توظيف الموارد المالية النفطية في اقتصادات الخليج أهم تحديات المنطقة

أكد عبد الرحمن الراشد النائب الأول لرئيس اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية، أن من أهم التحديات الأخرى التي تواجه دول المجلس في هذه المرحلة توظيف الموارد المالية النفطية في إعادة هيكلة اقتصادات هذه الدول وتنويع مصادر الدخل بما يسهم في تكوين قاعدة اقتصادية راسخة تحقق الاستقرار الاقتصادي المطلوب بعيدا عن تقلبات الأسعار العالمية للنفط، وتعمل على تحقيق تنمية مستدامة في الأمد البعيد تستطيع أن تحافظ على ما وصلت إليه هذه الدول من تقدم ورخاء اقتصادي واجتماعي لأبناء دول المنطقة.
وأوضح الراشد أن تفعيل قيام السوق الخليجية المشتركة سيغير من خريطة الاستثمار في المنطقة ويمهد الطريق لفتح آفاق استثمارية واعدة أمام القطاع الخاص الخليجي, مما يتطلب تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص لرسم معالم هذه الخريطة الاستثمارية وفق رؤى اقتصادية واجتماعية تخدم مصالح أبناء المنطقة.
وشدد الراشد على أن مواجهة مختلف التحديات الاقتصادية التي تواجه دول المجلس اليوم تتطلب من قادة هذه الدول تبني رؤية مشتركة حول طبيعة هذه التحديات ومدى عمق تأثيرها في الأداء الاقتصادي الذي يعد الركيزة الأساسية لتقدم ورفعة هذه الدول ولتحقيق أمنها الشامل، الذي يعد العنصر الاقتصادي والاجتماعي أحد مكوناته الرئيسية والمهمة التي يجب إعطاؤها عناية خاصة في كل الاجتماعات المشتركة للقادة بصفة خاصة ولكل المسؤولين والمعنيين من الجهات الرسمية الخليجية ذات العلاقة.
وبين الراشد أن من أهم التحديات التي تواجهها دول المنطقة اليوم تفعيل متطلبات قيام السوق الخليجية المشتركة التي تم إطلاقها منذ بداية العام الجاري والتي جاءت تلبية لتطلعات وآمال أبناء دول المجلس في تحقيق المواطنة الخليجية , وتعزيز دور المجلس في ظل التكتلات الاقتصادية العالمية الحالية.
ودعا الراشد قادة دول المجلس إلى الإيعاز بشكل واضح وصريح للجهات التنفيذية في دول المجلس للعمل الجاد لتنفيذ كافة متطلبات قيام السوق وتجاوز كافة العقبات التي من شأنها عرقلة تفعيل قيام السوق , وأن تعمل هذه الجهات التنفيذية يدا بيد مع القطاع الخاص لتكون هذه السوق نواة حقيقية تدعم اقتصادات المنطقة، مؤكدا أهمية إشراك القطاع الخاص في بلورة وصياغة القوانين والأنظمة التي تحدد ملامح السوق، حتى يمكن تلافي كافة أوجه القصور التي قد تصاحب قيام السوق.
وشدد الراشد على أن دول المجلس مطالبة اليوم بألا تفوت الفرصة في استغلال ما تمر به من طفرة اقتصادية ومالية ملموسة في إعادة هيكلة اقتصاداتها وتبنى مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية ومعالجة التحديات الاقتصادية التي تواجهها من خلال تعميق جهود التكامل الاقتصادي بينها، والمضي بخطى ثابتة ومدروسة نحو تحقيق الوحدة الاقتصادية التامة بينها وإصدار العملة الخليجية الموحدة مما سيمكن هذه الدول من أخذ دورها القيادي الذي تستحق على خريطة العالم الاقتصادية باعتبارها دولا ذات قدرة اقتصادية تنافسية كبيرة وليست باعتبارها فقط دولا منتجة ومصدرة للنفط.