التعليم الإلكتروني .. نقطة العبور للمستقبل وسط مخاوف من تأخره
يتساءل عدد من المعلمين والمختصين في حقل التعليم عن مدى نجاح التعليم الإلكتروني في مدارسنا في ظل النقص الحاد لأجهزة الكمبيوترات والإنترنت عالي السرعة، إضافة إلى الأمية الإلكترونية المنتشرة في أوساط بعض المعلمين ناهيك عن الطلاب، ولكن على الجانب الآخر يرى عدد من المهتمين فيه نقلة نوعية للتعليم وأن نقطة انطلاقه هي مصادر التعلم المنتشرة في عدد من المدارس.
وتنطلق اليوم فعاليات ملتقى التعليم الإلكتروني الذي تنظمه إدارة التربية والتعليم في الرياض، وسط رؤية البعض إلى أن نقص الأدوات الضرورية لتطبيق مثل هذا النوع من التعليم قد يتسبب في عدم انتشاره بين مناطق المملكة، وبالتالي فشله، رغم أن هناك العديد من الدول نجحت في تطبيقه رغم محدودية إمكاناتها.
يقول المعلم سامي العمري إن تطبيق التعليم الإلكتروني من شأنه أن يقفز بالتعليم إلى أعلى درجاته، بسبب أنه سيساعد على تغيير البيئة التعليمية، وبالتالي الدخول إلى أجواء دراسية تختلف عما هو مطبق في مدارسنا في الوقت الحاضر، وأضاف نحن المعلمون نتساءل دائما عن كيفية تطبيقه في المدارس، بسبب أنه يحتاج إلى العديد من المتطلبات الضرورية كتوفير أجهزة حاسب لجميع الطلاب، وكذلك توفير خدمة إنترنت عالية السرعة، ليسهل على المعلم والطالب التنقل في المواقع التعليمية للبحث عما هو مفيد لهما.
وأكد العمري أنه من أكثر المعلمين تعلقا بمركز مصادر التعلم الموجود في مدرسته، بسبب أنه يساعد على تغيير النمط التعليمي للطلاب، وأضاف المركز ينقصه العديد من الأدوات المهمة، مما يجعل العمل يسير بالطريقة الاجتهادية، وبالتالي عدم استفادة الطلاب بالطريقة الصحيحة، لافتا إلى ضرورة الاهتمام بمراكز مصادر التعلم والقضاء على بعض السلبيات حتى نتوقع تطور التعليم لدينا ووصوله إلى أعلى المستويات.
وأكد أحمد الراضي، مشرف تربوي في مركز التقنيات التربوية في الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة القصيم، أن أكثر المعلمين يجهلون المفهوم الحقيقي للتعليم الإلكتروني رغم تطبيقه في مدارسهم، والمتمثل في وجود مركز مصادر التعلم.
وأضاف: التعليم الإلكتروني يعتمد على مصادر معلومات أهمها الحاسب الآلي والإنترنت، وكذلك المحاضرات المنقولة (البالتوك) من خلال مواقع المحادثة لإدارات التربية والتعليم، مشيرا إلى هناك أمثلة حية لتطبيق التعليم الإلكتروني مثل ما تم تطبيقه في جامعة الملك خالد في أبها، وكلية التقنية في القصيم، حيث يتم التواصل بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من خلال البريد الإلكتروني والإنترنت، لحل الواجبات، وتنفيذ بعض الأمور المطلوبة من بحوث وغيرها.
واستبشر المشرف التربوي خيرا حول تطبيق التعليم الإلكتروني في المدارس وقال أعتقد أن البداية مشجعة، والبيئة التحتية جاهزة للعمل، وما علينا سوى الانتظار قليلا لملامسة التطور في القادم من الأيام.