المشكلات في قطاع البنوك تلقي بثقلها على الأسواق

المشكلات في قطاع البنوك تلقي بثقلها على الأسواق

المشكلات في قطاع البنوك تلقي بثقلها على الأسواق

مخاوف جديدة حول آفاق القطاع البنكي العالمي عملت على التأثير سلباً في أسواق الأسهم وأسواق الائتمان في الولايات المتحدة وأوروبا أمس الأربعاء.
كشف بنك مورجان ستانلي Morgan Stanley النقاب عن هبوط بنسبة 57 في المائة في أرباح الربع الثاني، وسط تباطؤ في قطاع المصرفية الاستثمارية، ما أشعل مخاوف حول قدرته على توليد النمو المستقبلي في الأرباح.
ولعل الأمر الذي كان أشد مثاراً للقلق بالنسبة للأسواق الأنباء التي تحدثت عن أن البنك الإقليمي الأمريكي فيفث ثيرد بانكورب Fifth Third Bancorp سيقلص من أرباح الأسهم التي تُوزَّع على المساهمين وأنه سيجمع على الأقل ملياري دولار من رأس المال الجديد للتصدي للخسائر المتصاعدة من الائتمان.
قال ستيوارت شفايتزر، المحلل الاستراتيجي للأسواق العالمية لدى بنك جيه بي مورجان برايفيت بانك JPMorgan Private Bank: "في الوقت الذي تعاني فيه البنوك وشركات الوساطة الكبرى صعوبات، فإن البنوك الإقليمية تشهد عدداً متصاعداً لا يستهان به من حالات الإعسار".
"إن المشكلات المالية تنتشر الآن من قلب الحي المالي في الولايات المتحدة إلى المناطق والمدن الصغيرة".
كذلك كانت هناك علامات على وجود مخاوف حول النظام البنكي العالمي في أيسلندا، التي يعتمد اقتصادها اعتماداً مكثفاً على القطاع المالي. هبطت العملة المحلية الكرونا إلى مستوى قياسي جديد في مقابل اليورو، كما ظلت الفروق في العقود المتقابلة لتأمين القروض في أكبر ثلاثة بنوك واسعة للغاية.
هبط سعر سهم بنك مورجان ستانلي بنسبة 3.4 في المائة بحلول منتصف النهار في نيويورك، ما ساعد على دفع سوق الأسهم الأمريكية الواسعة إلى الأدنى. هبط مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بمقدار 0.5 في المائة، حيث إن المؤشر الفرعي الخاص بالبنوك الاستثمارية هبط بنسبة 0.5 في المائة.
كذلك فإن خسائر البنوك ألقت بثقلها على الأسهم الأوروبية، حيث هبط مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 بنسبة 1.4 في المائة، ومؤشر فاينانشيال تايمز 100 في لندن هبط بنسبة 1.8 في المائة.
من جانب آخر، كان مشهد الأسواق الآسيوية أكثر مدعاة للسرور. في طوكيو ارتفع مؤشر نيكاي 225 بنسبة 0.7 في المائة، وارتفع مؤشر سيؤول بنسبة 1.3 في المائة.
أنهى مؤشر شنغهاي حالات الهبوط المتتابعة على مدى عشر جلسات، حيث قفز المؤشر المركب بنسبة 5.2 في المائة، مع تقدم أسهم شركات تكرير البترول بقوة، على خلفية آمال أن الصين يمكن أن تسمح لأسعار الوقود المحلية بالارتفاع.
كذلك كثر الحديث في الأسواق حول مذكرة خاصة بالاستراتيجية أصدرها رويال بانك أوف سكوتلاند Royal Bank of Scotland وتوقع فيها أن مؤشر ستاندارد آند بورز 500 سيهبط بحلول تشرين الأول (أكتوبر) بأكثر من 20 في المائة من مستوياته الحالية.
من جانب آخر، فإن العقود المتقابلة للتأمين على القروض لأجل خمس سنوات في بنك مورجان ستانلي، والتي تقيس تكلفة التأمين على حالات الإعسار في البنك، توسعت بمقدار ست نقاط أساس لتصل إلى 165 نقطة أساس. وساعد هذا على دفع مؤشر سي دي إكس نورث أمريكا CDX North America للسندات الممتازة إلى الأعلى بمقدار 3.5 نقطة أساس ليصل إلى 112.5، في حين أن مؤشر آي تراكس أوروبا iTraxx Europe ارتفع بمقدار خمس نقاط إلى 85 نقطة أساس.
ساعد الوضع الضعيف في "وول ستريت" على دفع أسعار السندات الحكومية الأمريكية إلى الأعلى. هبط العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بمقدار ثلاث نقاط أساس عند 4.17 في المائة، في حين أن العائد على السندات لأجل سنتين هبط بمقدار نقطتي أساس عند 2.88 في المائة.
هدأ وضع السندات الأوروبية بعد المكاسب الحادة التي شهدتها أسواق السندات يوم الثلاثاء، في الوقت الذي استمر فيه المستثمرون في ترجيح إمكانية قيام البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة، وهو إجراء من المتوقع عند اتخاذه في الشهر المقبل أن يسجل بداية دورة جديدة في رفع أسعار الفائدة.
في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، أضاف إيف ميرش، وهو عضو في المجلس الحاكم للبنك المركزي الأوروبي، أضاف صوته إلى جوقة مسؤولي البنك المركزي التي تقلل من احتمالات قيام البنك بسلسلة متتابعة من التخفيضات لأسعار الفائدة.
لم يتغير العائد على السندات لأجل سنتين، الحساسة لأسعار الفائدة، حيث استقر عند 4.64 في المائة، في حين أن العائد على السندات لأجل عشر سنوات ارتفع بمقدار نقطتي أساس عند 4.62 في المائة.
في بريطانيا، ارتفع العائد على سندات الخزانة البريطانية بمقدار أربع نقاط أساس ليصل إلى 5.38 في المائة، بعد أن أظهرت محاضر الاجتماع الأخير للجنة السياسة النقدية في البنك المركزي البريطاني أن اللجنة بحثت فرض زيادة فورية في أسعار الفائدة.
لكن معظم المحللين لا يزالون يؤمنون بوجهة النظر القائلة إن من غير المرجح فرض زيادة في أسعار الفائدة، رغم أنهم أقروا أن هذا الأمر كان قاب قوسين أو أدنى.
قال جوناثان لوينز، كبير اقتصاديي منطقة أوروبا في مؤسسة كابيتال إيكونومِكس Capital Economics: "إن أفضل تخميناتنا لا تزال ترى أن الإجراء المقبل في أسعار الفائدة سيكون باتجاه تخفيضها".
"ولكن هذا يبدو غير مرجح الحدوث إلا في الربع الرابع من العام على أقل تقدير، وفي هذه الأثناء فإن المخاطر تميل باتجاه رفع أسعار الفائدة، وليس تخفيضها".
في أسواق العملات، اتخذ المستثمرون وجهة النظر القائلة إن البنك المركزي البريطاني هو في حالة "انتظار وترقب"، وبالتالي فإن الجنيه الاسترليني تراجع في مقابل الدولار واليورو.
لم يشهد وضع الدولار تغيراً يذكر في مقابل اليورو والين، وسط الافتقار إلى أنباء اقتصادية جديدة.
في أسواق السلع، هبط سعر النفط بعد أن أظهرت البيانات الأسبوعية الأمريكية وجود زيادة غير متوقعة في مخزونات الديزل وزيت التدفئة، ما يوحي أن الأسعار العالية كانت تؤثر في الطلب. هبطت مخزونات الخام للأسبوع الخامس على التوالي ولكن الهبوط كان أقل من التوقعات.
في بورصة نايمكس في نيويورك هبط سعر برميل خام غرب تكساس المتوسط تسليم تموز (يوليو) بمقدار 1.51 دولار ليصل السعر إلى 132.50 دولار للبرميل، رغم أن سعر الذهب شهد ارتفاعاً يسيراَ.

الأكثر قراءة