مواقع الجامعات والموجة الثانية
مواقع الجامعات والموجة الثانية
لقد تميزت موجة الويب الثانية web2.0 عن الأولى بأنها أكثر إمتاعا لمستخدمي الإنترنت، لتفاعلها الملحوظ والاستمتاع بالمشاركة الفاعلة في مواقع هذه الموجة. لعل معظم المتفاعلين مع مواقع الويب 2 هم فئة الشباب، ولهم تأثير كبير فيما تتم كتابته واختياره. وحماس هذه الفئة وقدرتهم على التفاعل وإبداء آرائهم وملاحظاتهم على الموضوعات المختلفة هي ما أدت إلى إطلاق اسم "ويب القراءة والكتابة" read/write web على هذه الموجة الثانية web 2.0 .
إن مميزات الويب 2 تتناسب وبشكل كبير مع البيئة الجامعية، من حيث الفئة العمرية، ومن حيث متطلبات التفاعل في العملية التعليمية. وهذا ينعكس بشكل واضح في الإحصائيات المختلفة التي يبرز بعضها أن معظم المستخدمين هم من الفئة العمرية بين 18 و24 سنة. ومن هذا المنطلق تبرز أهمية أن تشرع الجامعات في تحويل مواقعها أو أجزاء منها بحلة جديدة تكسوها سمات موجة الويب الثانية وتوفر الوسط التفاعلي في الكثير من القضايا التعليمية والأكاديمية والبحثية. وهنا العديد من التطبيقات التي من الممكن أي تجتذب مشاركة أعداد كبيرة من الطلبة والأساتذة إليها. فعلى سبيل المثال سيكون من المثمر عرض الخطط الأكاديمية للتخصصات المختلفة لمعرفة آراء الأساتذة والطلبة والمهتمين حتى من خارج الجامعة، وبالأخص فيما يتعلق بوصف المقررات وتطورها.
على الرغم من وجود العديد من مواقع الويب 2 والموجهة للبيئة التعليمية، فإنه من الضروري أن يتم تحويل مواقع الجامعات إلى هذه البيئة. ولكن تحويل مواقع الجامعات إلى بيئة الويب 2 قد لا يكون بهذه السهولة المتوقعة، إذ يتطلب الأمر مواجهة بعض التحديات التقنية والإدارية.
كما قد يتطلب التحول إلى هذه البيئة في طريقة التعاطي مع الآخرين فيما يخص العملية التعليمية والبحثية. بالطبع فإن هذه التحديات متوقعة، حيث إن الطبيعة البشرية تقاوم التغيير، ولكن من الممكن الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال، حيث تم تطبيق أفكار الويب 2 في العديد من الجامعات العالمية وتمت الاستفادة منها بشكل كبير. وعلى سبيل المثال، فإن 70 في المائة من حركة نقل البيانات في موقع معهد "إم آي تي للتقنية" MIT هي من مستخدمين خارج الولايات المتحدة الأمريكية، والسبب في ذلك يرجع لوجود Open Course Warehouse (OCW) والذي توفر فيه MIT الوصول إلى المواد التعليمية لنسبة كبيرة من المواد التي يتم تدريسها في المعهد، مما أسهم في تفعيل نشر المعرفة بشكل كبير.
إن الانتقال لبيئة الويب 2 أمر لا بد منه في مختلف أنواع المواقع، سواء كانت تعليمية أو خلافها. ولكن الانتقال في المواقع التعليمية هو الاتجاه المنطقي الذي لا مفر منه.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستقوم جامعاتنا بالتوجه لهذه البيئة الآن، أم ستنتظر حتى يفوتها الركب ويهجر مواقعها الطلبة إلى مواقع الموجة الثانية وتبقى مواقع رسمية تقليدية؟