د. رامي: تحليل Fibro Test مع قياس Fibro Scan يغني عن الخزعة ويكتشف تليف الكبد مبكراً
د. رامي: تحليل Fibro Test مع قياس Fibro Scan يغني عن الخزعة ويكتشف تليف الكبد مبكراً
خلال العقد الماضي أصبح واضحاً مدى أهمية إبقاء مستوى الفيروس (ب) منخفضاًَ في الدم خلافاً للاعتقاد السائد أن وظائف الكبد هي التي تحدد نشاط أو خمول الإصابة، ومن هنا يأتي تحليل أعداد الفيروس بالدم كأهم التحاليل لتقرير مدى حاجة المريض للعلاج من عدمه، ولتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع التقينا مع الدكتور رامي شعث استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي.
هل يمكن التعريف ببساطة لالتهاب الكبد الوبائي (ب)؟
هو التهاب بالكبد يحدث نتيجة للإصابة بالفيروس (ب) والالتهاب المزمن يحدث إذا ما استمرت الإصابة لفترة زمنية بعد الإصابة الحادة، فمعظم الناس قد يتخلصون من الفيروس في مراحله الأولى, ولكن البعض الآخر تتطور لديهم الإصابة الحادة وتستمر فيكون الالتهاب هنا مزمناً وقد يبقى خاملاً أو ينشط فيؤثر في الكبد.
أسباب متعددة لنقل الإصابة عن طريق الدم
كيف يصاب الإنسان بالفيروس (ب) ؟
تحدث الإصابة نتيجة للتلوث بدم مصاب بالفيروس أو بسوائل جسمية أخرى لأناس مصابين، فعلى سبيل المثال يمكن للفيروس أن ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي مع شخص مصاب، ويمكن للإصابة أن تحدث عن طريق الحقن الخاطئ للإبر الملوثة بالفيروس أو قد تحدث الإصابة في صالونات الحلاقة عن طريق الأدوات غير المعقمة والملوثة بالفيروس، كما أن الأمهات الحوامل والمصابات بالفيروس يمكن أن ينقلن الإصابة لأطفالهن، ومن الجدير ذكره هنا أن الفيروس لا ينتقل عن طريق اللمس أو النفس أو الغذاء وهو ما يتساءل عنه كثير من المرضى.
ما أعراض الإصابة بالفيروس؟
الإصابة الحادة أعراضها كأعراض أي التهاب كبدي حاد حيث يحدث غثيان وقيء وفقدان للشهية وآلام في أعلى البطن وضعف عام، كما يحدث يرقان في بعض الأحيان (اصفرار في العين والجسم) ويتلون البول بلون أصفر غامق، وقد تكون الإصابة الحادة خفيفة فلا يشعر بها المريض إطلاقاً.
يمكن التخلص من الإصابة الحادة
ما الفرق بين الإصابة الحادة والمزمنة للفيروس (ب)؟
عندما تحدث الإصابة للمرة الأولى فهذه إصابة حادة قد يتخلص منها الجسم ولكن عندما تستمر ستة أشهر أو أكثر هنا يطلق عليها إصابة مزمنة، والإصابة المزمنة تحدث عند 5 إلى 10 في المائة من الناس الذين يصابون بالفيروس (ب)، إذ يتخلص معظم الناس من الإصابة الحادة.
ما مضاعفات الإصابة بالكبد الوبائي (ب) ؟
كما ذكرنا سابقاً فإن كثيرا من الناس لا يشعرون بالمرض (لا تكون هناك أعراض)، ولكن هذه الإصابة المزمنة التي تستمر لأكثر من ستة أشهر قد تنشط وتحدث تليفاً أو حتى تشمعاً, لا قدر الله، وهنا تعجز خلايا الكبد عن أداء وظائفها المعهودة من تنقية الجسم من السموم, وإذا حدث تليف أو تشمع فقد يحدث يرقان وفقدان للوزن وقيء وفقدان للشهية، وقد تتطور الأمور إلى فشل كبدي وغيبوبة أو قد يحدث سرطان للكبد, لا قدر الله.
أشعة صوتية خاصة تعطي مقياساً دقيقاً للتليف
كيف يتم تشخيص المرض؟
يتم التشخيص عن طريق تحليل وظائف الكبد (بالدم) وتحاليل خاصة بالفيروس الكبدي (ب)، كما يتم عمل أشعة صوتية للكبد، وتبقى خزعة الكبد أفضل وسيلة لتقييم الكبد وتحديد ما إذا كان هناك تليف. ومن الجدير ذكره هنا وجود تحليل دم Fibro Test الذي يغني إلى حد ما عن الخزعة، حيث يعطي مؤشراً عن تأثر الكبد وحدوث تليف, فالتليف المبكر لا يظهر في الأشعة الصوتية والرنين المغناطيسي، ويوجد كشف الفايبروسكان Fibro scan وهي أشعة صوتية خاصة تقيس مدى سرعة الموجة العابرة للكبد المتليف وتعطي مقياساً دقيقاً للتليف، وإذا ما أضيف إلى تحليل Fibro Test تكون دقة المطابقة للخزعة أكبر وأفضل.
د. رامي.. ذكرت أن وظائف الكبد فقدت أهميتها بأعداد الفيروس الفعلية في الدم، هل لك أن توضح هذه النقطة أكثر؟
قد يكون هذا أهم سؤال، فقد أجريت دراسة كبيرة في تايوان تعرف باسم REVEAL على آلاف المرضى، وأوضحت هذه الدراسة أهمية أعداد الفيروس الفعلية على تطور المرض إلى تليف أو حتى سرطان (لا قدر الله)، فقد لوحظ بعد متابعة المرضى على مدى 13 عاماً أن نسبة التليف والسرطان أكبر بكثير عند المرضى الذين تزيد أعداد الفيروس لديهم عن 100 ألف نسخة /مل بغض النظر عن وظائف الكبد، وهنا أشدد على أهمية المتابعة الصحيحة والدورية مرتين على الأقل في السنة للتأكد من عدم نشاط الفيروس والحاجة إلى العلاج قبل فوات الأوان وتطور المرض.
تطورات أكثر فعالية لعلاج المرض
ما الجديد في أساليب العلاج؟
بالطبع كما أن هناك تطورات في طرق التشخيص وتقييم الحالة وطرق الكشف عن التليف مثل Fibro test و Fibro scan فإن طرق العلاج قد تطورت، فمن المعروف أن بعض الأدوية التي كانت تستخدم في الماضي القريب للعلاج فقدت جاذبيتها مقابل أدوية أخرى أكثر حداثة وذلك نظراً لأن نسبة نجاح الأدوية الحديثة في تخفيض أعداد الفيروس أعلى، ومثلاً Adefovir و Entecavirهي أدوية تغلبت على Lamivudine المعروف أنها فعالة أكثر، ولا يحدث ارتداد أو نكسة للمريض بعد تحور الفيروس ومناعته للعلاج بعد بدء الاستجابة، كما في دواء Lamivudine. والجدير ذكره هنا أن هدف العلاج في الفيروس (بي) هو وقف تطور المرض إلى حالات متقدمة عن طريق التقليل من كمية الفيروسات بالدم إلى أقل نسبة ممكنة لأن التخلص نهائياً منه صعب بعكس الفيروس (سي).
ما أفضل وسيلة للوقاية من التهاب الكبد (بي) ؟
بالنسبة للفيروس (بي) فالحال أفضل بكثير من حالة الفيروس الوبائي (سي)، حيث يوجد تطعيم ناجح فعال، وهو يعد من أهم الإنجازات الطبية في العصر الحديث حيث لا يقي فقط من التهاب الكبد الوبائي (بي) بل أيضاً من آثاره الخطيرة كسرطان الكبد، وننصح هنا بالفحص المبكر لوظائف الكبد والفيروسات الكبدية كالفيروس (بي) و (سي) وتطعيم الأطفال وأفراد الأسرة المخالطين والمقربين للمرضى، كما يجب تطعيم العاملين بالحقل الطبي، وفي النهاية نتمنى السلامة والعافية للجميع.