خريطة أساسية رقمية موحدة لمدينة الرياض

خريطة أساسية رقمية موحدة لمدينة الرياض

الحلقة 30

ذكرنا في الحلقة السابقة أن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، أنشأت نظام معلومات حضرياً للعاصمة لضبط وتنسيق عملية جمع وتحديث وتخزين وتبادل المعلومات الحضرية للمدينة، ولأجل ذلك وضعت استراتيجية لتأسيس بنية معلوماتية جغرافية لمدينة الرياض. يمكنها تقديم المعلومات الجغرافية والقيام بعمليات التكامل اللازمة بين الجهات الحكومية كخدمات التحقق من هوية المستخدم وأمن المعلومات، وخدمات التحديث الآلي لمعلومات الخريطة الأساسية، وتبادل البيانات المشتركة بين الجهات الحكومية.
وحلقة اليوم عن مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة لتطوير مدينة الرياض وتطوير المواصفات القياسية الأساسية للمعلومات الجغرافية لبناء خريطة أساسية جغرافية موحدة للعاصمة .. وترتكز مسيرة العمل في هذا الاتجاه على ثلاثة محاور:
أولاً: المواصفات القياسية للمعلومات الجغرافية

في شهر ذي القعدة لعام 1419هـ، تم البدء في المشروع الذي يعد الأول من نوعه في المملكة، بتطوير المواصفات القياسية الأساسية للمعلومات الجغرافية مستنداً إلى المعايير الدولية الأكثر شيوعاً في العالم، والعمل على أن تكون المواصفات والمعايير المطورة منسجمة مع مواصفات منظمة المقاييس الدولية ISO.
وفي شهر ذي القعدة لعام 1420هـ، تم الانتهاء من عملية إعداد أربع مواصفات قياسية أساسية وهي:
مقاييس الخرائط الرقمية والمحتوى، منهجية فهرسة الظواهر.
مقاييس الخرائط الرقمية والمحتوى، المحاكاة.
مقاييس هوية المعلومات الجغرافية.
مقاييس نقل المعلومات الجغرافي.

ثانياً: الخارطة الأساسية الرقمية الموحدة لمدينة الرياض
تمت خطوات جيدة في هذا الاتجاه: برنامج مستكشف الرياض:
عام 1420هـ، تم لأول مرة دمج طبقات الخريطة الرقمية لمدينة الرياض المعتمدة على مسوحات عام 1417هـ، وتم تسجيل الحقوق الفكرية وحقوق النشر والتوزيع باسم الهيئة ومن ثم تم إنتاج قرص مدمج يحتوي على الخريطة الرقمية بواجهة تطبيقية مبسطة تتيح للمستخدم استعراض خصائص الخريطة كافة. وتم توزيع المئات منها على العديد من الجهات الحكومية والخاصة والجامعات والأفراد، هذا إضافة إلى توافرها في الأسواق.
ويتم العمل لبناء وتطوير خريطة الرياض الملاحية للاستفادة منها في تحديد المواقع بواسطة الأجهزة المتخصصة ليتم تحديد مواقع المركبات وطريقة الوصول من موقع إلى آخر في المدينة بأسرع الطرق وأقصرها. وتستخدم هذه الخريطة في التطبيقات الخاصة بتحديد اتجاهات السير في المركبات، إضافة إلى متابعة وتوجيه المركبات. وتحتاج إليها معظم الجهات الأمنية وكذلك الجهات المسؤولة عن خدمات الطوارئ والإسعاف.

ثالثاً: تصميم وتطوير وإدارة نظام المعلومات الحضرية لمدينة الرياض
يمثل هذا المحور عنصراً مهماً جداً للنظام، حيث إنه يعنى في البداية ببناء هذا النظام استناداً إلى المفاهيم والأهداف التي تم التوصل إليها خلال السنوات الماضية.
وقامت إدارة المعلومات الحضرية في الهيئة بدراسة مبادرات وتجارب شبيهه، حيث وجدت أن هناك العديد من المدن التي بدأت تنحو هذا المنحى، بل تعدى ذلك إلى مستوى الدول وتكتلاتها فهناك الآن أكثر من 40 دولة تعمل على بناء البنية المعلوماتية الحضرية لها مستنداً معظمها إلى المحاور الثلاثة السابقة. وبالنظر إلى تجارب دول منها الولايات المتحدة، بريطانيا، أستراليا، كندا، وماليزيا في النهج الذي اتبع لتطوير شبكة أو نظام أو مركز خدمة المعلومات الحضرية والجيوغرافية، وجد أن معظمها اعتمد على بناء النظام على شبكة الإنترنت مما يسهل جداً عملية الربط والتشارك بين الجهات في نمو النظام واستخدامه ولكن كانت دائماً هناك جهة واحدة مخولة ومسؤولة بإدارة النظام والتنسيق مع الجهات الأخرى وإلزامها بالتعاون والمشاركة.

مرشد وبوابة الرياض
التوجه المخطط له الآن هو القيام بمشروعين أحدهما وهو الأصغر موجه للتفاعل مع الأفراد والمؤسسات الخاصة واقترح بتسميته "مشروع مرشد الرياض" والثاني وهو اللبنة الرئيسة للنظام والذي يُعنى بربط القطاعات الحكومية المختلفة وهو شبكة الخدمة الرئيسة له وبوابته المعتمدة، وهو مشروع "بوابة الرياض للمعلومات الحضرية والجغرافية".
ومرشد الرياض يستهدف عامة جمهور مدينة الرياض على شبكة الإنترنت العالمية دون استثناء، ويقدم لهم خريطة الرياض الأساسية وما يرتبط بها من معلومات على شكل باقات من الخدمات التفاعلية من تحديد المواقع المختلفة في المدينة على جميع المستويات والوصول إلى الخدمات المنتشرة في المدينة مع إرشادهم بمخططات المدينة ومسارات واتجاهات حركة السير من موقع إلى آخر، وغير ذلك من المعلومات التثقيفية والإرشادية.
أما بوابة الرياض فهي خاصة بربط الجهات الحكومية بشبكة (نظام) المعلومات الحضرية للمدينة للمشاركة والاستفادة من المعلومات والآليات والإجراءات والسياسات والمعايير المتوافرة وذلك من خلال بيئة عمل إلكترونية آمنة.
وبعد تشغيل الموقعين، سيكون هناك ربط بينهما بحيث يكون مرشد الرياض هو الواجهة التي من خلالها تعمل البوابة على نشر معلوماتها للعامة أو بيعها وكذلك التفاعل مع الجمهور وتقديم الخدمات المناسبة لهم المجانية منها أو الاستثمارية.

مشروع مرشد الرياض
يسعى هذا المشروع على تطوير موقع تفاعلي على شبكة الإنترنت العالمية ويحتوي على الخريطة الأساسية لمدينة الرياض والبيانات المرتبطة بها، هذا إضافة إلى الخريطة الملاحية التي يقوم المركز حالياً على الاستعداد بالبدء في بنائها. وسيقدم هذا الموقع في هذه المرحلة خدمات مجانية متميزة لزواره. وتتمثل أهداف المشروع الحالية فيما يلي:
- نشر الخريطة الأساسية للجمهور على شكل باقات من الخدمات السهلة والميسرة في تحديد المواقع والخدمات في مدينة الرياض.
- توفير خريطة ملاحية لمدينة الرياض، ستكون الأولى من نوعها، لتقديم خدمات إرشادات اتجاهات السير من مكان إلى آخر وإمكانية تتبع المركبات داخل المدينة.
- منح عنوان إلكتروني للمستفيد للموقع الذي يحدده على الخريطة، وذلك بعد أن يقوم المستفيد بتسجيل بياناته وتدقيقها واعتمادها من قبل إدارة الموقع مع التزامه بتوقيع اتفاقية استخدام الموقع وإقراره بالتمشي مع التنظيمات النظامية والقانونية والقضائية فيها.
- السماح للمستفيد المسجل لدى الموقع بإضافة بيانات هوية موقعه، حسب العنوان الإلكتروني الممنوح له بما يتفق وشروط استخدام الموقع.
- التفاعل مع الجمهور من خلال زاوية تلقي الآراء والمشاركات والملاحظات.
- استقبال ودراسة الأفكار التطويرية والاستثمارية التي قد يتلقاها المركز من خلال زاوية مشاركة الأنشطة.
- نشر معلومات متخصصة في مجال الخدمات وتقنية المعلومات والنظم الجغرافية من خلال التعاون مع المواقع الأخرى ذات الصلة.

بينما تتمثل الأهداف المستقبلية للموقع على ما يلي:
- إثراء الموقع بالبيانات الجديدة والمفيدة لجمهور مدينة الرياض، حسب دراسة تحليل الآراء والمشاركات.
- تبويب المعلومات المسجلة من قبل الجمهور وعرضها بشكل خدمات جديدة.
- استخدام مرشد الرياض كمرآة لعكس المعلومات الحضرية والجغرافية المتوافرة ببوابة الرياض بما يفيد الجمهور، وحسب السياسات والإجراءات المتفق عليها بين الجهات المشاركة في البوابة.
- العمل على استثمار مرشد الرياض اقتصاديا، ليكون مصدر تمويل ذاتي لتشغيل الموقع، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
- نشر الإعلانات ذات العلاقة بمدينة الرياض.
- بيع المعلومات والبيانات المتوافرة في الموقع وتلك التي ضمن بوابة الرياض بما يتفق مع السياسات المتفق عليها بين الجهات والمقرة نظامياً.
- المشاركة مع القطاع الخاص في توفير الخدمات المرتبطة بالموقع LBS.
- المشاركة مع القطاع الخاص في تطوير خدمات متابعة المركبات.
- سير العمل في المشروع.
- تم اعتماد الشروط المرجعية للمشروع وطرحه كمنافسة.
- يجري العمل حالياً على تحليل العطاءات المقدمة وتم الانتهاء من المسودة الأولية للمحضر وسيتم إنهاء المسودة النهائية قريباً جداً.
- يجري العمل حالياً على ترسية مشروع بناء الخريطة الملاحية لمدينة الرياض
إمكانية تسليم عملية تشغيل الموقع لشركة خاصة وذلك بعد أن يثبت جدواه الاقتصادية بحيث يتم استثماره من قبل تلك الشركات تحت شروط يضعها المركز بهذا الخصوص، كما هو الحال في عملية استثمار وتشغيل منتزه الثمامة ومنتزه سلام.

الحلقة المقبلة:

مشروع بوابة الرياض للمعلومات الحضرية والجغرافية
يعد هذا المشروع المرحلة الأولى والقاعدة الأساسية لبناء شبكة ونظام المعلومات الحضرية والجغرافية لمدينة الرياض. وسيجعل المشروع هذا النظام واقعاً ملموساً. وسيتم تطوير الموقع على شبكة الإنترنت العالمية، ولكن على شكل شبكة خاصة آمنة لربط القطاعات الحكومية المختلفة. وتم اختيار بيئة الإنترنت لشيوع استخدامها وجاهزية تقنياتها لتحقيق المتطلبات، هذا إضافة إلى أن عملية الربط بالشبكة ستكون باستخدام معايير الإنترنت المفتوحة ذات التكاليف المنخفضة. ومما يميز هذا الخيار في التطوير أيضا كونه سيسمح بتسهيل ربط الجهات المختلفة دون التدخل في أنظمتها المعلوماتية الداخلية مما يسمح لتلك الجهات بأداء أعمالها الداخلية بما يتناسب ومنهجيتها غير أن هذه البوابة ستساعدهم على تحسين أداء أعمالهم، وبالذات تلك التي تعتمد على معلومات الجهات الأخرى.
وتتمثل أهداف المشروع الحالية، في هذه المرحلة، فيما يلي:
تطوير شبكة ونظام المعلومات الحضرية والجغرافية لمدينة الرياض على شكل بيئة عمل إلكترونية آمنة ومنضبطة، يتم من خلالها ربط الجهات الحكومية المختلفة وتنسيق أعمالهم ومعلوماتهم وضبط إجراءات العمل فيما بينهم. مع تطوير البرمجيات والآليات الخاصة بإدارة الشبكة والنظام وتسجيل الجهات وتخويلها صلاحيات العمل المختلفة.
تطوير واجهة الربط والدخول للشبكة (البوابة)، التي عن طريقها يتم تسجيل الدخول وتدقيق هوية الجهة قبل البدء بالعمل، وعند التحقق من هوية التسجيل يتم عرض قائمة الخدمات المختلفة للنظام (كفهرس المعلومات، والبحث في المعلومات واستعراض السياسات والمواصفات وتشغيل البرمجيات المختلفة).
إنشاء وبناء فهرس للمعلومات الحضرية والجغرافية يحتوي على وصف وشرح واف عن هوية تلك المعلومات (المالك لها وتاريخ إنشائها وطبيعتها ومحتوياتها ومدى جودتها ودقتها وكيفية استخدامها) باعتماد المعايير التي اعتمدتها وستعتمدها اللجنة الوطنية للمواصفات الجغـرافية والتي تعتمـد على معــايير "هوية المعلومة" Metadata أيسو 19115 والمنبثقة من المنظمة الدولية للمواصفات والمقاييس. هذا إضافة إلى تجهيز برمجيات التوصيف والتدقيق، وكذلك آليات البحث في الفهرس مع إمكانية استعراض المعلومة الموصوفة ذاتها.
تجهيز معلومات الأساس الخاصة بالمدينة التي تتضمن المرجع الإحداثي الجغرافي والمكاني للمدينة وطبقات خريطة الأساس لمدينة الرياض وصور الأقمار الصناعية للمدينة. وتوصيف هذه المعلومات في الفهرس وتعد هذه المعلومات بمثابة إطار العمل لبناء قاعدة (بنية) المعلومات الحضرية والجغرافية الأخرى للمدينة.
إنشاء وتجهيز مخزن قاعدة (بنية) المعلومات الحضرية والجغرافية للمدينة مع تطوير آليات لتجهيز وتدقيق وتسجيل وتخزين وتوصيف تلك المعلومات التي سيتم (ليس في هذه المرحلة ولكن بعد تشغيل النظام) إدخالها مباشرة من الجهات المختلفة كل بما يخصه بعد التنسيق واستيفاء شروط مطابقة تلك المعلومات للمواصفات التصميمية التي ستوضع لها من خلال لجان وفرق عمل فنية.
إنشاء وبناء أرشيف خاص بتخزين السياسات وأدلة الإجراءات والتنظيمات الإدارية والفنية والقانونية التي سيتم تطويرها على مدى عمل نظم.
إنشاء وبناء أرشيف خاص بالمواصفات والمعايير المعتمدة التي تحكم البيانات والمعلومات وتطوير البرمجيات.
تطوير واجهة استعراض المعلومات الجغرافية المختلفة مع إمكانية إدراج تلك المعلومات ضمن إجراءات العمل الداخلية بكل جهة دون المساس بأي معلومة داخلية للجهة أو التعديل والنسخ والنشر لأي معلومة مرجعية خاصة بالبوابة لضمان سرية المعلومات وحماية الحقوق الفكرية لمعلومات بوابة الرياض.
إنشاء أرشيف (مكتبة) إلكتروني لتخزين البحوث والدراسات والمقالات والمشاركات و أوراق العمل، مع تطوير آلية للبحث فيها واستعراضها إضافة إلى التخزين فيها لمن يمنح التخويل المناسب.
إنشاء دليل يحوي قوائم بأسماء مختصين في مجالات العمل الحضري وكذلك أسماء شركات استشارية في مجال العمل الحضري وكذلك الجهات الأكاديمية والبحثية وتلك المتخصصة في التدريب في مجال العمل الحضري.
إنشاء مكتبة خاصة بالبرمجيات والتطبيقات الخاصة التي سيتم تطويرها خلال مشوار عمل النظام حسبما يتم التنسيق فيه مع الجهات. وقد يتم بناء أحد هذه الأنظمة لخدمة إدارة التعليم في الرياض بتحديد مواقع المدارس وتسجيل معلوماتها ووزارة الشؤون الإسلامية بتحديد المساجد ومعلوماتها. إذا ما تم التنسيق المناسب وساعدت الإمكانات في هذه المرحلة.

الأكثر قراءة