TCP/IP بروتوكول يتوافق مع الأجهزة المتصلة بالإنترنت كافة
تعد لغة الاتصال والتواصل ركيزتين مهمتين لنقل المعلومة من وإلى الأطراف المتصلة بالشبكات. فالاتصال يعبر عن عملية هادفة لنقل المعلومات، والأفكار والمهارات والاتجاهات، من شخص إلى آخر. أما التواصل فهو يمثل الغرض والوظيفة الأساسية للغة، ومن خلاله يتبادل الأشخاص المعلومات ويوجهون أو يؤثرون في بعضهم بعضا، وكذلك يعبرون عن مواقفهم ومشاعرهم مهما اختلفت اللغات والجنسيات. هذا ما نتعايشه في واقعنا الافتراضي. ولو أردنا استخراج معنى "لغة" في الاتصال والتواصل، لرأينا بأن مفهوم TCP/Ip هو لغة متفق عليها بين مستخدمي الإنترنت للاتصال والتواصل فيما بينهم وبين الأجهزة المستخدمة لدخول الإنترنت.
الكثير من مستخدمي الإنترنت حتما قد مر عليهم مصطلح TCP/IP، ولكن كثيرا من هؤلاء المستخدمين لا يعيون معنى هذا المصطلح! وما فائدته؟ وما دور المستخدم اتجاه هذا المصطلح؟
رجوعا للخلف، يعود القول إن مصطلح TCP/IP هو "بروتوكول Protocol"، والمعلوم عالميا أن البروتوكول هو عملية تبادل استراتيجي مبني على قواعد وأسس ثابتة، فبكل بساطة تستخدم الإنترنت في عملها على بروتوكول من خلال عملية تبادل المعلومات بين أجهزة الحاسب الآلي المتصلة بها، مهما كان نوع أنظمة التشغيل في تلك الأجهزة المتصلة بها سواء كانت "ويندوز" أو "لينكس" أو "آبل" أو غيرها، والمقصود بتبادل المعلومات هو إرسال واستقبال "حزم المعلومات" من الهدف إلى المستخدم والعكس. بشكل عام يستخدم الإنترنت في اتصاله بين الأجهزة على عدة "بروتوكولات"، منها ما هو المشروع والافتراضي لكثير من المستخدمين وهو بروتوكول" TCP/IP " والذي يعتمد على توحيد لغة الاتصال والتواصل بين الأجهزة، رغم أن أجهزة الحاسب الآلي حول العالم غير موحدة في طريقة صنعها أو تشغيلها، وكونها أيضا تعمل بلغات ونظم تشغيل مختلفة، فعلى سبيل المثال نظام "ويندوز" ونظام "يونكس" ونظام "ماكنتوش" وغيره من الأنظمة التي يمكن اتصالها بشبكة الإنترنت.
إن مصطلح TCP/IP هو اختصار لــ " Transmission Control Protocol/ Internet Protocol " وهو واقعيا يعتبر "بروتوكولين" مختلفين لكنهما يعملان معا دوما في أنظمة شبكة الإنترنت، ولهذا السبب أصبحا مقبولين لأن يوصفا بأنهما نظام واحد، وعادة ما يتطلب تشغيل هذا البروتوكول وجود أجهزة "Hardware" وبرامج "Software" مستقلة، مما يعني أن أي شخص يمكنه الاتصال بالإنترنت ويشارك في المعلومات مستخدما أي نوع من أجهزة الحاسب الآلي ستعمل أجهزة TCP/IP على تحويل البيانات إلى اللغة التي يفهمها المتلقي.
ويقوم بروتوكول "TCP" بتحديد كيف سيتم تجزيء المعلومات إلى رزم وإرسالها عبر الإنترنت، وأيضا تحديد طريقة تجزئة الرسائل "messages" أو المستندات "documents" لتصبح بشكل ملفات أو رزم صغيرة "Packets" بحيث يتم إرسالها بأسرع الطرق من خلال الشبكات المختلفة على الإنترنت تحمل العنوان نفسه "وهو عنوان المتلقي". حيث يتكون كل "باكيت" من 1 إلى 1500 "بت"، بما فيها عنوان الحاسوب المرسل والحاسوب المستقبل. وترسل تلك الرزم مستقلة عن بعضها بعضا من حاسوب إلى آخر، بأي اتجاه من أجل تفادي العوائق، وكذلك بأي سرعة متوافرة .
هناك بعض أجهزة الحاسوب التي تسمى موجه "Router"، تستعمل "البروتوكول IP " لكي تقوم بتحريك رزم المعلومات في اتجاهاتها الصحيحة. باعتبار أن كل رزمة لها عنوان "IP" خاص بالحاسوب الذي أرسل تلك الرزمة، وكذلك عنوان "IP" بالحاسوب المرسلة إليه تلك الرزمة.
ويلاحظ أن لكل حاسوب عنوان "IP" خاص به وهو يتكون من أربعة أرقام تفصل بين كل رقم وآخر نقطة، ونظرا لصعوبة تذكر هذه الأرقام، فقد تم اعتماد أسماء موازية لها، هذه الأسماء أسهل للحفظ، كما أنه يمكن أن يكون لها مدلول معين، سواء كان تجاريا أو تعليميا أو حكوميا أو غيره، وعندما تكتب اسما لحاسوب ما، وهو في الواقع عنوانه، فإنه في الواقع يترجم إلى اسمه الرقمي الأساسي.
وكما يحدث في البريد العادي، فإن الرسائل تأخذ وسائل توصيل متعددة، منها الطائرات أو القطارات أو السيارات وغيرها، ولذا فإن تلك المظاريف ستأخذ طرقا متعددة للوصول إلى ذلك الصديق. عندما تصل المظاريف إليه يقوم بإزالة المظروف ويبدأ بتجميع قطع الصورة حسب الأرقام، وإذا ما فقد أحدها في الطريق يعود ليسألك أن ترسلها مرة أخرى .
لذلك تعد هذه العملية مشابهة لطريقة ما يحدث في الإنترنت من حيث إرسال المعلومات خلاله. وهذا يعني أنه لا توجد ضمانة بأن جميع المعلومات ستصل في الوقت نفسه، ولذا فإنه يعمل على أن يعاد ترتيب رزم المعلومات بالشكل السليم، وذلك لإعادة تكوين المستند في وضعه الأصلي نفسه، وهذا تماما هو ما يقوم به "بروتوكول TCP .
ومما يميز بروتوكول TCP/IP أن جميع أساليب العمل تعتمد عليه خلال عملها على الإنترنت، وعلى أساس هذا "البروتوكول" تأسست "بروتوكولات" أخرى كونت عائلة واحدة من خلال بروتوكول TCP/IP ، من أهمها: SMTP وهو بروتوكول للتحكم في طريقة إرسال واستقبال البريد الإلكتروني، وبروتوكول FTP الذي يعمل على نقل الملفات بين أجهزة الكمبيوتر، وأخيرا بروتوكول HTP الذي يعمل على تنظيم البث إرسال المعلومات إلى صفحات الإنترنت .
يذكر أن بروتوكول "TCP/IP " الذي تم ابتكاره عام 1970 كان جزءا من أبحاث مؤسسة "DARPA" التي أنشئت لتوصيل أنواع مختلفة من الشبكات وأجهزة الحاسوب، وكان تمويل هذه المؤسسة عاما من أجل تطوير هذا البروتوكول، ولذلك فإنها تتصف بعدم تبعيتها لأحد، والنتيجة أنها أصبحت ملكا عاما، وبالتالي لا يمكن لأحد ادعاء الحق باستخدامها له فقط.