المقبرة

المقبرة

أن تحاسب نفسك بصوتٍ مرتفع وبشعرٍ مرتفع فذاك والله لشعرٍ وشعورٍ عظيم، كثير من الشعراء من ينحى باتجاه النص الديني، بغية المتاجرة بالهم الديني، وكسب تعاطف وتقدير القارئ، لكنهم دائماً يسقطون في فخ المباشرة وغلبة الخطابية على الشعرية في النص، الملحم عبدالله لم يفعل أكثر من فتح نافذة بوح صادقة من صدره فحلّقت حمائم الشعر البيضاء وطاب لنا النظر.
كلـّه في كـوم .. ودخـلتي للمقـبرة
أحـس كنـّي بين الأموات مـيْـت
وأقول في نفـسي وحـزني ماْكـبره :
وش خانة الدنيا .. ومنها وش خـذيت
قـبرٍ يضيـق بصاحـبه .. يا مـغبره
وقـبر ٍ توسـّع واصبـح لراعيه بـيت
كـلٍ يحـاسب في طـريق ٍ يعـبـره
والموت لا من حان ما تنفع [ يـ ليت]
وما ينفعك شعر انكتب أو مـحـبرة
و لا تنفعك صورة ولا شهرة وصـيت
مَـحـْـدٍ يفيد اسمـك ولَحـْد يْعـَبّره
لا دقّت السـاعة ونادوا لك .. وجيت
وش جبت ياْبن آدم .. وكسرك نجبره؟
شاللي زرعته من عمل؟ خذ ما جنيت!
دوّر في ذاك الوقـت خـيـرٍ تخـْبره
ماتلقا غير الذنب يوم انـّك عصـيت
وآقـف وقـوف اللي حيـاته مُدبـرة
بين القـبـور بلحظـة فيـها دريـت
إن الزمـن عابـر و حملـه باْصبره
ولابد اسامح .. واعتذر كانـي خطيت
ما يعـرف الرّقـّة مجافـي مقـبرة !!
وما يصحى قلبٍ ميّت إلا قـرب ميت !!

الأكثر قراءة