"البلدية والقروية" ترفع مقترحات تتعلق بأزمة الإسكان إلى المجلس الاقتصادي الأعلى
"البلدية والقروية" ترفع مقترحات تتعلق بأزمة الإسكان إلى المجلس الاقتصادي الأعلى
أوضح الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز نائب وزير الشؤون البلدية والقروية إن هناك تصورات ومقترحات رفعت إلى المجلس الاقتصادي الأعلى، بخصوص ما يتعلق بأزمة الإسكان في المملكة.
وأشار في إجابته على سؤال لـ "الاقتصادية" حول التعويل على الوزارة في قضية الإسكان من خلال منح الأراضي، إلى أن "منح الأراضي إحدى وسائل إيجاد سكن لكل مواطن، وهي ليست قاصرة على وزارة البلديات، ولكن هناك جهات أخرى، والوزارة أعدت تصورها في هذا الموضوع وتم رفعه للمجلس الاقتصادي الأعلى".
جاء ذلك عقب تدشين الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز نائب وزير الشؤون البلدية والقروية ندوة "نحو مدن إنسانية صديقة للجميع.. دور أمانات وبلديات المدن في تعزيز البعد الإنساني بها" البارحة الأولى والتي تنظمها أمانة منطقة الرياض بالتعاون مع المعهد العربي لإنماء المدن، وتستمر لمدة ثلاثة أيام في مركز الملك فهد الثقافي بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العليا للسياحة والأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف أمين منطقة الرياض والأمير سعود بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، والأمير أحمد بن عبد الرحمن محافظ الدرعية، وعبد الله النعيم أمين مدينة الرياض سابقا رئيس مجلس أمناء المعهد العربي لإنماء المدن رئيس المعهد.
وفي سؤال عن وجود محاباة لمدن دون غيرها من قبل الوزارة، وافتقاد بعضها أبسط مقومات الأنسنة، مثل الحدائق والمتنزهات وخاصة في جنوب وشمال المملكة، شدد الأمير منصور أن وزارة البلديات وجميع الوزارات في المملكة مسؤولة عن تحقيق التوازن في التنمية في جميع مناطق المملكة، لكن قد تكون بعض المناطق قد حظيت بتنمية أكثر، وأحد الأسباب التي أدت لذلك ونعانيها في الوقت الحاضر في بعض المناطق، هو قلة عدد المقاولين المكلفين بتنفيذ المشاريع، ولذلك نجد تأخيرا في تنفيذ بعض المشاريع في بعض المناطق، وأعدت دراسة في ذلك، والتي نتج عنها أن من أهم الأسباب التي تعوق الإسراع في تنفيذ المشاريع قلة المقاولين. وهنا أؤكد اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بتوازن التنمية، والدليل ما يصرف من فائض الميزانية لبعض المناطق لتواكب النهضة والتطور مثل باقي مناطق المملكة، ولذلك يصرف في ذلك الملايين.
وعن حرص بعض الأمانات على إرجاع فاض ميزانياتها إلى وزارة المالية على حساب المشاريع، أشار نائب وزير البلديات إلى أنه في هذا الخصوص تم إرسال لجان، وفي بعض المناطق وجد عجز في مشاريعها بسبب المقاولين، ولذلك وقع العام الماضي عقد مع شركات صينية لمحاولة سد العجز في هذه المشاريع.
وأعرب الأمير منصور عن شكره لأمانة الرياض والمعهد العربي لإنماء المدن لحسن الإعداد والتنظيم للندوة، معربا عن سروره لما شاهده من العرض المصاحب للندوة، والذي يعد مفخرة لكل مواطن، مؤملا بحول الله تعالى أن يشاهده في جميع مناطق المملكة ومدنها، وذلك لتحقيق التوازن في التنمية، مشيرا إلى أن مدننا تشهد نمواً كبيراً وتطوراً ملموساً في التخطيط والتصميم العمراني جعل من العديد منها مؤهلاً ليكون مدناً إنسانية صديقة للجميع.
من جانبه، أوضح الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف أمين منطقة الرياض أن الندوة تأكيد حقيقي لاهتمام الدولة ممثلة في وزارة الشؤون البلدية والقروية وإمارات المناطق وأمانات المدن وبلدياتها، مبينا حجم ما تنفقه البلديات على المشاريع البلدية، سواء منشآت أو طرق أو مشاريع خدمية مختلفة، إلا أن مستوى الرضا لدى السكان يظل دائماً أقل من المتوقع بينما وفي تجارب كثيرة عندما تتم الالتفاتة للمتطلبات الإنسانية في المدينة لتتفاعل مع ساكنيها فإن مستوى الرضا يكون عالياً ويجعل الحياة للسكان أجمل وأعلى كفاءة، لذلك فإن من المطلوب من البلديات الاهتمام بالإنفاق على مشاريع وبرامج ذات بعد إنساني واجتماعي يتم من خلالها تحسين ورفع كفاءة مدننا، والتي تنعكس إيجاباً على زيادة إحساس المواطن بالراحة والرفاه والمزيد من الانتماء والعطاء.
من ناحية أخرى، أشار عبد الله العلي النعيم رئيس مجلس أمناء المعهد العربي لإنماء المدن رئيس المعهد، أن الندوة تنعقد في وقت يعيش فيه العالم ثورة تقنية وصناعية في مجالات المواصلات والاتصالات لم تترك للإنسان مجالا ليعيش حياة طبيعية يعتمد فيها على جهده البدني، وأصبحت الطرق للسيارة، فحرم من التواصل مع الآخرين، وأصبح التواصل مع الآلة والأجهزة، مما أدى إلى تغييب البعد الإنساني بين الناس، خاصة في المدن وبين تجمعاتها السكانية، ونتيجة لعدم الحركة، وخاصة رياضة المشي، أصبح الإنسان عرضة لكثير من أمراض العصر.
وجال الأمير متعب بن منصور على المعرض المصاحب للندوة، والتي شاركت فيه أمانات مناطق في المملكة، وقدمت فيه أمانة الرياض مشاريعها المنفذة والقائمة الداعمة لأنسنة المدينة، والتي منها المتنزهات والحدائق والساحات البلدية وممرات المشاة، وبرامج الترفيه في الأعياد والعطلات.