مسنات يقدن حملة تدريبية على الحرف اليدوية
أنهت مجموعة من النساء دورة تدريبية على بعض الحرف اليدوية في القصيم، حيث تم الاستفادة من عدد من النساء المسنات واللاتي يجدن عمل تلك المهن بأيديهن.
كما يتم تدريب بعض الفتيات على الأعمال اليدوية الخاصة بالأكلات الشعبية وتزيينها كما في عمل الكليجا وطريقة إعدادها وتحضيرها والأدوات الخاصة باستخدامها، وشملت الدورة تعلم حرفتي السف والسدو، والتي تهدف إلى المحافظة على الحرف اليدوية وبقائها في المجتمع، وكذلك إيجاد مصدر دخل ثابت لبعض الأسر لتسويق منتجاتها الشعبية عبر منافذ التسويق المختلفة لتلك المنتجات الحرفية.
وأكد الدكتور جاسر الحربش المدير التنفيذي لجهاز السياحة في القصيم أن إحدى خطط الهيئة هي دعم المنتجات المحلية الشعبية وإبرازها بشكل يتوافق مع متطلبات السوق واحتياجاتها، مشيرا إلى أن هيئة السياحة جادة في إيجاد منافذ تسويقية، ما يعود على محترفيها بالفائدة المالية, وعلى اعتبار أن المشكلة الحقيقية التي تواجه مثل هذه الصناعات تكمن في قلة توافر منافذ التسويق.
وقد أشار في وقت سابق المهندس سعيد القحطاني مشرف مسار الحرف اليدوية في الهيئة العليا للسياحة إلى أن برامج التدريب نفذت من قبل الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع "اليونسكو"، حيث إن المنظمة تدعم جميع الدول وتم مخاطبتهم للاستفادة من دعم الحرف والصناعات اليدوية في السعودية،
وتم تحديد حرفتين من القصيم صناعة الخوصيات وصناعة الأنسجة أو ما يعرف بالسدو وتم عقد الدورتين بالتنسيق مع اللجنة النسائية في المنطقة.
وبيّن القحطاني أن الهيئة عازمة على تطوير الحرف والرفع من كفاءة الحرفيين والحرفيات حتى يتمكنوا من تسويق منتجاتهم بشكل يدر دخلا لهم. وأشار القحطاني إلى أن العديد من السلال التي يتم استيرادها وتصنيعها في خارج السعودية لبعض الحلويات والمعجنات يمكن الاستغناء عنها بتطوير صناعة السف والخوصيات وإضافة بعض اللمسات الجمالية لها، ما يوجد منافذ تسويقية متعددة يمكن بيعها بسعر منافس للصناعات المستوردة.
من جانب آخر, أوضحت نوال العجاجي الأمين العام للجنة النسائية في القصيم أن الدورتين قدمت للفتيات التي تراوح أعمارهن بين 18 و26 عاما وقدمتها كبيرات السن لهن في أعمال السدو والسف، كما تقدم مكافأة مالية للمتدربة أثناء انعقاد الدورة.
وأشارت العجاجي إلى أن السدو تعد من أقدم الحرف التقليدية في شبة الجزيرة العربية ويتم تصنيع السدو من عدة أنواع من المواد، حيث يدخل في تصنيعه الصوف الطبيعي والصوف الصناعي.
وأضافت العجاجي أن حرفة السدو فنا عريقا للمرأة في السعودية، حيث توحي بالبساطة والمهارة الفنية العالية ولها أدوات تستخدم ومتعارف عليها عند المرأة البدوية في شبة الجزيرة العربية.
من ناحية أخرى، بينت أن مهنة السف واحدة من الصناعات اليدوية التي انتشرت في منطقة القصيم، حيث إن خوص النخيل من الضروريات عند المرأة في الماضي تؤمن معظم احتياجاتها من منتجات الخوص على اختلاف أشكالها وأنواعها.
وبينت العجاجي أن هناك مطالبات منهن لإيجاد موقع للحرفيات أسوة بالحرفيين الرجال لتسويق المنتجات في مواقع دائمة وهذا يوفر فرصا متعددة للعمل، خصوصا أن الحرفيات في الوقت الحالي يعدن عاطلات عن العمل لأن منتجاتهن لا تدر أي دخل لهن إلا بالطرق التي يتم تسويقها عبر إقامة معارض سنوية غير مجدية وفعالة.
وأشارت العجاجي إلى أنهن جادات في إيجاد موقع متميز لهن لتسويق تلك المنتجات بشكل يرفع من المبيعات السنوية.