المتسولون على أبواب المراكز التجارية والمساجد وعند الصرافات
أصبحت منافذ البيع هدفا أساسيا للمتسولين الذين يجدون في هذه الأماكن مرتعا مناسبا لممارسة أعمالهم التي تعتمد في المقام الأول على استدرار عطف المواطن الذي لا يتوانى بإدخال يده في جيبه وإخراج المقسوم.
وتتعدد الأماكن التي يستهدفها المتسولون لتشمل مكائن الصراف الآلي, وإشارات المرور, والمحال التجارية, والمساجد التي يجتمع فيها المتسولين بعد صلاة الجمعة أكثر من أي وقت آخر، وذلك لاستغلال كثرة المصلين والأجواء الروحانية التي يعيشها الشخص من خلال صلاة الجمعة.
واتفق العديد من الذين التقتهم "الاقتصادية2" على سلبية هذه الظاهرة غير الحضارية فهي في الغالب تكون عن طريق نساء يحاولن تمثيل دور الانكسار لتمرير هذه الممارسات المشينة على المواطن المسكين ويضيفون إذا كانت المتسولة تحمل أطفالا معها، فهي بذلك تضمن مضاعفة الربح، وذلك لما يحمله الوجه الطفولي من براءة.
ويقول فهد العنزي "ظاهرة التسول ترسم صورة سيئة عن المجتمع السعودي فهي تعبر عن ظاهرة سيئة تجوب الشوارع في وضح النهار دون رقابة أو محاسبة، ما تجعل الزائر الذي لا يعرف المجتمع السعودي يرسم في مخيلته أن هذا المجتمع فوضوي ودون رقابة".
وعن المسؤول في انتشار هذه الظاهرة قال محمد السليمان "المواطن الذي تنجرف عواطفه وراء دموع المتسولين فيتصدق عليهم راجيا الأجر ولكن هو في الحقيقة يسهم بصدقته هذه في تشجيع المتسولين على البحث في شخص آخر يمارسون عليه نفس الأكاذيب وبنفس الدموع". وتابع السليمان أن الشخص الذي يرغب في الصدقة والأجر بإمكانه أن يذهب للجمعيات الخيرية والمؤسسات المعروفة، وذلك ليضمن أن هذه الصدقة ذهبت للذين يستفيدون منها بالفعل.
وحمل المواطن فيصل الشمري بدوره المسؤولية على جهاز مكافحة التسول وأنها من اختصاصه وينبغي العمل على القضاء عليها, كما أن الجهات الإعلامية يجب عليها توعية المجتمع عن هذه الظاهرة وتوضيح الأوجه الخفية لهؤلاء المتسولين. وأضاف الشمري أن هؤلاء المتسولين ما هم إلا فرق عمل ميدانية يتم توزيعهم على المواقع ليأتي آخر النهار ويتقاسمون غنائمهم إذا لم يكونوا موظفين تابعين لعصابات معينة.
من جانبه، أكد سليمان الرشيدان مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة حائل، "أنه لا يوجد حاليا ما يسمى بمكتب مكافحة التسول, وأصبح القبض على المتسولين من مسؤوليات جهاز الشرطة الذي يقوم بدوره، وبالتنسيق مع الجهات المختصة بترحيل المتسولين، إذ إن كل هؤلاء المتسولين الذين يجوبون شوارعنا، وينشطون في المساجد والمراكز التجارية وبالقرب من الصرافات هم من الوافدين والمتخلفين".