تقرير البورصات العالمية: سيناريوهات متباعدة في الولايات المتحدة وأوروبا

تقرير البورصات العالمية: سيناريوهات متباعدة في الولايات المتحدة وأوروبا

تقرير البورصات العالمية: سيناريوهات متباعدة في الولايات المتحدة وأوروبا

تحركت السندات الحكومية في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو في اتجاهين متعاكسين يوم الخميس بعد أن رسمت موجة كبيرة من البيانات على جانبي الأطلسي صوراً متعاكسة عن النشاط الاقتصادي.
أظهر تقرير النشاطات المتميزة اليوم أن الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا في الربع الأول من العام ارتفع ارتفاعاً قوياً بنسبة 1.5 في المائة عن فترة الأشهر الثلاثة السابقة، وهو ارتفاع يزيد كثيراً على التوقعات، ويعد أقوى معدل نمو لمدة 12 سنة تقريباً، رغم أن المحللين ظلوا على جانب من الحذر.
قال كارستن برجسكي، وهو اقتصادي لدى "آي إن جي": "يبدو على ألمانيا أنها لم تكترث بارتفاع أسعار النفط، ولا باليورو القوي، ولا بالجيشان المالي المستمر في الربع الأول من العام".
ولكنه أضاف: "إن الطريق في المرحلة المقبلة ستكون شاقة ومتعبة. إن مؤشرات المشاعر في ألمانيا، في مرحلة متأخرة عن البلدان الأوروبية الأخرى، هبطت هبوطاً لا يستهان به في المرحلة الأخيرة، وتشير إلى تباطؤ اقتصادي قاس في الأرباع المقبلة من العام.
"هناك احتمال بأن النمو الاقتصادي ربما يصل إلى مرحلة من التوقف في الربع الثاني".
من جانب آخر، فإن الناتج المحلي الإجمالي في فرنسا هو أيضاً فاق التوقعات، حيث بلغ 0.6 في المائة. وبالنظر إلى قوة الأرقام في فرنسا وألمانيا، لم يكن من قبيل المفاجأة أن النمو في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول في منطقة اليورو ككل كان أعلى من المتوقع، حيث بلغ 0.7 في المائة.
ولكن مرة أخرى كان المحللون متشائمين حول الآفاق الاقتصادية. قال نيك كونيس، وهو اقتصادي أول لدى "فورتيس جلوبال ماركتس": "يجدر بنا أن ننظر إلى هذا على أنه آخر صرخة ابتهاج في منطقة اليورو قبل أن تنحدر إلى ما دون معدل الاتجاه العام للنمو خلال بقية هذا العام".
والواقع أنه حتى جان كلود تريشيه، رئيس البنك المركزي الأوروبي، قال إنه يتوقع أن يكون نمو الربع الثاني من العام أقل مدعاة للابتهاج.
من جانب آخر فإن البيانات النهائية الخاصة بمعدل التضخم الأساسي للأسعار الاستهلاكية أكدت أن معدل التضخم في منطقة اليورو هبط إلى معدل سنوي مقداره 3.3 في المائة في نيسان (أبريل)، وإن كان لا يزال أعلى بكثير من الرقم المستهدف للبنك المركزي الأوروبي، وهو أن يقل معدل التضخم عن 2 في المائة.
في الولايات المتحدة هبط الناتج الصناعي بمقدار 0.7 في المائة في نيسان (أبريل)، وهي نسبة هبوط أعلى مما كان يتوقعه المحللون، على اعتبار أنه كان هناك هبوط في تصنيع السيارات، ومعدات الأعمال، ولوازم الإنشاءات.
كذلك فإن مؤشر إمباير لنشاط التصنيع في منطقة نيويورك في أيار (مايو) جاء دون التوقعات، رغم أن مؤشر بنك الاتحاد الفيدرالي في فيلادلفيا للتصنيع أظهر تحسنا متواضعاً هذا الشهر.
قال بول آشويرث من "كابيتال إيكونوميكس": "بصورة عامة فإن الأنباء كانت مخيبة للآمال حول وضع التصنيع، خصوصاً أنه كان يفترض أن ضعف الدولار وقوة الطلب الخارجي، سيعملان على وقاية قطاع التصنيع من أسوأ آثار التباطؤ المحلي".
ساعدت البيانات على دفع أسعار سندات الحكومة الأمريكية إلى الأعلى، في الوقت الذي قللت فيه سوق العقود الآجلة لأسعار الفائدة احتمالات قيام البنك المركزي الأمريكي برفع أسعار الفائدة في وقت متأخر من هذا العام.
هبط العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بمقدار خَمس نقاط أساس ليصل إلى 3.87 في المائة، في حين أن العائد على السندات لأجل سنتين هبط بمقدار سبع نقاط أساس ليصل إلى 2.47 في المائة.
أدخلت سوق العقود الآجلة لأسعار الفائدة من البنك المركزي الأمريكي، احتمالاً مقداره 40 في المائة في احتمال رفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في تشرين الثاني (نوفمبر)، بعد أن كان تقدير الاحتمال هو 60 في المائة يوم الأربعاء.
في المقابل، ارتفع العائد على سندات الخزانة الألمانية لأجل سنتين بمقدار ثماني نقاط أساس ليصل إلى 3.99 في المائة، بعد أن وصل في مرحلة سابقة إلى أعلى معدل له منذ أربعة أشهر وهو 4.05 في المائة. وكسب العائد على سندات الحكومة الألمانية لأجل عشر سنوات ثلاث نقاط أساس ليصل إلى 4.20 في المائة.
في أسواق العملات، ارتفع اليورو في البداية في مقابل الدولار، رغم أنه تراجع عن معظم مكاسبه مع تقدم جلسة التداولات.
على ذلك علق بنك نيويورك ميلون: "إن إخفاق اليورو في مواصلة تقدمه بفعل البيانات الطيبة للناتج المحلي الإجمالي يعود على الأرجح إلى الاستعداد السابق للأسواق لمواصلة شراء الدولار وليس إلى ازدياد التوقعات بقيام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة".
استمرت عقود التأمين المتبادلة على حالات العجز عن سداد الائتمان في التحسن، على خلفية البيانات الطيبة عن النمو الاقتصادي. هبط مؤشر آي تراكس للسندات الخطرة إلى أدنى مستوى له منذ أسبوعين، كما هبط كذلك مؤشر سي دي إكس نورث أمريكا للسندات الممتازة.
مرت أسواق الأسهم بجلسة عادية نسبياً دون تغيرات كبيرة. بحلول منتصف اليوم في نيويورك ارتفع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بنسبة 0.3 في المائة.
في أوروبا، ارتفع مؤشر فاينانشيال تايمز يورو فيرست 300 لعموم أوروبا بمقدار 0.4 في المائة في الوقت الذي هضم فيه المستثمرون مجموعة سريعة من بيانات الأرباح المتباينة. وكانت الأسواق الآسيوية حتى أكثر إيجابية من ذي قبل، حيث ارتفع مؤشر نيكاي 225 في طوكيو بنسبة 0.9 في المائة ليصل من جديد إلى أعلى مستوى له منذ أربعة أشهر. كذلك حققت سيؤول وتايبيه مستويات عليا منذ عدة أشهر.
في أسواق السلع مر النفط بجلسة متقلبة، حيث ارتفع سعر النفط الأمريكي القياسي من جديد نحو الرقم القياسي الذي حققه سابقاً ووصل سعر البرميل إلى 126.96 دولار قبل أن تتم عمليات بيع حادة في منتصف اليوم.

الأكثر قراءة