لبنان يعود إلى الخريطة السياحية ويتوقع عائدات بـ 4 مليارات دولار

لبنان يعود إلى الخريطة السياحية ويتوقع عائدات بـ 4 مليارات دولار

لبنان يعود إلى الخريطة السياحية ويتوقع عائدات بـ 4 مليارات دولار

ما إن انطلقت عجلة الحياة السياسية وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية في لبنان، حتى تبدل المشهد العام في بيروت، وحلت مشاهد الحفلات والمهرجانات بسرعة محل مشاهد الرصاص والدواليب المحترقة، وسجلت اندفاعة قوية من المواطنين على كل مستوياتهم نحو الحياة والنشاط والإنتاج.
والتبدل الكبير سجل في المشهد السياحي العام حيث بدأ العمل الدؤوب لتأمين موجبات صيف واعد، ظهرت ملامحه الاستثنائية من خلال توافد الزائرين اللبنانيين والعرب إلى لبنان.
وقد أسهم إعلان جو سركيس وزير السياحة عن توقعات بوصول عدد السياح إلى مليون و600 ألف سائح حول الصيف الحالي، في تبديل المشهد السياحي اللبناني بشكل سريع، وبعدما كان القيمون على القطاع السياحي يعلنون "موت السياحة" فإذا بهم يتحدثون عن عودة قوية للبنان على الخارطة السياحية في العالم.
ومع ارتفاع نسبة الأشغال في الفنادق التي كان بعضها يتجه نحو الإقفال، سجلت حركة تهافت لافتة على وكالات السفر حيث رصدت وكالات السياحة والسفر قدوم نحو 700 ألف زائر وسائح خلال الشهر الحالي فقط. وكشف جان عبود رئيس نقابة أصحاب وكالات السفر والسياحة لـ "الاقتصادية" أن "الحجوزات على كل الرحلات إلى بيروت خلال حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) قد اكتملت وأنه من الصعب تأمين أي حجز لأي زائر، إلا إذا عمدت شركات الطيران إلى زيادة عدد رحلاتها من بعض دول الاغتراب اللبناني ومن العواصم الخليجية والأوروبية الكبرى".
وأشار إلى أن شركة "الميدل ايست" تدرس زيادة عدد الرحلات من السعودية إلى بيروت نظراً للارتفاع اللافت في الحجوزات إذ إن نسبة الزوار السعوديين تجاوزت 40 في المائة من عدد الزوار العرب والخليجيين القادمين هذا الصيف إلى لبنان.
وعوّل بيار الأشقر رئيس مجلس نقابة أصحاب الفنادق على مناخ التوافق الذي برز مع تطبيق اتفاق الدوحة، وتوقع انسحاب الاتفاق السياسي على الواقع السياحي والفندقي وبالتالي "عودة لبنان مجدداً إلى الخريطة السياحية للعالم العربي بعدما كانت السياحة على شفا الهاوية منذ أقل من أسبوعين".
وقال لـ "الاقتصادية" إننا "نعمل اليوم للموسم السياحي الداهم وكأننا نبدأ من نقطة الصفر ولكن وسط توقعات فائقة الايجابية إذ تزايدت الحجوزات في المؤسسات الفندقية وبدأنا نشهد ارتفاعاً في حركة السفر إلى بيروت. وإذا ارتفعت نسبة السواح العرب وبخاصة الخليجيين، وتشير التوقعات خلال الصيف الحالي فإن الحركة السياحية في صيف 2008 ستتجاوز كل مواسم الصيف السابقة حيث كانت الأرقام تتحدث عن مليون سائح كحد أقصى".
ووجه الأشقر نداء باسم النقابة إلى فؤاد السنيورة رئيس الحكومة طالبه فيه بأن "تدعم الحكومة الجديدة قطاع الفنادق الذي تحمل وعانى خلال السنتين الماضيتين جراء تراجع السياحة وتدهور الوضعين السياسي والأمني". وقال إن "الأضرار الجسيمة التي أصابت هذا القطاع قد دفعت بالقيمين عليه إلى الاقتراض من المصارف ودفع فوائد عالية فقط لتأمين الاستمرارية، وعلى الحكومة دعم هؤلاء عبر الاستماع إلى مطالبهم المستحقة وتحقيقها عبر الوزارات المختصة".
وفيما تحدث وزير السياحة عن إمكان تجاوز عدد الوافدين من المغتربين والسياح إلى لبنان المليون ونصف المليون هذا الصيف، لاحظ الأشقر أن "نسبة الحجوزات في الفنادق ارتفعت من 5 في المائة إلى 50 في المائة بعد أيام معدودة فقط على إعلان اتفاق الدوحة واستقرار الوضع الأمني، وبالتالي فإن هذه النسبة مرتقبة في فنادق العاصمة والضواحي خلال شهر حزيران (يونيو) الحالي.
أما إذا استمر الوضع السياسي في التحسن فإن هذه النسبة سترتفع إلى 80 في المائة خلال تموز (يوليو) وآب (يوليو) ولكن ستتجاوز العاصمة إلى كل المناطق وخصوصا الجبلية حيث مراكز الاصطياف في برمانا وعاليه وبحمدون وفقرا والأرز واللقلوق وزغرتا".
وفي موازاة هذه المعطيات، فقد أكد رئيس جمعية تجار بيروت نديم عاصي لـ "الاقتصادية" أن نسبة الحجوزات في الفنادق والشقق المفروشة في العاصمة قد تخطت 70 في المائة.
وتوقع أن ينعكس ذلك إيجاباً على حركة التسوق لأن "التاجر اللبناني يترقب المتسوق العربي أولاً والمواطن المغترب ثانياً والمقيم ثالثاً، وكشف عن مناخ إيجابي في الأسواق وفي أوساط التجار في كل المناطق اللبنانية مع انطلاقة عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
واعتبر أن عودة الحياة إلى وسط بيروت قد أطلق حركة تجارية وسياحية لافتة خصوصاً في ظل المهرجانات الفنية التي تقام بشكل يومي منذ اليوم الأول لإنهاء اعتصام المعارضة في وسط بيروت والذي دام 18 عاماً.
وأشار إلى أن مشروع إعلان شهر خاص للتسوق يبحث حاليا، لفت إلى أن جمعية تجار بيروت تدرس إقامة مهرجانات واحتفالات خاصة بهذه المناسبة اعتبارا من شهر تموز (يوليو) المقبل.
وقال عاصي إن "الشأنين الاجتماعي والاقتصادي يجب أن يشكلا ركيزة العمل الرسمي في المرحلة الراهنة لأن القطاعات الاقتصادية باتت في حاجة ماسة إلى أجواء هادئة ومستقرة للإفادة من موسم الصيف المقبل لان عنوان العهد الجديد هو العمل والإنتاج بالتعاون بين القطاعين العام والخاص".
وكانت القراءة الرقمية للحركة السياحية في نيسان (أبريل) الماضي كما نشرتها وزارة السياحة، قد أظهرت تراجعاً في عدد الوافدين إلى لبنان بنسبة 6.99 في المائة مقارنة مع نيسان (أبريل) 2007 حيث بلغ عددهم 83 ألفاً و276 زائراً.
لكن التوقعات لشهر حزيران (يونيو) الراهن وبحسب وزير السياحة جو سركيس تشير إلى أرقام تضاهي عدد السياح في السنوات الثلاث الماضية، وتتراوح ما بين مليون و300 ألف ومليون و600 ألف، وفي هذا السياق فإن عائدات السياحة المرتقبة ستتجاوز 4 مليارات دولار هذا الصيف.

الأكثر قراءة