"الطيران الفرنسي" يؤمن أسطولا جويا لمواجهة انبعاث الغازات الملوثة
كشف سيريل سبينتا، الرئيس العام والمدير التنفيذي للخطوط الجوية الفرنسية في مؤتمر صحفي عقده أخيرا أمام 200 صحفي اجتمعوا في باريس عن إجراءاتٍ طوعية ستتخذها الناقلة الفرنسية بهدف تخفيض آثار انبعاث مادة ثاني أكسيد الكربون في الجو. وتتضمن هذه الإجراءات استثمارا في تأمين أسطولٍ جديد يكون أكثر فاعليةً في هذا المجال. كما تتضمن مشروع تخفيض وزن الأجهزة المستخدمة على متن الطائرات، إضافةً إلى تبني مشروع تحريجٍ ضخم في جزيرة مدغشقر.
وقال سبينتا: "يمكن لشركات النقل الجوي أن تحول مسارها بين الهند والولايات المتحدة على سبيل المثال إلى محور آخر غير المحور الأوروبي، كأن تختار محاور دبي والدوحة والكويت العاصمة. فيأتي هذا التحويل بالإفادة إلى هذه المناطق الخليجية".
وأضاف أن شركات الطيران في المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج قد تستفيد من مشروع الاتحاد الأوروبي لجهة تضمين حركة النقل الجوي في مخططاتها التجارية المتعلقة بإصدار الغازات الملوثة.
وقال إن الاقتراح بشكله الحالي لا يخفض من أثر ثاني أكسيد الكربون الناجم عن حركة النقل الجوي لكنه قد يحول مسار خطوط السفر من القارة الأوروبية نحو دول الخليج.
تجدر الشارة إلى أن النقل الجوي مسؤول عن 2.65 في المائة من إصدار ثاني أكسيد الكربون أي ما يعادل 760 مليون طن سنويا. حسبما أكده سبينتا عن بيانات اللجنة الحكومية المشتركة المختصة بمسائل التغييرات المناخية. فإن كل طن من الوقود المحروق يوازي انبعاث 3.15 طن من ثاني أكسيد الكربون في الجو. وقال إن كمية 130 مليون طنً ـ أي ما يعادل نسبة 0.5 في المائة - من الإصدارات الملوثة ناتجة عن حركة النقل الجوي إلى خارج أوروبا.
ويعد سبينتا شركة الطيران الجوي الفرنسية مناصرة للمشروع الأوروبي بحال تم تنفيذ هذا المشروع "بشكل تدريجي وعملي وبأسلوب واقعي" بعيدًا عن "الحلول المكلفة التي يصار إليها وكأنما سعر المحروقات العالمي لم يرتفع قط".
وقال "صدقوني، حتى إن تجاوز سعر الوقود نسبة الثلث من الكلفة الإجمالية، لا يكون هناك من داع لزيادة الضرائب لتأمين الاستمرارية لشركات الطيران". وأضاف أن زيادة الضرائب من شأنها أن تؤخر الاستثمارات اللازمة لاستمرار شركات الطيران وحسب. مضيفا "إن تحديث أسطول الشركة بين عامي 2000 و2006 أدى إلى تخفيض معدل استهلاك الوقود بنسبة 12 في المائة للراكب الواحد. إذ إن معدل استهلاك هذا الأسطول للوقود كان يصل في عام 2006 إلى 3.95 لتر للراكب الواحد عن مسافة 100 كيلومتر. وقد تم التعهد في الأمس على أن تخفض هذه النسبة إلى 3.7 ليتر بحلول عام 2012. إن طائرات الجيل الجديد كطائرة النقل العملاقة إيرباص A380 أو طائرة البوينج 787، تحتاج إلى أقلّ من ثلاثة ليترات وقود للراكب الواحد عن مسافة 100 كيلومتر. ثم إن الطائرة A380 تتيح الفرصة أمام الشركة لنقل العدد نفسه من المسافرين لكن مختصِرةً بهذا عددَ الرحلات.