اتساع فتحة طبقة الأوزون يزيد سعر الأرز عالميا بنسبة 15 % ومخاوف في الأسواق الخليجية
أفاد مستوردون للأرز أن اتساع حجم فتحة الأوزون وبالتالي ارتفاع درجة الحرارة بنسبة 1 في المائة، يقلص محصول الأرز بنسبة 10 في المائة، ويرفع سعره بين 10 و 15 في المائة.
وبينوا لـ "الاقتصادية" أن دول الخليج لا تعاني أي نقص في استيراد الأرز، وإنما من ارتفاع أسعار الأرز البسمتي المستورد من الهند وباكستان وبنجلادش، معتبرين أن فكرة استيراد الأرز التايلاندي "كبديل" لن يعالج الأمر، ذلك أن المواطن الخليجي اعتاد استهلاك "البسمتي B".
وتوقعوا ارتفاع أسعار الأرز بين 15 و 20 في المائة خلال الفترة المتبقية من العام الحالي، استنادا إلى زيادة حجم الطلب مقابل العرض وتقلص حجم الرقعة الزراعية خاصة في الفلبين، والقيود التي فرضتها الدول المصدرة للأرز للوفاء باحتياجات السوق المحلية أولاً.
وقال خالد الأمين مدير عام "أسواق ميدوي- أحد أبرز مستوردي الأرز" في البحرين، إن المحصول العالمي للأرز لا يسجل أي زيادة، بل إنه يتراجع منذ ثلاثة عقود، لافتاً إلى أن التأثير المناخي يقلص من حجم الإنتاج.
وشرح ذلك بقوله "حينما ترتفع درجة الحرارة بنسبة 1 في المائة ولا سيما بسبب اتساع حجم فتحة الأوزون، ينخفض المحصول الزراعي وأبرزها الأرز بنسبة 10 في المائة، ويرتفع بناء على ذلك السعر بنسبة 10 ـ 15 في المائة".
وأضاف "يسجل الطلب على الأرز في دول مجلس التعاون الخليجي زيادة سنوية نسبتها 10 في المائة بسبب النمو المضطرد في عدد السكان"، عادّا السعودية بأنها أكثر الدول الخليجية استهلاكا لهذه السلعة، حيث تراوح الزيادة في حجم الطلب السعودي بين 15 و 20 في المائة.
ولفت إلى أن دول الخليج لا تعاني أي نقص في استيراد الأرز، وإنما ارتفاع أسعار الأرز البسمتي الهندي والباكستاني والبنجلادشي، مرجعاً ذلك إلى قيود التصدير التي فرضتها الهند على التصدير وفرضها ضرائب على "البسمتي"، في الوقت الذي تعاني فيه بنجلادش فيضانات العام الماضي، ما رفع سعر الطن إلى 1650 دولارا.
وتستورد دول المنطقة الأرز البسمتي المصنف ضمن فئةB ، خلافاً لدول الشرق الأقصى مثل الفلبين التي تستهلك أرز درجة A، وبحسب الأمين فإنه يصعب تنوع استيراد الأرز من دول أخرى ما دام المستهلك الخليجي متمسكا بشراء "البسمتي B".
وتوقع أن تسجل الأسعار زيادة "لكنها ليست كبيرة"، وإنما بين 10 و 20 في المائة خلال الفترة المتبقية من العام الحالي، بيد أنه استدرك قائلاً" ذلك المستوى من الارتفاع مرتبط بعدم حدوث كوارث طبيعية أو تقلبات مناخية في الهند وباكستان وبنجلادش، وعدم قيام الهند برفع قيمة ضريبة التصدير".
وقال إن حجم الإنتاج العالمي من الأرز يبلغ 30 مليون طن، في حين يصل مستوى الطلب إلى 40 مليون طن، ومثل هذه الفجوة تساعد على تعزيز ارتفاع الأسعار، في حين أن بيع المزارعين الفلبينيين أراضيهم وتحويلها لنشاطات استثمارية وعقارية، قلّص من حجم الإنتاج وساعد على زيادة السعر، ولا سيما أن مانيلا ستستورد 2.2 مليون طن من الأرز هذا العام لسد العجز في تغطية الطلب المحلي من هذه المادة.
بيد أن الأمين لفت إلى أن أسعار الأرز في الشرق الأقصى سجلت ارتفاعا بلغت نسبته 300 في المائة ، بينما ارتفعت أسعار " مجلس شيكاغو" تجاوزت 80 في المائة، واصفاً الارتفاع بأنه الأعلى في تاريخ المصدرين.
وبين الأمين أن إندونيسيا "أكبر المستهلكين للأرز في آسيا" قررت إنتاج أرز ذي الفئة المتوسطة للاستهلاك المحلي وللتصدير أيضاً، في محاولة منها للحد من التضخم، مشيرا إلى أنها لا تعطي إذناً للمزارعين بالتصدير إلا في حال بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي لمخزون الأرز أكثر من 3 ملايين طن سنويا.
ووصف علي حيدر كازروني "شركة كازروني"، حجم الارتفاع في أسعار الأرز البسمتي الهندي والباكستاني بأنه كبير، حيث قفز حسب قوله من 100 و 110 ريالات "40 كيلو" إلى 160 و200 ريال، متوقعاً زيادة جديدة لا تقل عن 5 في المائة خلال الفترة المقبلة.
وقال إن حديث بعض التجار عن استيراد الأرز التايلاندي "كبديل"، لن يعالج مشكلة ارتفاع الأسعار، ذلك أن المواطن الخليجي اعتاد استهلاك الأرز البسمتي الهندي والباكستاني، وقد يجد صعوبة في تغيير هذا النمط الاستهلاكي.