دعوة الشركات العالمية لتخطيط "عشوائيات مكة"
دعوة الشركات العالمية لتخطيط "عشوائيات مكة"
أعلن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على اقتراح الهيئة العليا لتطوير مكة والمدينة والمشاعر المقدسة بدعوة الشركات العالمية لوضع مخطط شامل لمدينة مكة المكرمة، إلى جانب موافقته على مشروع معالجة الأحياء العشوائية وتطويرها في مكة وجدة والطائف، وتشكيل لجنة وزارية برئاسة الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، وعضوية الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة إضافة إلى وزير المالية.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
أعلن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة المكرمة موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على اقتراح الهيئة العليا لتطوير مكة والمدينة والمشاعر المقدسة بدعوة الشركات العالمية لوضع مخطط شامل لمدينة مكة المكرمة، إلى جانب موافقته على مشروع معالجة الأحياء العشوائية وتطويرها في مكة وجدة والطائف، وتشكيل لجنة وزارية برئاسة الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، وعضوية الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة إضافة إلى وزير المالية.
جاء ذلك خلال لقاء أمير منطقة مكة أمس بنحو عشرة آلاف من مواطني المنطقة وسيدات ورجال الأعمال والمثقفين والمهتمين بالتنمية، في جامعة أم القرى، في لقاء بث بواسطة الشبكة في ست قاعات أربع منها في مكة واثنتان في جدة، وألقى الضوء من خلاله على الرؤية التنموية المستقبلية لمنطقة مكة المكرمة "نحو العالم الأول .. بناء الإنسان وتنمية المكان".
وأفاد أمير مكة أن مشروع معالجة الأحياء العشوائية تقدمت به إمارة منطقة مكة المكرمة لخادم الحرمين الشريفين لاعتماده، مشيرا إلى أن الملك عبد الله طلب منه الكتابة عن الأحياء العشوائية، ليأمر بتشكيل لجنة وزارية برئاسة الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، وعضوية الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، وعضويته إلى جانب عضوية وزير المالية ووزير العمل، لدراسة العشوائيات والمتخلفين، واجتمعت اللجنة الوزارية وشكلت لجنة من جميع الإدارات الحكومية، التي بدأت اجتماعاتها المتواصلة خلال الأشهر الماضية، ورفعت مرئياتها للجنة الوزارية التي ستجتمع خلال الأسبوعين المقلين، قبل الرفع لخادم الحرمين الشريفين لاعتمادها، ليتم البدء في التطوير ومعالجة العشوائيات، موضحا أنه إذا تم تطوير العشوائيات فسنتمكن من حل 50 في المائة من مشاكل المدن.
وقال الأمير خالد الفيصل في بداية اللقاء، "نحن أصحاب حضارة وقيم، وأصحاب البقعة التي ضمن الله لنا فيها ألا نجوع ولا نخاف"، مشيرا إلى أنه كان لا بد من وضع برنامج عمل يتفق مع تطلعات مواطني المنطقة، وهو ما لا يمكن تنفيذه إلا بالعمل المشترك بين القطاعين العام والخاص، ووجود توازن بين المدن والقرى، كاشفا أن أكثر من 100 رجل وامرأة عملوا على إعداد الخطة في مجموعة الأغر، لوضع برنامج عمل للخطة العشرية لمنطقة مكة المكرمة خلال ثلاثة أيام، بمشاركة عدد من المسؤولين والأكاديميين، وطلاب وطالبات الجامعة، ورجال الأعمال والخبراء، والمهتمين بالتنمية في المنطقة، التي ركزت على مواكبة المرحلة الانتقالية من العالم الثالث إلى العالم الأول.
وأبان الأمير الفيصل في لقائه أمس بالمسؤولين وأهالي المنطقة، أن أزمة المياه التي تعد قضية الأسبوع، سيتم حلها تدريجيا، بعد أن تم تشغيل بارجة مطلع الأسبوع الجاري لضخ المياه، على أن يتم تشغيل البارجة الثانية بعد شهر من الآن، عقب وصولها بعد نهاية موسم الحج، لتغطية منطقة مكة المكرمة بعد تشغيل مشروع الشعيبة رقم 3 الذي سيضخ أكثر من 800 ألف طن.
ووجه الأمير خالد انتقادا لاذعا لمن يطالب بالنظام ويرتكب الأخطاء فيه، مستشهدا بما شاهده على أرض الواقع أثناء زيارته لمطار الملك عبد العزيز، ومشاهدته مدخنا ظل واقفا أمام لوحة إرشادية تلفت النظر إلى منع التدخين في ذلك المرفق إلا أنه لم يأبه بها، وضابطا يتجاوز المركبات من الجهة اليمنى للمسار ويعتلي الأرصفة بسبب النجوم التي حملها على كتفه.
كاشفا أن الخطة اعتمدت على عدة أسس، من أبرزها الكعبة المشرفة، التي تعد الأساس والمنطلق، والمواطن القوي الأمين، واستغلال دور المرأة في المشورة والمشاركة لتكون مكة نموذجا مشرفا، باعتبارها مركز المسلمين، النافذة التي يرى العالم المملكة من خلالها، وتركز أيضا على رفع مستوى العاملين في خدمات الحج والعمرة، خاصة أننا أول من قدم الخدمات للحجاج والمعتمرين منذ عهد إبراهيم عليه السلام، وكل من سكن مكة عليه مسؤولية كاملة للقيام بخدمة الحاج والمعتمر، مطالبا بإيجاد تخصص في جامعة أم القرى لخدمة الحاج والمعتمر، رغبة في حصول الممارسين للمهنة على درجة أكاديمية، ودورات تدريبية لازمة ليستطيع خدمة ضيوف الرحمن على أكمل وجه.
ونفى أمير مكة أن تكون محدودية الصلاحيات المخولة لمديري الإدارات وفي إمارته سبب تأخر عجلة التنمية، مشددا على كل مسؤول باستخدام الصلاحيات المخولة لديه، مستشهدا بما يحدث من تغاض في بعض الإدارات بتمرير بعض المعاملات والإجراءات المخالفة للأنظمة، والتي تأتي على هوى ومزاج مدير تلك الإدارة.
وأوضح أمير منطقة مكة المكرمة أن السعودية في الوقت الحاضر تمر بمرحلة انتقالية نوعية جديدة، من حالة حضارية إلى حالة حضارية أفضل، ومن حركة اقتصادية إلى حركة اقتصادية أعلى في المجال الاقتصادي والتجاري، خاصة أنها تتبوأ مكانة عالية في العالم من ناحية المكانة الاقتصادية والسياسية والثقافية، وأن هذه المرحلة تهيأت فيها فرص كبيرة وثمينة يجب ألا تمر دون أن يتم استثمارها بأقصى درجات الاستثمار، فالسعودية لديها قيادة حكيمة تنظر للأفضل، ولها طموح كبير ورؤى وآمال، ولديها استقرار سياسي واقتصادي وأمني، إضافة إلى أنها تتمتع بوجود وفرة مالية كبيرة، لافتا إلى أننا لا نزال في العالم الثالث الذي لن أقول حوله إلا أننا "مللنا .. مللنا .. مللنا" البقاء فيه، ولا بد لنا أن نتحول لنأخذ نصيبا "مع وفي" العالم الأول، وأننا لا نطمح ولا نريد البقاء تحت هيمنة القوى الكبيرة، ولا نريد أن نطور جيوشا كبيرة، أو قوة عسكرية كبيرة، لكننا نريد أن نكون قوة ثقافية كبيرة.
وأضاف :"الدين والعقيدة الإسلامية هي الركيزة التي قامت عليها البلاد السعودية، والتمسك بالثوابت الدينية هي القاعدة التي قام عليها هذا الكيان العظيم، ونحن نملك كل المقومات للمضي قدما لنحتل المكانة اللائقة بالسعودية"، وإن منطقة مكة المكرمة ميزها الله بأن ضمن لأهلها الأمن والخوف كما ورد في القرآن، وهي الميزة التي لم يحظ بها بلد في العالم إلا مكة.
وأشار الفيصل إلى تقديم الحوافز والمميزات للمتميزين في أعمالهم، ومحاسبة المقصر في مهام عمله، موضحا أن أكثر المحافظات ليس لها دور اقتصادي، وهو ما ركزت عليه الخطة، بأن يكون لكل محافظة تخصص في مجال اقتصادي معين يختلف من محافظة لأخرى، لإيجاد تكامل في الأداء، مع وجوب مشاركة القطاع الخاص بنسبة لا تقل عن 40 في المائة في مجال التنمية، والمشاركة الفعلية في تنفيذ برنامج الخطة، إضافة إلى التركيز على المبادرات السريعة التي تنفذ في عام وعامين.
وقال الأمير خالد: "سنبدأ في تطور الأداء بدءاً بمنزلنا في الإمارة، حيث سيتم إنشاء قسم لإعادة التنمية في المنطقة، موضحا أن الدراسات تشير إلى منطقة مكة المكرمة ستصل نسبة سكانها إلى ثمانية ملايين ونصف نسمة مع حلول عام 1440هـ، وهو ما يتطلب توفير احتياجات المنطقة على هذا الأساس.
وأرجأ الأمير الفيصل عدم وجود أراض لبناء مشاريع تعليمية وصحية إلى ظاهرة الاعتداء على الأراضي الحكومية التي تفشت في مكة المكرمة، ووصلت إلى حد الفوضى، موضحا أن الإمارة أعدت خطة لمنع وقوع الاعتداءات ووضع حد لها، وأضاف: " منطقة مكة المكرمة هي المنطقة الوحيدة التي تقع إدارات المنطقة الحكومية خارجها"، مؤكدا على تخصيص أرض لبناء مقار الدوائر الحكومية فيه بعد موافقة خادم الحرمين الشريفين، على نقل جميع الإدارات إلى مكانها الذي تم اختياره.
وأبدى أمير مكة سعادته بثقافة طلاب وطالبات المحافظات التي زارها، والتي تجلت في محادثاته معهم، وأسئلتهم التي طرحوها، وعكست طموح المواطن السعودي، مشيرا إلى أنه زار جميع المحفاظات باستثناء محافظتين ينوي زيارتهما قريبا.
وقال: "عقدنا ورشة لتطوير الشباب والرياضة في المنطقة بحضور الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب، وأعددنا برنامج تدريب في الغرف التجارية، ووضعنا جائزة للتميز لتكون متفقة مع أهداف الاستراتيجية للارتقاء بالمستوى العملي للأداء في كل النواحي.
واستغرب الأمير خالد من البناء المستعجل لمدننا الذي جعلها بلا هوية حينما قال: " عندما أتحدث عن مكة قبلة المسلمين، فجميع المباني التي تبني فيها ليس لها علاقة بشخصية المسلمين ومكانة مكة في نفوسهم، أريد أن يعرف الحاج والمعتمر حين يأتي إلى مكة أنه في المدينة المقدسة، نريد أن تكون المدن سعودية عربية إسلامية في طريقة بنائها، كما نريد من كل محافظة أن تشارك بفرقة شعبية في سوق عكاظ".
وشدد أمير مكة على أهمية التفريق بين إسلام أسامة، وبين إسلام العييني، فنحن نريد الإسلام الوسط، لا أن نحول الإسلام من مساره الصحيح إلى الإسلام الذي يعتمد على التفجير والتكفير ومنع التطوير.
مطالباً أيضا بالارتقاء بمستوى التعليم، قائلا: "لا يكفي أن يتخرج الطالب في معهد المعلمين ليصبح معلما، فلا بد أن يكون للتعليم أسس ومعايير لكي يصبح الفرد أستاذا"، وتساءل أمير مكة المكرمة قائلا: " كم من مدرسي مدارسنا يستحق لقب معلم أو مرب؟ وكيف لمعلم ليس مؤهلا أن نأمنه على أبنائنا وبناتنا ومستقبل أمتنا؟". وأضاف: "في الدول يختارون أرفع الدرجات للخريجين لاختيار معلمي مدارسهم، بينما العالم الثالث يختارون أدنى الدرجات".
وطالب الفيصل بالارتقاء بمستوى جميع الخدمات والمرافق والأنظمة إلى أعلى المستويات، وهو ما دفع إلى وضع برنامج واستراتيجية لمواكبة التطلعات لتنفيذها، خاصة أن الاستراتيجية التي سيتم العمل من خلالها ليست بدعا، بل هي نتاج عمل لاستراتيجية الدولة التي ترتكز على عدة أنظمة، وعلى الخطط الخمسية، ومشروع المخطط الإقليمي التنموي للمنطقة.
وقال الأمير خالد: " منذ شرفت بثقة خادم الحرمين الشريفين وتكليفه لي بتولي إمارة منطقة مكة المكرمة، بدأت أفكر في نقطة الانطلاقة لوضع استراتيجية لخطة عمل للنمو بالمنطقة، التي وجدت أنها لابد أن تكون من الكعبة، التي لولاها لما قطنت هذه الوديان والجبال، وبقيت كما هو حال جبال ووديان تهامة والسراة، كما أنه لا يمكن للخطة أن تنفذ ما لم ترتكز إلى الفكر والثقافة، فنحن بحاجة إلى مفهوم ووعي يصل لمستوى طموحات القيادة، وتطلعات المواطن، للرقي، فبناء المدن سهل، وكذلك فتح الشوارع، وإكمال البنية التحتية، ولكنه تساءل قائلا: "ما فائدة ذلك كله إذا لم يكن لدينا الثقافة التي توصلنا للدول الراقية بالقيم الحضارية الإنسانية، والصدق والأمانة والإخلاص في العمل؟"، وأضاف: "لا بد من احترام نظام البلد، والأدهى من ذلك أن نرى بعضا من شبابنا يفجرون أنفسهم داخل البلاد وخارجها باسم الإسلام، خاصة أن العالم اليوم يعاني من أزمة صراع فكري، مشيرا إلى أنه قد تكون في البلدان الأخرى مبررات لهذا التأزم، إلا أنه تساءل عن مبرر التأزم الفكري في المملكة، وعدم الاجتماع على أساس الدين الذي قامت عليه المملكة.
مطالبا بوحدة الصف، وتضافر الجهود والثقة للمضي قدما في تطور المملكة.
واختتم الأمير خالد الفيصل حديثه للمواطنين بقوله: "كلي ثقة بكم، وأرجو أن تكون لديكم ثقة بي لننهض جميعا بالمنطقة".