سوق الأسهم السعودية... الآثار السعرية للنفط "غير مباشرة"
سوق الأسهم السعودية... الآثار السعرية للنفط "غير مباشرة"
دشنت السوق السعودية أولى جلساتها الأسبوع الحالي بتراجع طفيف لم يتجاوز 0.07 في المائة (سالب 6.8 نقطة) ليغلق المؤشر عند 9666 نقطة، بعد أن تم تنفيذ 444 ألف صفقة على 239.3 مليون سهم، قيمتها الإجمالية تسعة مليارات ريال تقريبا.
واستبعد خبراء اقتصاديون وماليون تحدثوا لـ"الاقتصادية" أمس، أن يكون تأثير ارتفاع أسعار النفط مؤثرا بصورة "مباشرة" في السوق السعودية، على الرغم من تأكيدهم أن الارتفاع في السلعة الحيوية يؤثر في عديد من مفاصل الاقتصاد الذي يعده أحدهم "ريعيا إلى حد ما".
ويؤكد ياسين الجفري ـ الخبير الاقتصادي ـ أن سوق الأسهم المحلية لم تعد تتأثر بصورة تذكر بالتطورات في الأسعار النفطية "على الأقل... مقارنة بما كانت عليه (السوق السعودية) قبل 2004".
من جهته يرى الدكتور عبد الله باعشن رئيس مجلس إدارة شركة تيم ون للاستشارات، أن لارتفاع أسعار النفط "تأثيرا (في سوق الأسهم السعودية) غير مباشر... لأن (عوائد) صناعة النفط بعيدة المدى... تاثيرها مستقبلي".
وصعد النفط في نهاية جلسات الأسبوع الماضي، متجاوزا 133 دولارا للبرميل أمس الأول متأثرا بضعف الدولار ومخاوف ملحة بشأن ركود الإنتاج في روسيا ومنتجين آخرين ليسوا أعضاء في منظمة "أوبك". وكانت أسعار النفط قد تراجعت أكثر من 3 في المائة الخميس الماضي بعدما لامست مرتفعا قياسيا فوق 135 دولارا للبرميل.
وتشهد سوق الأسهم السعودية تذبذبا تخللها عدة تراجعات نقطية، شهدت فقدان أكثر من مئة نقطة في أكثر من جلسة، على مدى أيار (مايو) الجاري، ويربط عديد من المحللين تراجع السوق إلى ما دون 10 آلاف نقطة إلى عوامل تتعلق بطبيعة نفسية المتداولين الأفراد (يشكلون الغالبية العظمى من المتداولين في السوق السعودية). ويذهب آخرون إلى أن تنامي أسعار النفط يشكل عاملا إيجابيا في المؤشر المحلي.
ويقول مراقب للسوق ـ طلب عدم الإشارة إلى اسمه ـ:" يمكنك أن تلاحظ ارتفاع أسهم الشركات الأكثر نشاطا في السوق إضافة إلى ارتفاع سهم سابك (خلال جلسة أمس) لكن المؤشر العام يسجل تراجعا... نظريا هناك من يضغط على السوق".
وقاد سهم "إعادة" للتأمين الجلسة بصفقته الأكثر نشاطا في اليوم الأول من إدراجه في السوق السعودية الذي أغلق عند 20.50 ريال، وبلغت الأسهم المتداولة من "إعادة" 54 مليون سهم، ثم زين (36 مليونا)، الكهرباء (14.2 مليون)، بترورابغ (10.9 مليون)، البحري (9.8 مليون)، نماء (8.4 مليون)، جبل عمر (7.5 مليون)، كيان (7 مليون)، سابك (3.6 مليون).
ويتساءل المراقب: "لماذا يتراجع قطاع البنوك منذ فترة... هل لاقتراب إدراج مصرف الإنماء في السوق دور في ذلك... عدم الوضوح يجعلنا نتساءل عن الشفافية فيما يتعلق باستثمارات البنوك في الخارج... هل تأثرت بأزمة الرهون العقارية؟".
وكان للقطاع المصرفي اليد الطولى في تراجع المؤشر السعودي أمس، عندما هبط 2.27 في المائة، ولم يتبعه في الاتجاه النزولي سوى قطاعا الاتصالات (سالب 1.06في المائة)، والتأمين (سالب 1.03 في المائة)، بينما ارتفع 11 قطاعا تصدرها قطاع الطاقة الذي قفز 3.59 في المائة، ثم النقل (2.87)، والتشييد (2.57).
وتصدر "سايكو" الأسهم ارتفاعا، عندما سجل ربح 9.9 في المائة، وعلى مقربة منه تواجد البابطين (9.84 في المائة)، الزامل (9.82)، ساب تكافل (9.36)، ثم الفخارية (7.3)، وفي المقابل كان الفرنسي المتضرر الأكبر في الجلسة، إذ تراجع 6.25 في المائة، ثم بوبا (سالب 6.5)، سند (سالب 6.2)، وسامبا ( سالب 4.6).