علامات استفهام محيرة على خريطة الائتلافات الألمانية
شتيفان يوفنشتاين
جدول حزب الخضر أعضاءه كمدربي كرة القدم، أو كمستشاري الشركات. وكل سياسي تقريباً ستتم إعادة هيكلته. وللأسف هناك خشية من أن السياسيين لن يستعيروا الكلمة من عالم الرياضة، بل سيثرثرون بلغة مستشاري الشركات. ولكننا سنأخذ الكلمة على محمل المفهوم الرياضي، حيث نرى لاعب الهجوم الذي يتحرك من اليسار إلى الوسط، واللاعب الذي يلعب على أساس التمريرات. وهناك أثناء اللعب تمريرة قصيرة يتلاحق الاثنان لاستقبالها.
الائتلاف الكبير
وأدارت رينات كوناست وفريتز كون، حملتهما الإعلانية المنسقة للوصول إلى رئاسة الجناح البرلماني وترشحا كمجموعة متحالفة، وتم بالفعل التصويت لهما. ويُعتبر كلاهما في إطار منافس الوسط لحزب الخضر. فلا اليسار، ''تريتين''، ولا حتى اليمين، ''جورينج إيكهارت''، تمكّنا من الاختراق المطلوب. وفي كل مكان يفتخر النوّاب بقدرات قادتهما للمستقبل لجذب الاهتمام. وبالفعل سيكون الأمر لكليهما معقّداً بصورة كافية. وفي حالة تشكيل ائتلاف كبير، فإن ممثل المعارضة، يتجاوب مع تمريرات المستشار، والتحركات من جانب الحزب الديمقراطي الحر حيث يـَتقدّم ظهير الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، ومن ثم حزب اليسار، وإذا أمكن بعد أيضا حزب الاتحاد الاشتراكي المسيحي، ومن ثم حزب الخضر. وبذلك لا ينقطع الاتصال عن معظم المشاهدين من جديد.
الانسحاب الكبير
وعلى كل حال، حصل جوزيف فيشير في المحصلة على ما أراده، وسلك الطريق ذاته، حيث أعلن عن انسحابه من الصفوف الأولى متيحاً المجال لكل من: كون وكوناست للتقدم، إذ إنهما كانا فعلياً ضمن المرشحين لرئاسة الحزب قبل خمسة أعوام. وأثناء جلسة انسحاب فيشير، لم يعط الرجلان شهادة تقدير من خلال معلومات، بل وضع في تحليله موقف الحزب كعنصر متحرك بحرية بين الأحزاب الأخرى. وهذا يعني أن القيادة الثنائية تمكّن من مركزة اليسار أو اليمين دون شوائب. وهكذا قام فيشير على النقيض من ادعاءاته بعدم الرغبة في التدخل من الخلف، بسلوك طريق شائك يصعب تغييره مستقبلا.
التحرر من السجن
ومنذ فترة طويلة يتمنى حزب الخضر التحرر من ''السجن البابلي'' من خلال ائتلاف الحُمر- الخُضر. والتحرك الآن تكتيكي قانوني ومدروس بعناية بالتفاهم مع حزب الاتحاد. ويريد الحزب المزيد من خيارات الائتلافات بين يديه. وفي حالة إعادة انتخاب كاترين جورينج إيكارت من جديد لتسلّم قيادة الجناح البرلماني، فإن في ذلك إشارة واضحة نحو سياسة محددة، بدلاً من الإشارات المطلقة. وهكذا أدرك اليساريون في الجناح كيفية تجنّب ذلك؟ وعلى الرغم من أنهم لا يملكون المزيد من قوة التشكيل في الحزب والجناح، تظل لديهم قوة خاصة، لإعاقة تشكيل أي ائتلاف.وهكذا كان الحافز لترشيح تريتين لرئاسة الجناح الحزبي أكثر من مجرد الوقوف ضد السيدة كوناست ومواجهتها.
القصف الكلامي
وإذا ما وصلت الأمور إلى تشكيل ائتلاف موسع، فإن زعماء حزب الخضر يرون أنفسهم الطرف القادر على الاندماج في نظام مستقبلي مكون من خمسة أحزاب. وعندها على المرء عدم إشغال نفسه بالمهاترات الكلامية من جانب حزب الخضر. ويسيطر هنا عدم توافق شخصي بين السياسيين الموجودين، خاصة أوسكار لافونتين، حيث كان لافونتين مفكّراً من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، وكذلك رئيس حزب، وأحد أهم الأبطال في مشروع الحمر- الخضر. وأبعد الرجل نفسه عن الساحة، حيث هدد بانقسام لدى الخضر، وفي الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
نهاية التحالف
ولا يعلم أحد كيف تتطوّر الأمور. لافونتين أكد بنفسه أنه كان بمقدوره الاشتراك في الحملة الانتخابية لحزب الخضر. وكشرط للعمل التعاوني، يذكّر بما هو ضروري للاستمرار، أي برنامج هارتز الرابع الإصلاحي، وضرورة تطبيقه. وكانت هذه الأفعال التصحيحية تمثل عناصر الحملة الانتخابية لحزب الخضر. وإذا عاين المرء جدولة الأحزاب عموما، يبدو له أن حزب الخضر لا يسير في اتجاه اليمين، ولا في اتجاه اليسار، وإنما في اتجاه يشير إلى نهاية مشروع ائتلاف الحمر- الخضر.