باحثون من الجنسين يملأون القاعات علما بكل اللغات
باحثون من الجنسين يملأون القاعات علما بكل اللغات
لمن يتعجل رؤية مدينة المعرفة قبل موعدها بعشرة أعوام، عليه فقط أن يتوجه إلى منتدى "نور" المقام في أحد أكبر الفنادق شمال غرب المدينة المنورة، ليعيش ما يعتقد أنه إطلالة الضوء الأولى لمدينة المعرفة الاقتصادية.
فروق بسيطة بين النموذجين، إذ إن المدينة التي ستقام في المستقبل على مساحة تقدر بنحو خمسة ملايين متر مربع، تقع على بعد خمسة كيلو مترات من الجهة الشرقية الجنوبية للحرم النبوي، في حين يقبع المنتدى الحالي في مساحة 500 متر مربع، متضمنا مراكز علمية و إعلامية، ويبعد مسافة أكبر عن الحرم النبوي في عكس اتجاه المدينة الأصلية.
ورغم هذه الفروق الجغرافية، فإن العديد من المدعوين والمسؤولين يرون في المنتدى الذي انطلقت أعماله صباح أمس، مشهدا مهما من مشاهد المدينة الموعودة بالعلم والمعرفة، إذ يتوزع نحو 100 من العلماء والباحثين على أركان المنتدى، ما بين جلسة رئيسة تضم كوكبة منهم، مع جمهور عريض من المستمعين، والذين يملكون حق الاستماع بالعربية مع تلك الأجهزة الناقلة لأصوات المترجمين، أو في جلسات جانبية لاختصاصيين يفضلون الحديث بلغة العلم الذي يجمعهم، أو في ركن آخر لمؤتمر صحافي يفسر جوانب الحديث التي تمت مناقشتها، ويجمع علماء مختلفي الاتجاهات و العلوم.
علماء وباحثون من الجنسين، وجدوا متعة عظيمة بدت واضحة من مقدمات حديثهم، وهم لا يصدقون أنهم يطلقون علومهم في المدينة المنورة، ويظهرون فرحتهم بذلك، وهم القادمون من أعرق الجامعات الغربية والمؤسسات العالمية الضخمة في البحوث و الدراسات، تقول الدكتورة فاطمة خان المتحدثة في الرعاية الصحية: "إنها سعيدة جدا بكونها في المدينة لتلقي بحثها وورقتها، مبدية استعدادا دائما للحضور لهذا الشأن بعد أن كانت قد حضرت سابقا في عام 1997 للحج"، وتبدي رأيها في الخطوة العلمية لمنتدى المعرفة بالقول: "إنها ستكون ذات أثر عظيم".
مشهد جديد ذلك الذي يرى في منتدى "نور" مع كمية العلم المعروض، وحداثة المشهد الذي يجمع الرجال والسيدات المهتمين بالجوانب العلمية والاستثمارية جنبا إلى جنب مع العلماء والباحثين، وتلك الأجهزة المتقدمة في القاعات تختصر المسافات، وتعطي تعدد الخيارات للمتلقي والمحاضر على وجه المساواة.