هل يوجد لدينا صحافة صيرفة إسلامية؟

 هل يوجد لدينا صحافة صيرفة إسلامية؟

هل نملك في حقيقة الأمر "صحافة متخصصة"بالصيرفة الإسلامية؟ ليس فقط في الخليج فحسب بل في العالم العربي.
فكثيرا ما يتم تبادل هذا السؤال في مخيلة العديد من المصرفيين قبل أصحاب الشأن من الإعلاميين.
وباستثناء صحيفتين أو أقل، هل نملك حقاً صفحات متخصصة في نقل ومناقشة آخر التطورات التي يتداولها رواد صناعة الصيرفة الإسلامية على الصعيد العالمي؟
لقد كشفت أزمة الصكوك الماضية عن أهمية وجود صحافة متخصصة في الاقتصاد الإسلامي تضطلع بدورها الإعلامي في تقديم تحليلات عميقة ومتخصصة غير سطحية حول الصناعة المصرفية. فهل يعقل أن تصبح صحيفة واحدة اقتصادية بمثابة المنبر الإعلامي الذي ينقل آخر التطورات حول أزمة الصكوك للمصرفيين الخليجيين، بينما تكتفي المنابر الإعلامية الأخرى(غير المتخصصة) بالوقوف كشاهد إعلامي على إحدى أهم الأزمات التي تواجه الصيرفة الإسلامية بعد نحو 50 عاماً على قيامها؟

عتبة جديدة

ونظراً لأننا نقف على عتبة ازدهار قادمة لصناعة الصيرفة الإسلامية في الخليج، فإنه قد بدأ ينكشف لي أن هناك نقصا في الكفاءات الإعلامية المتخصصة في شؤون هذه الصناعة, الأمر الذي قد يؤدي إلى خلق فجوة إعلامية بين القطاع المصرفي والنشر المتخصص في الصيرفة بحجة عدم التفات قطاع النشر إلى أهمية تسليح كوادره بالمعلومة الاقتصادية المتخصصة. وهذا ما قد يؤدي إلى إعاقة تطور نمو صناعة النشر المتخصص بالصيرفة الإسلامية وعدم مواكبتها فترات الازدهار الاقتصادي الذي يعيشه القطاع المصرفي الإسلامي.

الحلول

وعليه فإنني أقترح "خريطة طريق" للنهوض بصناعة النشر الاقتصادي الإسلامي تتبناها صحفنا لمعالجة شح الكوادر المؤهلة:

1) تغيير ثقافة الوسط الإعلامي والنظرة التي تقول" إن أي صحافي أو كاتب غير متخصص يمكن أن يبدع في مجال شؤون الصيرفة الإسلامية". ويذكرني هذا الموقف الذي نعيشه بمقولة أحد أشهر الفقهاء الأمريكان في صناعة التمويل الإسلامي. يقول الشيخ يوسف طلال ديلوزينزو: ليس كل من حمل شهادة الدكتوراة في شؤون الاقتصاد الإسلامي يمكن أن يكون مؤهلاً لدخول المجالس الشرعية للبنوك. في إشارة منه إلى أهمية الجانب التطبيقي قبل النظري.

2) ضرورة إناطة الصفحات المتخصصة الدقيقة إلى الصحافيين الذين يملكون الخلفية الاقتصادية الملائمة حول المادة المتخصصة. فأنا أتذكر عندما كنت في كوالالمبور لتغطية إحدى المناسبات الصحافية حول الصيرفة الإسلامية، اتصال أحد محرري صحيفة "كوريا تايمز" بزميلي الكوري من أجل تكليفه بكتابة أحد التقارير المتخصصة بتداول العملات بحجة عدم وجود من هو أكفأ منه في هذا التخصص بين زملائه.

3) تشجيع الإبتعاث الداخلي والخارجي للصحافيين من أجل حضور دورات تدريبية قصيرة خاصة بالصيرفة الإسلامية والتي تقدمها المعاهد المالية في العادة إلى المصرفيين.

4) تشجيع كوادر الصحف لحضور مؤتمرات الصيرفة الإسلامية، التي تقام على الصعيد الدولي أو المحلي، من أجل الاحتكاك برواد هذه الصناعة.
فلقد انبعثت الصيرفة الإسلامية من ديننا الحنيف، فكيف نرضى أن يتفوق علينا الغرب في مجال النشر المتخصص ونحن أولى الثقافات بذلك. فليس من المستحيل أن يتفوق بعض كوادرنا الإعلامية على الصحافيين الغربيين. وخير مثال على ذلك الاقتباسات الصحافية من قبل صحيفة "الفاينانشيال تايمز" العريقة ووكالة "رويترز" نقلا عن التقارير التي نشرتها "الاقتصادية" إبان أزمة الصكوك إننا في حاجة إلى تحرك جريء لمعالجة نقص الكفاءات وبناء أرض خصبة إعلامية تواكب التطورات التي تشهدها صناعة المال الإسلامية. فنحن لا نرغب في أن يقال عنا "ساهمت المصارف الخليجية في تطور الصيرفة الإسلامية وتخلف إعلامهم عن اللحاق بالركب! ".

[email protected]

الأكثر قراءة