منهجية توسع ((طيبة))تعتمد على العنصر البشري

منهجية توسع ((طيبة))تعتمد على العنصر البشري

منهجية توسع ((طيبة))تعتمد على العنصر البشري

كشف عبد الله الزيد الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لـ "طيبة القابضة"، فيما يتعلق بمنهجية التوسع للشركة الأكبر في منطقة المدينة المنورة عن أن العنصر البشري هو الدعامة الأساسية لمشاريع واستثمارات "طيبة القابضة" لافتا إلى أن "طيبة" تنوي الاستفادة من الكوادر البشرية ذات الكفاءة العالية لمشاريعها المقبلة، حيث تتبنى "طيبة" سياسات ومفاهيم الجودة وفي طليعتها التدريب المستمر لمنسوبيها.
وحول تناسب سعر سهم "طيبة" مع حجمها في السوق أكد الزيد أن سوق تداول الأسهم لا علاقة لها في الغالب بين أداء الشركة والسعر السوقي لسهمها, لافتا إلى أن هناك شركات خاسرة يتم تداول أسهمها بكميات كبيرة جدا وأسعار مرتفعة، في حين أن هناك شركات رابحة لا تحظى لا بهذا الحجم من التداول ولا بتلك الأسعار المرتفعة، مشيرا إلى أن تقييم سهم "طيبة القابضة" هو أعلى بكثير من سعر السوق سواء نتيجة لزيادة الأرباح أو الزيادة في حقوق المساهمين أو لنمو استثماراتها في الشركات الشقيقة والتابعة أو لجهة منهج الحوكمة المتقدم الذي تنتهجه.
وحول العلاقة بين ما ينفق كتأدية لفرض الزكاة من جانب الشركات وما ينفق كمسؤولية اجتماعية, تساءل الزيد بدوره حول رأي مصلحة الزكاة في اعتبار ما تصرفه الشركات في مجال المسؤولية الاجتماعية جزءًا من الزكاة؟ مشيرا إلى أن "طيبة" سبق أن حاولت في ذلك ولم توافق المصلحة... وإلى بقية الحوار:

كيف انبثقت فكرة "طيبة" ومن صاحب الفكرة؟
انبثقت فكرة تأسيس "طيبة" من الدراسات التي أمر بإجرائها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – والخاصة بتطوير المدينة المنورة لتسهم مع الدولة في برامج تطوير المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي الشريف بصفة خاصة ومنطقة المدينة المنورة بصفة عامة، وذلك وفق توصية اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها لمتابعة هذا الغرض، وبمتابعة وإشراف الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز – رحمه الله رحمةً واسعة – وبتضافر جهود المواطنين ورجال الأعمال مع جهود الدولة نشأت هذه الشركة.

ما المجالات التي عملت بها طيبة ابتداء؟
حيث كانت المساهمة بفاعلية وقيادة تطوير المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي الشريف في مقدمة أهداف "طيبة" واهتماماتها فقد كان أول مجال باشرت فيه طيبة دورها التنموي في المنطقة هو شراؤها أكبر قطع الأراضي في المنطقة المركزية وقيادتها عملية التطوير العقاري في المنطقة المركزية في المدينة المنورة، حيث أصبحت أول وأكبر المطورين الفاعلين في المنطقة المركزية واستطاعت تطوير ما يزيد على 500 ألف متر مربع في المنطقة المركزية من المشاريع العمرانية سواء التي تم تنفيذها أو تلك التي تحت التنفيذ أو التي يجرى استكمال متطلبات تنفيذها والتي آلت ملكيتها أخيرا إلى شركة العقيق للتنمية العقارية الذراع العقارية لـ "طيبة القابضة".

نرجو تسليط الضوء على مراحل التوسع؟
مرت "طيبة" بمراحل عديدة للتوسع في أعمالها حتى أصبحت بهذا الكيان الكبير، حيث كانت هذه المراحل من أهم المراحل التي استطاعت أن تؤسس فيها "طيبة" الشركات التابعة لها والشركات الشقيقة وقد بلغت استثمارات "طيبة القابضة" في تلك الشركات أكثر من ثلاثة مليارات، وتتنوع استثمارات طيبة القابضة في العديد من المجالات والأنشطة بين عقارية وسياحية ومعلوماتية وصناعية وزراعية إضافة إلى شركات خدمات تسويق العقار وإدارته وتشغيله وصيانته وخدمات الاستشارات والتدريب... إلخ .
وقد كان نتيجة التوسع في هذا التوجه الاستراتيجي الذي تبنته "طيبة" - المبني على التنوع في الاستثمار- أن أصبحت "طيبة" متعددة النشاطات والاستثمارات مما جعلها تتجه نحو التحول إلى مجموعة قابضة تكون مهامها الإشراف المباشر على استثماراتها في الشركات التابعة والشقيقة لها والتركيز على دراسة فرص الاستثمار الجديدة واغتنام المجدي منها.

يواجه أي عمل بمجموعة عقبات, ما أصعب العقبات التي واجهتكم؟
الصعوبات والعقبات جزء طبيعي من أي عمل خاصة إذا كان بحجم الإنجازات التي حققتها طيبة وقد واجهت طيبة الكثير من العقبات والصعاب التي كانت بصفة عامة تنقسم إلى قسمين, قسم يتعلق بالتعامل مع القطاع العام وما يكتنفه من فساد أو لا مبالاة أو روتين قاتل وقسم يتعلق بالأدوات والموارد اللازمة للاستثمار على اختلاف أنواعها والتي كان أبرزها بالنسبة إلى "طيبة" ما واجهته في بداية أعمالها خلال فترة إنشاء مشاريعها العمرانية التي كانت تحتاج إلى جهد كبير وسيولة مالية ضخمة، حيث كانت هذه المشاريع تفوق بكثير رأسمال طيبة آنذاك وبالرغم من ذلك استطاعت "طيبة" في ذلك الوقت إنشاء مشاريعها العقارية في المنطقة المركزية البالغة تكلفتها أكثر من 1.5 ألف مليون ريال برأسمال قدره 750 مليون ريال دون أن تلجأ إلى الاقتراض, الأمر الذي أثرى تجربة "طيبة" في مجال حسن إدارة موارد الشركة والأساليب المتميزة لها في التمويل الذاتي لمشاريعها وبرامج التنمية العقارية التي اتبعتها إلى أن تمكنت "طيبة" من تخطي هذه الفترة، والآن وبعد مرور 20 عاما من مسيرة "طيبة" فإنها تفخر بما تحقق، حيث إن "طيبة" لم تسجل أي خسائر في أي من نتائجها المالية السنوية الماضية منذ تأسيسها ولله الحمد.

كيف استطعتم تجنيب "طيبة" الخسائر طيلة الـ 20 سنة الماضية رغم الظروف التي مرت بكم في مراحل الإنشاء والتشييد؟
هذا يعود أولا إلى توفيق الله سبحانه وتعالى ثم نتيجة للتخطيط السليم الذي انتهجته "طيبة" لتحقيق أهدافها، كما أنه وإيمانا من "طيبة" بأهمية التخطيط الاستراتيجي وبأنه لم يعد خيارا لـ "طيبة" بقدر ما هو منهج عمل متواصل فقد دأبت على وضع الخطط الاستراتيجية القابلة للتطبيق على أرض الواقع والقابلة للتطويع والتعديل في حال ظهور مؤثرات خارجية قد تتغير فجأة، إضافة إلى عدم الدخول في مشاريع استثمارية إلا بعد التأكد من ثبوت جدواها الاقتصادية بالتحقق وإعادة النظر في الدراسات التي يتم إعدادها بهذا الخصوص.

حرصتم على الريادة وحققتم الكثير من تطلعاتكم, ماذا بقي من أهدافكم لم يحقق؟
الحمد لله استطاعت "طيبة" أن تحقق الريادة من خلال رؤيتها المتمثلة في (الريادة في الاستثمار)، أما عن الأهداف التي تتطلع "طيبة" إلى تحقيقها فهي سلسلة من الأهداف التي لن تنتهي طالما أن "طيبة" القابضة ماضية في الاضطلاع بدورها في تنمية الاقتصاد الوطني وخدمة المجتمع مواكبة بذلك كل ما يطرأ من مستجدات اقتصادية محلية ودولية، خاصة وأن "طيبة" شركة متعددة الأغراض متنوعة المجالات متباينة الأهداف غايتها التنمية بمفهومها الشامل ووسيلتها الاستثمار بأدواته وأساليبه الناجحة، وهنا يسرني أن أشير إلى أن هناك عدة برامج استثمارية جديدة ورائدة سيتم إطلاقها خلال الفترة المقبلة.

هل لنا أن نعرف تاريخ الإعلان عنها؟
العديد منها سيتم الإعلان عنه أو تدشينه خلال هذا العام ـ إن شاء الله تعالى ـ.

ما استراتيجيتكم المستقبلية في إدارة الشركة خاصة بعد تحويلها إلى قابضة؟
تنتهج "طيبة" منذ تأسيسها نهجاً إدارياً مميزاً يستشعره الموظف في "طيبة" منذ التحاقه بها، وقد واصلت طيبة هذا النهج والمحافظة عليه حتى أصبح جزءا من ثقافة "طيبة" مع مواكبة ما يطرأ من تقنيات وأساليب ومفاهيم إدارية حديثة لتحسين وتطوير طريقة أداء العمل، ولأن التحويل يعد توجها استراتيجيا للسنوات المقبلة وداعما مباشرا ومركزا لما وصلت إليه "طيبة" في الحقبة السابقة من مسيرتها، وبما أن الشركات التابعة والشقيقة ستتولى الممارسة المباشرة لأنشطتها فإن الاستراتيجية المستقبلية ستركز على الإشراف والمتابعة الأمر الذي يعطي "طيبة" فرصة التفرغ وتوجيه قدراتها وخبراتها للتركيز على الفرص الاستثمارية الجديدة دون التخلي عن دورها في دعم الموارد اللازمة لتلك الشركات بجميع أوجه الدعم، حيث أنشأت "طيبة" إدارة متخصصة لمتابعة ومراقبة أداء الشركات الشقيقة وتقييمها بشكل دوري.

توسع الشركة يحتاج إلى كثير من الكوادر المؤهلة والمحترفة في العمل, هل لديكم نية في استقطاب كفاءات كبيرة من شركات عملاقة؟
لـ "طيبة القابضة" منهجية في هذا الأمر تنبثق من الإيمان الراسخ أن العنصر البشري هو الدعامة الأساسية لمشاريع واستثمارات طيبة القابضة، حيث تتبنى "طيبة" سياسات ومفاهيم الجودة وفي طليعتها التدريب المستمر لمنسوبيها، وفق برنامج عمل يحقق أكبر عدد من ساعات التدريب، كما يؤمن لـ "طيبة القابضة" والعاملين فيها أداءً احترافياً متميزاً، في ظل ظروف وبيئة عمل مثالية ونظام إداري متميز، وبالتالي فإن نتائجه ظهرت من خلال العنصر البشري المتميز الذي أوصل "طيبة القابضة" إلى ما وصلت إليه ـ بحمد الله ـ أما بالنسبة إلى نية الاستقطاب فهو أمر يعود إلى ظروف كل مرحلة من مراحل التوسع، وقد تمكنت "طيبة" من استقطاب العديد من الكفاءات الكبيرة التي تفتخر بانضمامها إليها كما تمكنت من تكوين قاعدة بيانات للمتقدمين للعمل بها يتم الرجوع إليها وقت الحاجة لتعين من تحتاج إليه "طيبة القابضة" أو أي من الشركات التابعة لها.

نمو أرباح طيبة مطرد إلا أن سعر السهم لا يرضي طموحات مساهميها, هل لديكم آلية لعلاج هذه القضية؟
إذا أردنا أن نكون منصفين وواقعيين فإنه في سوق تداول الأسهم لا علاقة في الغالب بين أداء الشركة والسعر السوقي لها وهذا ما أكده ويؤكده باستمرار المتخصصون والمراقبون، فإذا أمعنا النظر فإننا نجد أن هناك شركات خاسرة يتم تداول أسهمها بكميات كبيرة جدا وأسعار مرتفعة، في حين أن هناك شركات رابحة لا تحظى لا بهذا الحجم من التداول ولا بتلك الأسعار المرتفعة، وعلى أية حال فإن تقييم سهم "طيبة القابضة" في رأينا, هو أعلى بكثير من سعر السوق سواء نتيجة لزيادة الأرباح أو الزيادة في حقوق المساهمين أو لنمو استثماراتها في الشركات الشقيقة والتابعة أو لنجاحها في الاستثمار في شركات جديدة واعدة أو لجهة منهج الحوكمة المتقدم الذي تنتهجه، والشفافية العالية التي تتمتع بها خاصة بالنسبة إلى نشرها البيانات والتوضيحات والقوائم المالية لـ "طيبة"، إضافة إلى دورية توزيعها للأرباح المحققة، حيث يتم توزيعها على المساهمين كل ثلاثة أشهر.
أما آلية علاج هذه القضية من الجانب السوقي فهذا أمر يعود إلى هيئة السوق المالية الموقرة التي تسعى جاهدة لإخضاع السوق إلى سلسلة من الإجراءات الرقابية خاصة ما يتعلق منها بالحد من تلاعب بعض المتـنفذين وإلزام الشركات بنظام واضح للحوكمة والشفافية والإفصاح.
أما بالنسبة للشركة فإنها لا تملك أن تتدخل لرفع سعر سهمها في السوق المالية باستثناء ما يمكنها فعله من خلال تحسين أدائها مما أشرنا إليه آنفاً، والباقي متروك لآليات السوق.

أعلنتم قبل أيام عن تأسيس شركة جديدة كذارع صناعي لطيبة برأسمال مليار ريال، هل سيكون مقرها المدينة المنورة أم ينبع وما توقعاتكم المستقبلية لهذه الشركة في ضوء تنامي الحاجة إلى الشركات البتروكيماوية؟
سيكون مقر الشركة ـ إن شاء الله ـ في المدينة المنورة، ويأتي تأسيس هذه الشركة انطلاقاً مما تضمنته الخطة الاستراتيجية الخامسة لـ "طيبة" للفترة من 2007إلى 2011، والتي تمثلت إحدى ملامحها في الاستثمار الصناعي من خلال تأسيس شركة صناعية تمثل الذراع الصناعي لطيبة القابضة، حيث قامت طيبة بالبحث عن الفرص والمنتجات التي يمكن التوجه نحوها لتكون نواة للشركة الصناعية بعد التأكد من جدواها الاقتصادية كنشاطات مباشرة للشركة ونشاطات غير مباشرة وقد كلفت طيبة أحد المكاتب الاستشارية الوطنية المتخصصة لإجراء تلك الدراسات التي أظهرت مؤشرات إيجابية يعود أحدها إلى ما تفضلتم به من الحاجة إلى وجود مزيد من الشركات البتروكيماوية، وهو الأمر الذي سيحقق لـ "طيبة" أهدافها الاستراتيجية من خلال تنويع روافدها الاستثمارية.

لدى طيبة هذه الأيام مشاريع مختلفة في كثير من المجالات الاستثمارية متى تتوقعون إنهاءها بشكل كامل وما انعكاسات هذه المشاريع على "طيبة" على المدى القصير والمتوسط؟
استثمارات طيبة المختلفة مستمرة سواء من جهة الاستثمار المباشر في الشركات التابعة والشقيقة أو غير مباشرة بشركات أخرى جديدة على ضوء نتائج دراسات الجدوى الاقتصادية المتعلقة بها، أما بالنسبة للمشاريع العقارية لـ "طيبة القابضة"، والتي سبق وفق ما تم الإعلان عنه والإشارة إليها تفصيلاً في التقرير السنوي 17 و18 لمجلس إدارة "طيبة القابضة" بانتقالها إلى شركة العقيق وأراك سواء كانت في مرحلة التنفيذ أو مرحلة التصميم والمعتمد تنفيذ مشاريع عليها وقد بدأ العمل بتنفيذها مرحليا خلال عام 2007، وستستغرق أعمال التنفيذ فترات تراوح بين ثلاث وأربع سنوات إضافة إلى المشاريع الأخرى التي سيتقرر تنفيذها.
أما بالنسبة لانعكاسات هذه المشاريع على طيبة على المدى القصير والمتوسط فإن ذلك لا شك سيحقق عوائد استثمارية لطيبة ويعزز من مركزها المالي وبالتالي زيادة حجم الأرباح التي يتم توزيعها على المساهمين.

المسؤولية الاجتماعية للشركات المساهمة مصطلح بدأ أخيرا بالظهور والانتشار فأين كان خلال العقود الماضية، وما حقيقته خاصة أننا نرى أن طيبة القابضة تركز كثيراً على المسؤولية الاجتماعية؟
أولاً مصطلح المسؤولية الاجتماعية ليس خاصاً بالشركات المساهمة وإنما المسؤولية الاجتماعية تقع على عاتق كل فرد منا وكل كيان أو جهة سواءاً كانت طبيعية أو اعتبارية وبذلك فهو مفهوم شامل لكل ذي قدرة على خدمة المجتمع وهو مفهوم إسلامي أرسى قواعده المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي قال "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"، وهناك الكثير جداً من الأحاديث التي تدخل في باب تعظيم المسؤولية الاجتماعية، أما بالنسبة للمسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص سواء كانت مؤسسات خاصة أو شركات مهما كان نوعها ومنها بطبيعة الحال الشركات المساهمة فهو في الواقع موجود منذ أكثر من 50 عاماً من الاقتصاديات الغربية التي يبذل فيها القطاع الخاص الكثير تجاه المجتمع نظراً لسيادة نظام الضرائب الذي يسمح أن تكون تكلفة المسؤولية الاجتماعية هناك جزءا من الضرائب المستحقة على الشركات، إلا أنه ومع ثورة الاتصالات ثم العولمة والتجارة الحرة انتشرت ثقافة المسؤولية الاجتماعية وأصبحت مما تتنافس عليه الشركات وهي بلا شك ظاهرة صحية نرجوا ـ الله سبحانه وتعالى ـ أن تزداد انتشاراً وأن تكون أكثر فاعلية، والمسؤولية الاجتماعية ذات شقين الأول هو تجاه العملاء الداخليين وهم منسوبوا الشركات نفسها وذلك من خلال تهيئة بيئة العمل المناسبة لهم في شتى جوانبها بما في ذلك رعايتهم الصحية والاجتماعية وتهيئة السكن المناسب لهم... إلخ ، والشق الثاني هو العملاء الخارجيين والمجتمع الخارجي الذي لا يوجد حصر لما يمكن أن يقدم له ويأتي في مقدمتها أو على رأس أولوياتها عدم الإضرار به والمحافظة على بيئته نظيفة وصحية، ولعل هذا بإيجاز أن يجيب عن سؤالكم.

وماذا عن "طيبة القابضة" والمسؤولية الاجتماعية؟
الحقيقة أن "طيبة" ومنذ تأسيسها قبل 20 عاماً كانت تضطلع بمسؤوليتها الاجتماعية بكل قوة, ولعل في استثماراتها في الأماكن التي كان يعزف المستثمرون عن الاستثمار فيها مثل العلا, والمجالات التي يتردد المستثمرون عن الاستثمار فيها كبعض الأنشطة الزراعية والخدمية إضافة إلى تأسيس بعض الجمعيات التعاونية في مجالات مختلفة وتأسيس بعض المهرجانات والمساهمة بفاعلية في تأسيس بعض مراكز التدريب وتوطين الوظائف كل ذلك يعبر عن حرص طيبة القابضة على الاضطلاع بمسؤوليتها الاجتماعية.

عطفاً على ما أثرتموه حول دور الضرائب في البلاد الغربية, هل تعتقدون أنه يمكن أن تلعب الزكاة التي تؤديها الشركات السعودية الدور نفسه الذي تلعبه الضرائب هناك حيال المسؤولية الاجتماعية؟
في رأيي؛ أنه بلا شك ولا ريب فإن الزكاة يمكن أن تلعب الدور نفسه بل أفضل منه في مجال المسؤولية الاجتماعية، كما أن المجتمع نفسه سيكون رقيباً شديداً على الشركات للتأكد من أدائها الزكاة المفروضة عليها وبالطبع في مصارفها الشرعية وبأساليب متنوعة تتجاوز مفهوم المساعدات المالية المباشرة إلى دعم المشاريع التنموية التي تخدم الفقراء والمساكين ولتحولهم من عالة إلى عمالة منتجة تخدم المجتمع وتؤدي مسؤوليتها الاجتماعية تجاهه، وبذلك فإننا نضمن اضطلاع الشركات بمسؤوليتها الاجتماعية على وجه أفضل بكثير من إعطاء الزكاة لمصلحة الزكاة والدخل التي في أفضل أحوالها – تقوم كما تقول هي - بتحويلها للضمان الاجتماعي لتصرف كإعانات نقدية [في مصارف الزكاة] فهل توافق الدولة على اعتبار ما تصرفه الشركات في مجال المسؤولية الاجتماعية جزءًا من الزكاة؟ نحن سبق أن حاولنا ذلك ولم توافق المصلحة.

الأكثر قراءة