ضوابط وضع الأسئلة حولتنا إلى مجرد ناسخات

ضوابط وضع الأسئلة حولتنا إلى مجرد ناسخات

ضوابط  وضع الأسئلة  حولتنا إلى مجرد ناسخات

انطلق موسم الامتحانات واستمر الجدل بشأن أسئلة الثانوية العامة التي يفترض أنها وضعت من خلال معلمي ومعلمات المرحلة الثانوية لأول مرة في تاريخ التعليم بعد أن ألغيت مركزية الأسئلة هذا العام.
ورغم استبشار الطلاب والطالبات بهذا القرار إلا أن هذا الفرح لم يدم طويلا بعد أن أثارت النماذج الإرشادية التي خصصتها الوزارة لوضع الأسئلة الجدل، إذ حددت الوزارة فيها صيغا معينة للأسئلة وكذلك دروس محددة من المنهج لاختيار الأسئلة وهو ما أثار حفيظة المعلمات والطالبات على حد سواء حيث جاءت خلاف التوقعات.
وعبر عدد من معلمات الصف الثالث الثانوي عن استيائهن من أسلوب تطبيق القرار الإداري بجعل معلمات الصف الثالث ثانوي يضعن أسئلة المواد للفصل الدراسي الثاني وبدائله المتعددة بدلا من الموجهات, مشيرين إلى أن القرار جاء متأخرا مما أرهق المعلمة المكلفة كما أن تعاميم وضوابط وضع الأسئلة جاءت مقيدة بمواصفات دقيقة جدا ترسم الهيكل العام للأسئلة دون أن تدع الحرية للمعلم لوضع الأسئلة كما يراها أو كما عود عليها طلابه خلال الفصل الدراسي، مشيرين إلى أن القرار شكلي فقط جعلهن مجرد ناسخات للأسئلة ولا دور لهن في اختيار نوع الأسئلة ولا صيغتها.
وأضفن أن التصحيح يتم داخل المدرسة وكذلك المراجعة التدقيق مما يشكل عبئا إضافيا وكبيرا على المعلمة، مطالبات بإعطاء المعلمة الحرية في وضع الأسئلة كما تراها ومساواة المعلمة بالموجهات والمصححات في الرئاسة بإعطائهن إجازة في نهاية العام لتكون حافزا في الأعوام المقبلة, كما طالبن بإجازة تفرغ لوضع الأسئلة لمدة شهرين كما كان معمولا به سابقا مع الموجهات اللاتي يضعن أسئلة الشهادة التوجيهية.
وفي هذا الإطار قالت معلمة في مادة البلاغة إن طريقة صياغة الأسئلة والموضوعات المختارة لكل سؤال مهزلة ولولا أني وقعت على سريتها لقدمت لكم صورة منها، مبينة أن الأسئلة جاءت منها فقرات خاصة بالفصل الأول ويبدو أن التي وضعتها ليس لها خلفية إطلاقا بالمنهج أو أنها أخذت الملزمة الخاصة بالبنين وغيرت فيها لفظ المعلم إلى المعلمة دون أن تقرأ ما فيها وذلك لأن منهج الأولاد يختلف عن البنات في مادة البلاغة والنقد تحديدا, وتضيف بقولها ومع الأسف موجهاتنا لا يجبن على استفساراتنا حول هذه الضوابط حفاظا كما يدعين على سرية هذه الضوابط والمقاييس, وتختم حديثها بقولها إن كانت الموجهة التي وضعت الضوابط تعلم بالخطأ الموجود وهو وجود ضوابط خاصة بالفصل الدراسي الأول ولم تبين ذلك فتلك مصيبة فمن الواجب توضيح الخطأ وطمأنة الطالبات أما إن كانت لا تدري فالمصيبة أعظم لأنها مسؤولة ومطلعة فلا عذر لها.
وتؤيدها معلمة لمادة التاريخ بقولها إن النموذج الإرشادي وضع للمعلمة إطارا محددا تتبعه ولا يسمح لها بتجاوزه فمثلا حدد السؤال الأول بصيغ معينة مثل: اذكري أو اختاري والمعلمة تختار بين العبارات فقط، بينما حدد لها مواقع الدروس التي تضع منها الأسئلة فمثلا السؤال الأول الفقرة الأولى من الدرس الثالث أو الرابع وهكذا، وتضيف أن النموذج الإرشادي احتوى كذلك على نقاط غير واضحة صعب علينا فهمها والغرض منها. وهنا قالت معلمة أخرى تدرس المواد الدينية: واجهت مشكلة في فهم نقطة في النموذج الإرشادي ولم أجد من يوضح لي اللبس الذي وقعت فيه وحاولت الاستعانة بالتوجيه حيث ذهبت للتوجيه المركزي ولكن لم أجد إجابة لأسئلتي فلم تحدد موجهة معينة للرد على استفساراتنا وأتوقع أن الموجهات أنفسهن يجهلن الإجابة عليها.
وتساءلت عن سبب هذا التكتم على النماذج الإرشادية, مضيفة أن المعلمات لم يعطين فرصة للتدرب على كيفية وضع الأسئلة فلم نحصل على دورات في هذا المجال أسوة بغيرنا من المناطق التي حصلت معلماتها على دورات تعلم مهارات وضع الأسئلة، كما أن الوقت الذي خصص لوضع الأسئلة ضيق فلم تصلنا النماذج الإرشادية وجدول المواصفات إلا قبل بدء الامتحانات بأربعة أسابيع وأنا كمعلمة لمواد الدين مطالبة بوضع 21 نموذج أسئلة وهناك لبس عندي في بعض النقاط التي وردت في النموذج الإرشادي ولم أجد أي إجابة شافية على استفساراتي مما اضطرني للاستعجال في وضع الأسئلة قبل أن يمر الوقت دون فائدة.
وتصف معلمة لمادة النحو وضع المعلمات اللاتي يضعن أسئلة التوجيهي بالناسخات معللة ذلك بقولها حملنا المسؤولية ولم نعط حرية اختيار أو وضع الأسئلة حسب رؤيتنا فالمسألة شكلية فقط حيث أعطينا نموذجا إرشاديا نتبعه خطوة خطوة فالدروس التي تستخرج منها الأسئلة محددة أي أننا نضع صيغة السؤال فقط والتي لم تترك لنا حرية الخيار المطلق فيها وإنما حدد بعدد معين من الخيارات, مضيفة بقولها لو أن النماذج وصلتنا في بداية الفصل الدراسي لأمكننا مناقشتها ومعرفة أماكن الخلل فيها أما أن تترك هكذا للتجربة فهذا ظلم للطالبات أولا وأخيرا، حيث ركز النموذج الإرشادي للأسئلة على دروس معينة فيما أغفل دروسا مهمة.
وتختم حديثها بالقول إما أن نعطى الحرية الكاملة في وضع الأسئلة، وإما أن نرجع للأسلوب السابق عندما كانت الموجهات هن من يضع الأسئلة.

الأكثر قراءة