتأمين منذ الأسبوع الماضي، جعل بنية أكبر شركة تأمين في أوروبا، والشركة العملاقة الظاهرة والمترابطة تماماً، تهتز وتتراقص.
ويهتم ميخائيل ديكمان رئيس مجلس الإدارة في الوقت ذاته بثلاثة مشاريع كبيرة أولها نشاط التأمين الألماني بعدد من العاملين يبلغ 40 ألفا. وستتم إعادة الهيكلة بشكل أساسي وتخفيف عدد العاملين. ولهذا السبب، فإن مستخدمي الشركة وعمالها يعيشون حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار.
الشركة الكبرى
وفي إيطاليا تتولى ''أليانس'' نشاطات تأمينية بقيمة نحو57 مليار يورو، من خلال شركة يRAS، حيث أشرفت عليها بحصة بنسبة 55 في المائة. و تحولت أليانس لتصبح أكبر الشركات الأوروبية العملاقة من شركة مساهمة ألمانية إلى ما يسمى شركة أوروبية مشتركة.وينبغي تنظيم هذه الشركة العملاقة بشكل صارم لتصبح ذات كفاءة أعلى.أما أصعب المهام، فهي إعادة تجديد نشاط العمل في ألمانيا بالنظر إلى الهياكل القائمة منذ عقود من السنين.
والحقيقة أن أليانس نشيطة منذ فترة طويلة في أنحاء العالم كافة، إلاّ أن أهم سوق لها كانت ومازالت ألمانيا، حيث شكل النشاط الألماني في العام الماضي ثُلُث الإيرادات، واستطاعت الشركة تحقيق أرباح صافية بلغت 23 مليار يورو.
عملية إعادة البناء
إن إعادة البناء عملية في صلب اهتمامات ''أليانس''، حيث هنالك جهود لدفع مشروعين كبيرين أحدهما نشاط مشترك مع شركة أوروبا المساهمة، والثاني تولّي أعمال شركة RAS بالكامل. وهنالك خطر يتمثل بأن ''أليانس''، ولعدة أشهر أو سنوات ستكون مشغولة بهيكلة نفسها أكثر من انشغالها بنشاطها العملي.ويكمن التحدي هنا بتجنب ذلك، حيث إن الشركة واجهت خلال الفترة الأخيرة ما يمكن تسميته بسوء الحظ متعدد الجوانب.
شركة قابضة
إن الإعلانات عن النشاط العملي المحلي تثير الكثير من الاستفسارات. ويفتقد المحللون لأرقام حول تأثيرات إعادة الهيكلة المتوقعة. ومن تلك الاستفسارات ما يتعلق بالعلاقة بين إعادة البناء والتوزيع والترويج. ويبدو أن فروع التأمين الثلاثة العاملة والمستقلة عن بعضها البعض حالياً، وهي التأمين الصحي، والتأمين على الحياة، والتأمين على الممتلكات سيتم ترتيبها من جديد معاً تحت شركة قابضة.
تنظيم لا مركزي
إن تنظيماً صغيراً ولا مركزياً بعددٍ كافٍ من ممثلي المقاطعات يبتعد تماماً عن التنظيم المركزي القائم بترتيب متدرج ومفهرس بشكل أقوى، أصبح الآن ضرورة حتمية. وإن الأهمية النسبية لتأمين الممتلكات اختفت. وسيستفيد من ذلك كل من التأمين الصحي والتأمين على الحياة.وإن إعادة الهيكلة في ألمانيا أمر صحيح، حيث إن النمو البدائي لشركات تعود أنظمتها إلى 80 عاماً مضت، أصبح أمراً غير مقبول.
مسألة التكاليف
وهناك قطاعات تعاني من ضعف في الكفاءة التي تزيد من التكاليف، حيث إن تكاليف الحاسبات الإلكترونية التي تشكل كتلة ضخمة لدى مقدمي الخدمة المالية مرتفعة وبدون أية ضرورة، بسبب عدم وجود نظام تقني معلوماتي. كما أن جهود الانتقال نحو زيادة أهمية التأمين الصحي والتأمين على الحياة ضرورية للغاية، حيث إن السوق مشبعة ببوالص الحوادث والأضرار التي تنمو بصورة بطيئة ضمن الاقتصاد الكلي.
عقبات داخلية
وفي المقابل، نجد أن التأمين على الحياة، والتأمين الصحي، يستفيدان من أزمة التأمينات الاجتماعية. وعلى الرغم من المبررات الجيدة لتجديد هيكل النشاط التجاري المحلي من جديد، فإن ذلك يمكن أن يصطدم بمعارضات داخلية. وتتعقد هذه الحالة بسبب أن ''أليانس'' لم تبدأ عملية إعادة البناء في وقت مبكر. ومن هنا تبرز قوة الاستمرارية ومقاومة التغيير.