.. وقراصنة الأفلام يدخلون على الشباب من أبواب المقاهي
على قرار الاعتداء على برامج الكمبيوتر فقد دخل على الخط قراصنة جديد في عالم التكنولوجيا يقومون بنسخ الأفلام السينمائية والمسرحيات، ومن ثم ترويجها في المواقع الأكثر حضورا لدى الشباب وعلى رأسها مقاهي "المعسل" و"الشيشة" الواقعة شرقي العاصمة، ضاربين بحقوق الملكية الفكرية عرض الحائط.
فأمام بوابات المقاهي التي تعود مرتادوها على منظر طاولات عرض الأفلام المقرصنة وجدنا ثلة من الشباب يتجمعون حول ألبوم ضخم من الصور وتتعالى أصواتهم بأسماء أفلام مشهورة وعدد النسخ المطلوبة، والمقرصنون يطلقون البسمات وهم منهمكون في تسلم قيمة جريمتهم بأسعار بخسة تراوح بين 5 و 10 ريالات دون رقيب أو حسيب.
هؤلاء القراصنة يختارون أوقاتا متأخرة من الليل لعرض بضائعهم بدءا من الساعة العاشرة ليلا إلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل بعيدا عن عين الرقيب، إذ من غير المتوقع أن تطولهم الحملات التفتيشية في تلك المواقع البعيدة وفي ذلك الوقت المتأخر من الليل، كما أنهم لم يكتفوا بالاستيلاء على الأعمال السينمائية من أفلام ومسرحيات وغيرها، بل إنهم يعرضونها بطريقة أكثر علانية من خلال تشغيل الفيلم المنسوخ المراد شراؤه باستخدام أجهزة تشغيل أقراص DVD لعرض تفاصيل الفيلم وإثبات قدرتهم البارعة على النسخ "السرقة" باحترافية.
يقول أحد عارضي هذه الأفلام المنسوخة إنه يعمل في هذا المكان ـ أمام مقهى ومنتزهات الشلال ـ تحديدا منذ أكثر من ثمانية أشهر، ولم يمنعه أحد، كما أنه لم يتعرض لأي من المطاردات التي تشنها الجهات المعنية لمحاربة القرصنة.
وأضاف قائلا: "اتجهت لهذا العمل لتحقيق دخل مادي إضافي والاستفادة من فرصة الطلب على هذا النوع من الأفلام لدى الشباب، خاصة من عشاق الأفلام السينمائية الأجنبية والعربية من الذين يرتادون هذه المواقع بكثرة".
ويعترف الشاب ـ وهو في العشرينيات من عمره ويبدو على هيئة أنه سعودي ـ أن ما شجعه هو وغيره على ممارسة هذا العمل مع إقراره التام أنه مخالف للنظام هو تجاهل الجهات المعنية لبعض محال الـ DVD التي تنسخ وتبيع الأفلام أمام أعين وزارة الإعلام فيما لا تتخذ الأخيرة ضدهم أي إجراء، "بل إن تلك المحال تبيع ما لا يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا".
وتابع حديثه: "الناس يقبلون على الرخيص، وأغلب زبائني من الشباب، حيث نتحمل التعب والسهر ليالي طويلة أمام شاشة الحاسوب لنسخ هذه البرامج، بل أن في كثير من الأحيان نستعين بمتخصصين في البرمجيات في إعادة التصرف في الأفلام وحذف اللقطات الإباحية".
وأمام البوابة الأخرى من المقهى يتحدث مروج آخر للأفلام المنسوخة بقوله: "إنه يعمل هنا منذ فترة طويلة وهو يعلم تماما أن هذا العمل محاط بالمخاطر"، مشيرا إلى مصدره الأول الإنترنت، والاستعانة في بعض الأحيان بمحال بيع الـ DVD التي يديرها بعض الآسيويين لمساعدته في نسخ الأفلام والمسرحيات القديمة، أو الأفلام السينمائية، وكذلك أفلام كرتون الأطفال، كما لا يخلو الوضع من وجود منافسة بين هؤلاء المقرصنين في الفوز بعرض الأفلام الجديدة، حيث تتوافر لديهم قوائم هائلة من الأفلام المنتجة أخيرا.
من خلال الحديث مع هؤلاء القراصنة يتضح تماما أنهم لا يخشون أبدا دهمهم من قبل الجهات المعنية، حيث دفعهم هذا الاطمئنان إلى نثر عبواتهم التي تحتوي على آلاف الأقراص على طاولات تمتد لعدة أمتار أعدت لهذا الغرض.