خوادم "البروكسي" منفذ جوازات مستخدمي الإنترنت
خوادم "البروكسي" منفذ جوازات مستخدمي الإنترنت
يعد "البروكسي" جواز سفر مستخدم الإنترنت نحو العالمية، فمن خلاله يجوز له السفر خارج عالمه الحقيقي إلى عالم افتراضي، والتنقل بين المواقع وتصفحها بيسر وسهولة، فالكثير من الشبكات الداخلية ومزودو خدمات الإنترنت يستعملون بوابة جواز للعبور، وهو تصريح للمستخدم بالدخول إلى الإنترنت، فهي عبارة عن حلقة وصل بين المستخدم والإنترنت.
ويهدف البروكسي إلى عمل حماية المستخدم ومواقع الإنترنت، بتعريف كليهما، إذ يعمل البروكسي كجدار ناري، ويقوم بتوصيل ومشاركة صفحات الإنترنت، كما يعمل كذاكرة مؤقتة ومخبئة Caching Memory.
وبالرجوع إلى الأهداف، يعد البروكسي إحدى وسائل الأمن والأمان باستخدامه الجدار الناري الذي لا غنى عنه، حتى في الشبكات الداخلية التابعة للشركات الكبرى أو الصغرى وحتى المنازل، إذ يعمل هذا الجدار الناري على سماح المستخدم بإرسال طلباته على الإنترنت، والعكس غير صحيح إلا بتصريح، وما يميز هذا الجدار أنه يمكن عملا كمرشح أو ما يسمى بـ"الفلتره"، وذلك بحجب مواقع الإنترنت الممنوعة وفق معايير هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في بلدان العالم كافة.
بشكل تقني بحت، فإن الجدار الناري يختلف عن خادم البروكسي، فكثيرا ما يقوم مسئولو الشبكة بترتيب وتشغيل أجهزة وإعدادات الجدار الناري بصورة منفصلة عن أجهزة وإعدادات خادم البروكسي، فخوادم البروكسي نُظمت على أساس أنها أجهزة خروج "Gateway Devices " لديها أكثر من بطاقة شبكية واحدة لدخول الإنترنت والخروج منها، وبناء على ذلك، فإن الأمر يصبح أفضل اقتصاديا لو تم إضافة الجدار الناري هناك.
أما ما يهدف له البروكسي ثانيا هو التنقل والمشاركة بصفحات الإنترنت، حيث هناك أجهزة مخصصة للبروكسي، فهناك الكثير من البرامج قد ظهرت في الآونة الأخيرة للمشاركة في الاتصال بالإنترنت عن طريق الشبكات المنزلية بالتنسيق مع مزودي خدمات الإنترنت، ولكن في الشبكات المتوسطة والكبيرة فإن الاختيار يتجه إلى خوادم البروكسي الخاصة، لأنها توفر خيارا اقتصاديا أفضل واعتمادية أكثر للمشاركة في الاتصال بالإنترنت. في هذه الطريقة، فإن كل جهاز في الشبكة يتم ربطه بخادم البروكسي الذي بدوره يتصل بالعالم الخارجي عن طريق الإنترنت.
ويعتمد البروكسي ثالثا على الذاكرة المخبئة " caching "التي تفيد في عملية السرعة وظهور المعلومات. فهناك ثلاثة وسائل تستطيع من خلالها خوادم البروكسي تحسين نوعية الخدمة عن طريق الذاكرة المخبئة " caching " .
الوسيلة الأولى وهي ذاكرة مخبئة توفر المساحة المتاحة للنقل بصورة أفضل في الشبكة، أما الوسيلة الثانية فهي أن الذاكرة المخبئة تقلل من الوقت اللازم لتحميل الصفحات من الإنترنت على أجهزة الحاسب التابعة للمستخدم والمستفيد، أما الوسيلة الثالثة فهي من خلال الذاكرة المخبئة فإن صفحات الويب تكون موجودة على خادم البروكسي حتى إذا تم توقف عمل المصدر الرئيس.
يتساءل الكثير كيف يمكن للذاكرة المؤقتة والمخبئة عمل كل هذا؟. ببساطة عندما تقوم صحيفة "الاقتصادية" بتحديث موقعها على الإنترنت الساعة الخامسة صباحاً، وهناك أول شخص يقوم بزيارة الموقع عند الساعة الخامسة ودقيقة واحدة، فإنه سينتظر مدة تحميل البيانات الجديدة كاملة، ومنها الصور والصفحات والكلمات والبنرات الإعلانية والإعلامية. الفكرة هنا بأن الشخص انتظر المدة كلها لتحميل الصفحات من موقع صحيفة "الاقتصادية" من خلال البروكسي الذي تم حفظ الصفحات والصور فيها، بينما يقوم شخص آخر عند الساعة 5 ودقيقتDن بفتح الصفحة المحدثة، فتحميل الصفحات يكون مباشرة من خادم البروكسي مباشرة بشكل سريع، بما يأخذ نصف المدة أو أقل في التحميل عن الشخص الزائر الأول.
وللعودة إلى الأسباب، فعندما قام الشخص الأول بزيارة موقع صحيفة "الاقتصادية"، فإن صفحات الموقع قد تم خزنها في الذاكرة المخبئة، وعندما أراد الشخص الثاني زيارة الموقع، فإن صفحات الموقع قد تم أخذها من الذاكرة المخبئة، ولذلك فإن عملية تنزيلها تصبح أسهل وأسرع.
وقد يتوقع البعض أن خوادم البروكسي المسCولة عن المئات أو الآلاف من أجهزة المستخدمين على الويب قد تسبب حصول زحمة شديدة على الشبكة، ولذلك، فإنه بالإضافة إلى قوة معالجات الخوادم والذاكرة القوية، فإن مسؤولي الشبكة قد يقررون أن يضعوا أكثر من بروكسي واحد لتقليل الزحام في الشبكة. فسلسلة البروكسي تصنع طبقات متعددة للاستفادة من الذاكرة المخبئة، وأيضا فإن أجهزة المستخدمين تتصل بصورة مباشرة بطبقة الذاكرة المخبئة الأولى، وإذا كانت صفحة الويب غير موجودة على خادم البروكسي في الطبقة الأولى، فإن أمر طلب الصفحة ينتقل إلى طبقة الذاكرة المخبئة الثانية، وهلم جرا. فكل هذه النقلات والبحث في خوادم البروكسي يؤدي إلى بطء في التصفح.
ولكن أهمية الذاكرة المخبئة ذي السلاسل والطبقات المتعددة في خوادم البروكسي تعتمد بصورة كبيرة على نمط النقل أو الزحام في الشبكة. ولكن في أسوأ الحالات، فإن كل أجهزة المستخدمين ستزور صفحات على الويب مختلفة تماما من جهاز إلى آخر، وفي هذه الحالة فإن البروكسي يصبح بلا فائدة، بل يصبح عبئا على حركة النقل في الشبكة.
الجدير ذكره أن الذاكرة المخبئة التابعة للبروكسي تختلف عن الذاكرة المخبئة التابعة للمتصفح، وأن المتصفحات تقوم بصورة أوتوماتيكية بحفظ صفحات الويب في الذاكرة المخبئة التابعة لجهاز المتصفح للموقع، في حين أن البروكسي يقوم بحفظ الصفحات في الذاكرة المخبئة التابعة للخادم.