ماذا يحدث للمعلم بعد 3 سنوات؟!

ماذا يحدث للمعلم بعد 3 سنوات؟!

مع نهاية كل عام دراسي تحتفل مختلف الجامعات وكليات المعلمين، بتخرج آلاف من الطلاب وفي شتى التخصصات، منها التربوية التي يتجه معظم خريجيها إلى العمل لدى وزارة التربية والتعليم بعد أن أمضوا أربع سنوات في دراسة المواد التربوية والتخصصية لتأهيلهم كمعلمين لوطنهم الغالي، وفي شتى أنحائه وجهاته في الهجر والقرى النائية، وسط الرمال وفي سفوح الجبال الوعرة، في المناطق والمدن وفي كل مكان، على الرغم من ابتعادهم عن أهاليهم وأبنائهم.
ومع كل تلك الظروف القاسية، تجدهم في بداية كل عام دراسي في مدارسهم وداخل فصولهم بين طلابهم، وهم بكل حيوية وحماس كبير ومنقطع النظير، فهم شعلة تحترق لتضيء طريق طلابهم نحو مختلف العلوم والمعرفة، فهم يقومون بدور الأب والمربي في آن واحد لأبنائهم الطلاب يعاملونهم كما يعاملون أبناءهم، وبعد مرور فترة من الزمن لا تتجاوز ثلاث سنوات كأعلى تقدير من عملهم في وسط الميدان التربوي، يقل حماسهم بشكل كبير بل يتلاشى تماماً وكأن الشمعة قد احترقت، ولكن هذه المرة ليست بفعل طلابهم، بل بسبب وزارتهم.
فهم يرون بأم أعينهم الواقع الحقيقي للميدان التربوي، بدءا بالمبنى المدرسي وتجهيزات الفصول، وجدول دراسي متخم بأكثر من 24 حصة أسبوعياً من عدة مواد وصفوف دراسية أو من تعيين على مستوى وظيفي دون المستحق لهم (نظاماً) وبفارق مالي كبير يصل إلى أكثر من ألفي ريال، فالوزارة تقوم بتعيينهم على المستوى الثاني بينما هم يستحقون نظاماً المستوى (الخامس).
أضف إلى ذلك سيل من تعاميم لا تنتهي صباح كل يوم، وقرارات وأنظمة قد تكون غريبة وغير صائبة، تزيد من أوضاعهم سوءا.
فبعض التعاميم يتجاوز ضررها المعلمين إلى الطلاب أنفسهم نتيجة القرار الصادر أخيراً والمتأخر كثيراً والتعلق بإجازة الصفوف الأولية، وذلك بعد بدء الدراسة للفصل الدراسي الثاني بأسبوعين، بعد أن انتهى المعلمون من توزيع المناهج والخطة الدراسية بناء على التقويم الدراسي المعتمد مسبقاً ليفاجأ الجميع بالقرار، الذي يقضي بتمديد الدراسة للفصل الدراسي الحالي لمدة أسبوعين لطلاب المرحلة الابتدائية من الصف الأول حتى الخامس الابتدائي فقط، وتقليص مدة إجازة معلمي الصفوف الأولية المحفز (الوحيد) لهم، لتنقض بذلك القرار وعدها المسبق لهم بالتقيد بمدة إجازتهم وعدم التعرض لها أو تقليصها مما أسهم بإحباطهم.
انعكس ذلك القرار بشكل سلبي على عطائهم داخل الفصول، خاصة أنهم يتعاملون مع فئة تحتاج إلى كل رعاية واهتمام أكثر من غيرها، وآمل من وزارة التربية أن تعيد النظر بذلك وقبل فوات الأوان، حتى يعود للمعلمين حماسهم، وتضيء شموعهم من جديد، يجب على وزارة التربية والتعليم أن تهتم بهم وبأوضاعهم، وتوفير متطلباتهم كافة، وألا تغفل عن شكرهم بجميع قراراتها خاصة المتعلقة مباشرة بهم أو بالميدان التربوي، فالعاملون في الميدان يرون الأمور بشكل أوسع بل أكثر من غيرهم ممن يعملون خارجه.

معلم

الأكثر قراءة