خفايا لدوافع شراء الحصص في عالم السيارات
يورجن دونش
ربما يكون فرديناند بيش أكثر خبثاً من كيرك كيركوريان. فبينما يبذل تجمع المستثمرين الأمريكيين الكبار جهودا كبيره لزيادة مشاركته في شركة السيارات العملاقة، جنرال موتورز التي تعصف بها أزمة، فقد أضاف رئيس مجلس إدارة شركة فولكس فاجن الثمن المجزي لمثل تلك التحركات. كيركوريان يعتقد أنه القوة الدافعة وراء الارتفاع الكبير للسهم الأساسي لشركة فولكس فاجن. والحقيقة هي أن اسم بيش كان موجوداً أصلا على قائمة الأدوار الرئيسية في فولكس فاجن وبورش.
المفاجأة
مفاجأة اللحظة الحاسمة كان بوسعها أن تجعله يلوح أيضا بتسجيل نجاح كمدير صندوق تحوطي، حيث إن الرواية الرسمية قد تأخذ شكلاً آخر، ويجب أن تقرأ بطريقة معينة لكيلا تجعل عدداً من الاستفسارات غير المقبولة تملأ المكان. وطبقاً لذلك، فإن رئيس شركة بورش فينديلين فيديكنج وجد فكرة رائعة، وهي دعم علاقات التوريد والتعاون بالأدلة والحجج ما بين ورشة الحدادة الثمينة في شتوتجارت والمنتج الواسع في فولـفسبورج من خلال المشاركة في النشاط العملي لشركة فولكس فاجن وذلك بزيادة أسهم شركة بورش فيها.
وحقيقة الأمر هي أن العلاقات وثيقة وقوية أيضا من خلال البناء المشترك لساحة السيارات كايين لشركة بورش، وتويرج لـفوكس فاجن. وتظهر شركة بورش القابضة في سالسبورج كقناة تصريف وبيع لشركة فولكس فاجن في شرق أوروبا.
مشاركات صغيرة
لكن في مثل هذه الحالات يتم في الحقيقة الاتفاق على مشاركات متبادلة، وبحصص صغيرة. وفي حالة فولكس فاجن، فقد اكتسبت بورش بالمقابل وضعاً مميزاً يتمثل في صندوق مليء، وبإيراد مجز. فإلى أين سيوصل ذلك؟
هرب الأمريكيين
من الجانب الآخر المتعلق بالارتباط بين ''جنرال موتورز'' و''فيات''، وفي ظل التكاليف العالية، فقد خرج الأمريكيون من هذا الارتباط الصناعي الناشئ عندما اتضح لهم الوضع المتأزم لدى الشريك الإيطالي. وحيث شعر فرديناند بيش بأن له ارتباطا خاصا مع فولكس فاجن، فقد اختار الوقت المناسب لعقد صفقته. إن جد فرديناند بيش هو الذي طور قديماً سيارة كيفر لأدولف هتلر، كما وضع حجر الأساس لمصنع فولكس فاجن. وعمل بورش على الرغم من ارتباط سمعته بإنتاج السيارات الرياضية الفخمة، لكنه جعل من الألمان شعباً يعشق السيارات. وغالباً ما يقدر الألمان عدد صمامات المحرك أكثر من تقديرهم لعدد الأطفال في البيت.
أما ما إذا كان رئيس مجلس إدارة فولكس فاجن المعروف بتفكيره وتعامله الغريب يريد أن يضع نصباً تذكارياً له، فسيظل ذلك موضع التخمين والحدس.
بين سكسونيا وبروكسل
من الواضح أن هناك جهوداً سابقة منذ مدة طويلة لولاية سكسونيا السفلى لمواجهة الرياح الجليدية الآتية من بروكسل التي تهدد قانون فولكس فاجن للإطاحة به وبناء حجرة أو عنبر حراري بدلاً منه. ولا ينحو رئيس الوزراء الحاكم في هذه الولاية، كريستيان فولف، وجهة أخرى تختلف عن سلفه. كما أن العلاقة الشخصية ما بين فولـف وبيش يمكن أن تصبح معقدة. والآن وجدا نفسيهما في نقطة مهمة واحدة، وهي أنهما يكملان بعضهما بعضا. ويبقى السؤال هنا: من سيستفيد من ذلك أكثر؟ وتشير الكثير من الدلائل إلى أنه في حالة فولكس فاجن، فستحل شركة بيش المساهمة محل شركة ألمانيا المساهمة. وهكذا تحرك بورش الشريك الأعز المنتظر في هانوفر من موقع قوي دون اللزوم لتقديم طلب. وهذا لا يفتقر إلى التهكم أو السخرية بأن بورش في الأوقات التي كان يصمم فيها السيارات الفاخرة لمرسيدس، كان مرشحاً لتسلم إدارة شركة دايملر المجاورة في منطقة شفابن. والآن قامت الشركة بتدوير الرمح، فهل هذا صحيح بالنسبة للشركات عموماً؟ وعلى الأقل تأكد بالأمس خاسر واحد يتمثل في مساهمي بورش، حيث يجب عليهم تحمل قيمة خسارة بأكثر من 10 في المائة. وكان يمكن للمرء أن يرى في ذلك تصحيحاً للمبالغات في سعر السهم منذ بداية أيار(مايو) الماضي، عندما كان سعر سهم بورش 500 يورو مقارنة بما يقارب 680 يورو في نهاية الأسبوع الماضي. وظهر مرة أخرى أ ن امتــــــــياز المساهمين بالنظر إلى حــــــق التصويت المنقوص هو مجرد مصدر لرأس المـــــــــال فحسب.
سلالات متفقة
إن سلالات عائلة بورش، وبيش، كمالكين لكافة الأسهم الأصلية والعائلية كانوا متفقين فيما بينهم، بعكس التصورات الأولية لـفولكس فاجن قبل أربع سنوات، كما استخدموا صندوق بورش لتسديد ضربتهم الموفقة. وبغض النظر عن امتياز المساهمين، فقد وجب على رئيس مجلس الإدارة فيديكنج الانضمام إلى ذلك طائعاً أم مجبراً. وحيث إنه يحاول الخروج منه بأحسن نتيجة ممكنة، فإن ذلك على المرء الترقب والانتظار.
فماذا تكسب ''بورش'' من الاشتراك مع فولكس فاجن؟ وبداية، فإن الهواء خرج من عجلة سعر تداول سهم فولكس فاجن، بعد أن تم إنجاز كافة الأمور الخاصة بتخمينات التسلم.
كلام غير مؤسس
إن الإشارة إلى الأرباح المرتفعة هي كلام غير مؤسس، طالما أن فولكس فاجن لم تنفذ برنامج الإصلاح. ومن ناحية أخرى، فمن غير المنتظر زيادات في رأس المال، حيث لا تتمكن ولاية سكسونيا السفلى من رفعه، ولا تريد ''بورش'' المشاركة في تحمله. غير أن الفائدة الكبرى واضحة، وبالذات تخويف كافة المنافسين الذين ربما تمتد أياديهم إلى فولكس فاجن. إن فرديناند بيش كمالك ورئيس مجلس إدارة ''بورش''، ورئيس مجلس إدارة فولكس فاجن من الأفضل له ترك المنصب الأخير حتى لا يتعرض للاشتباه بتعارض المصالح. والأفضل لو كان على رأس هيئة الإشراف شخص مطلع مستقل التفكير. وعلى الرغم من ذلك، سيكون من الأحسن لو أن ''فولكس فاجن'' دخلت في شراكة عملاقة، بغض النظر عن الفروق ذات الصلة بحجم الشركة أو قانون التعرفة أو العولمة أو دوافع الشركة بورش عمل.
إن مصنع السيارات الرياضية لا يمكن أن يرضى باستمرارية التراخي والفوضى في فولفسبورج. وما يجب فعله هو إزالة وتصحيح أخطاء رئيس مجلس إدارة ''فولكس فاجن'' السابق، وبيش رئيس مجلس الإدارة الحالي.