معارضنا بين الدولية والمحلية – جيتكس مثال
معارضنا بين الدولية والمحلية – جيتكس مثال
نسعد في المملكة العربية السعودية بشكل عام، وفي عاصمتنا الحبيبة الرياض بشكل خاص، عند إقامة المعارض المتخصصة والتي تتميز بأنها تجمع أصحاب الأعمال المتخصصين لعرض ما لديهم من جديد، وفي الأصل أن يحرص المهتمون على زيارة هذا النوع من المعارض للتعرف على كل جديد، وليس للشراء فقط، وتزداد المعارض أهمية كلما كان الحضور الدولي أكبر لزيادة الفائدة، فتواجد هذه الشركات في المعرض يغني عن زيارتها في الخارج، وهذا وللأسف قليل الحدوث في أغلب معارضنا فالتواجد الدولي ضعيف جداً.
في معرض جيتكس السعودية 2008، وهو المعرض الدولي السابع لتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية. المنعقد في الرياض في الشهر الماضي، ورغم أن إعلانات المعرض تدل على أن المعرض دولي، ولكن أعتقد أن الزوار لهم رأي آخر، فرغم مشاركة أكثر من 600 عارض، والمشاركة من 13 دولة، حسب أخبار الصحف، ولكن افتقد الزوار الكثير من الشركات العالمية الكبرى، خصوصاً أن هذه الشركات لها تمثيل في المملكة، ولكن رغم ذلك لم تشارك في المعرض، وهنا تبرز علامة استفهام كبيرة. سوق المملكة هي السوق الكبرى في الشرق الأوسط، ولدينا شركات عالمية تسوق منتجاتها من أجهزة ونظم وخدمات بملايين الريالات، ومع ذلك نواجه عزوفا كبيرا عن مشاركتها في المعارض الدولية المقامة في المملكة، كما أن هناك ضعفا في دعمها ومشاركتها الاجتماعية والتوعية في المملكة.
ورغم أن جيتكس السعودية هو معرض لتقنية المعلومات، إلا أن إحدى شركات الاتصالات المحلية استحوذت على منصة عرض في المعرض بمساحة تزيد على ألف متر مربع، وشركة اتصالات محلية أخرى احتلت مساحة كبيرة أيضا، وجلبت كل وسائل جذب الزوار من مشاهير الكرة وغيرهم، ولكن ما الجديد لديهم في مجال تقنية المعلومات؟ كم تمنيت أن تكون هذه المساحة لعارضين دوليين لتكون الفائدة أكبر، ورغم قناعتي أن المعرض يعمل بأسلوب تجاري من يدفع أكثر يأخذ مساحة أكبر، إلا أنه من الممكن تقنين ذلك بتحديد حد أعلى لمساحة أي معرض، كما نتمنى للقائمين على المعرض بذل المزيد من الجهد لحث الشركات العالمية على المشاركة. ومما لا شك فيه أن المعرض تجاري يبحث عن الربح بشكل أساسي، لكن هذا لا يمنع من تقديم بعض التسهيلات للعارضين من الخارج، والبحث عن وسائل أخرى لزيادة الإيرادات، إما عن طريق الرعاية أو الإعلانات أو غيرها من الوسائل التي ستزيد قيمتها بلا شك عند زيادة العارضين خصوصا القادمين من خارج المملكة، ومن ثم زيادة الزوار. في المعارض الدولية المنتشرة في دول العالم، نجد كل جديد قبل أن ينزل في الأسواق، وحتى عند السؤال عن سعر هذا الجهاز أو ذاك يأتيك الرد أن هذا المنتج جديد ولم يتم تسعيره حتى الآن.
إن أحد أسباب عزوف الشركات عن المشاركة هو بسبب ضعف نوعية الزوار، فحسب رؤيتهم أن أغلب الزوار يبحث عن هدية قلم أو ذاكرة فلاش أو يرغب في شراء جهاز شخصي، والزوار المستهدفين من المتخصصين يعزفون عن زيارة المعرض لتدني مستوى العارضين، فنأتي لقضية البيضة والدجاجة. نريد عارضين أكثر وأفضل ومنتجات جديدة، وسيأتي زوار متخصصون يبحثون عن حلول للمنشآت التي ينتمون إليها، بما يعود بالفائدة على الجميع.
لعلنا نجد العذر للقائمين على المعرض بسبب ضيق مساحته من جهة، وسوء الموقع من جهة أخرى، ولعل الموقع الجديد والذي نتمنى أن يفتتح خلال عام أن يكون مساعدا على الإبداع في الأفكار الجديدة. وقد أحسن القائمون على المعرض بفصل جناح التسوق عن المعرض، ونتمنى أن يستمر هذا الفصل حتى بعد الانتقال للمعرض الجديد، بحيث يكون المعرض القديم (الحالي) كاملاً للتسوق. لا أشك مطلقا أن هناك عوائق تواجه القائمين على المعرض لأسباب خارجة عن إرادتهم، كصعوبة إصدار تأشيرات للعارضين من الخارج وغيرها من الصعوبات، والله يعينهم على مواجهتها.
تمنياتي لجيتكس 2009 حظا أوفر، ومشاركين دوليين أبرز وأكثر، وزوار راضين أكثر.