الملك يؤسس لجامعة توفر للوطن 140 ألف طبيب وممرض
الملك يؤسس لجامعة توفر للوطن 140 ألف طبيب وممرض
أعلن الأمير الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود سيضع حجر الأساس لجامعة الملك سعود للعلوم الصحية الثلاثاء المقبل في الرياض، إذ سيقوم خادم الحرمين بتخريج دفعة من طلاب وطالبات الدراسات العليا في الطب وبكالوريوس الطب وبكالوريوس التمريض والدراسات العليا في العلوم التطبيقية والدراسات العليا في المعلوماتية الصحية.
وقال الأمير متعب في المؤتمر الصحافي بحضور الدكتور عبد الله الربيعة الرئيس التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني ومدير جامعة الملك سعود للعلوم الصحية، عقب توقيع عقود إنشاء جامعة الملك سعود للعلوم الصحية وملحقاتها في رئاسة الحرس الوطني مع شركة بن لادن ممثلة في المهندس بكر بن لادن في الرياض أمس، أن الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين أكدت التوسع في إنشاء وتطوير الخدمات الصحية في الحرس الوطني، ومن هنا انتشرت المراكز الصحية الأولية في كل مكان توجد فيه وحدات الحرس الوطني، كما تم إنشاء المستشفيات والمراكز الصحية المتقدمة على امتداد مناطق المملكة، وأنه نتيجة لهذا التخطيط السليم أصبحت المراكز الطبية التي يديرها الحرس الوطني ذات سمعة متميزة في ما تقدمه من خدمات علاجية متقدمة المستوى في مختلف التخصصات، ولذا فقد كان من الطبيعي أن تكون مكاناً للتدريب والتأهيل للمهن الطبية.
وأبان الأمير متعب، أن التوجيهات الحكيمة من الملك بأن تقوم الشؤون الصحية في الحرس الوطني بتطوير فكرة التعليم الطبي بغرض سد حاجة هذه المراكز وتوطين الوظائف الصحية، وفتح مجالات جديدة لأبناء هذه البلاد للحصول على قدر عال من التعليم يؤهلهم لخدمة بلادهم، وبعد إنشاء كلية التمريض الأولى في الرياض جاءت توجيهاته ـ يحفظه لله ـ بدراسة إنشاء جامعة متخصصة تضم عدداً من التخصصات وتمتد في فروعها إلى مناطق مختلفة من المملكة، وهي الجامعة التي أعلن عن قيامها في شهر صفر من عام 1426هـ تحت مسمى جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية.
وقدم الأمير متعب في ثنايا المؤتمر الصحافي، نبذة عن الملامح الرئيسة لمشروع المدينة الجامعية الرئيسة والتي خصص لها مساحة تتجاوز خمسة ملايين متر مربع في موقع متميز مجاور لمدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الرياض إضافة إلى مدينتين جامعيتين في كل من جدة والأحساء.
وقال: إن المشروع في الرياض يضم منظومة الكليات الصحية وعمادة الدراسات العليا، إضافة إلى المبنى الرئيس للإدارة والعمادات، والمتحف الطبي التراثي ومركز المؤتمرات ومركز تنمية المهارات السريرية ومبنى المطابع والنشر العلمي والمدينة السكنية لأعضاء هيئة التدريس والطلاب والمراكز الترفيهية والمنشآت الرياضية ومراكز الخدمات المساندة ومسجد الجامعة، إضافة إلى حي أكاديمي للبنات لكليات الطب والتمريض والتخصصات الصحية الأخرى.
ومن وحدات المدينة الجامعية في الرياض: مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث، المجمع الإداري ومركز المؤتمرات، كلية الطب، كلية التمريض، كلية الطب للبنات، كلية العلوم الصحية التطبيقية، كلية طب الأسنان، كلية الصيدلة، كلية العلوم الصحية الأساسية، كلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية، عمادة كلية الدراسات العليا، مستشفى الأطفال التعليمي، مركز تنمية المهارات السريرية، الخدمات المساندة والاجتماعية والترفيهية وتضم مدناً سكنية للأساتذة والطلاب والطالبات وجميع البنى التحتية والتأثيث والتجهيز.
أما المدينة الجامعية في جدة فتضم: كليات الطب والعلوم الطبية التطبيقية والتمريض والصيدلة، مبنى إدارة فرع الجامعة، عمادة الدراسات العليا، مركز المؤتمرات، مركز الأبحاث، مركز تنمية المهارات السريرية، سكن أعضاء هيئة التدريس والطلاب ومراكز ترفيهية.
وتضم المدينة الجامعية في الأحساء: كليتي التمريض والعلوم الطبية التطبيقية، مبنى إدارة فرع الجامعة، عمادة الدراسات العليا، مركز المؤتمرات، مركز البحوث، سكن أعضاء هيئة التدريس والطلاب ومراكز ترفيهية.
وبعد ذلك أجاب الأمير متعب بن عبدالله والدكتور عبدالله الربيعة الرئيس التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني ومدير جامعة الملك سعود للعلوم الصحية على أسئلة الصحافيين، إذ بين أن مدة تنفيذ المشروع ستتم خلال الأعوام الثلاث المقبلة، مبديا أمله أن ينتهي قبل ذلك، في الوقت الذي أكد فيه الدكتور عبدالله "أن تكلفة المشروع خاصة في وزارة المالية، إذ تعد الجهة الأكثر دراية بالتفاصيل المالية في هذا الجانب".
وفي سؤال عن الرؤية الاستراتيجية للحرس الوطني في الجانب الصحي، أوضح الأمير متعب: أن التوسع قائم ومستمر ليغطي جميع الاحتياجات في كل ما من شأنه الرقي بالشؤون الصحية،" فنحن في الحرس نكمل بعضنا البعض مع بقية القطاعات الصحية في المملكة بما فيها القطاعات العسكرية الأخرى".
وعما إذا كان خريجو جامعة الملك سعود للعلوم الصحية سيلزمون بالعمل في القطاعات الصحية الخاصة بالحرس الوطني قال:"خريجو هذه الجامعة هم للوطن كله ولكل قطاعاته الصحية، لكنه من الضروري أن تكون الأولوية إلى حد ما لقطاعات الحرس الصحية".
وعن إتاحة الفرصة للطلبة من غير السعوديين للدراسة في الجامعة خاصة في الطب العام قال الأمير متعب "الجامعة مخصصة ومهيأة لما يفي بإحتياجاتنا في المملكة لكن لا يمنع أن ينظر في ذلك مستقبلا خاصة أن خادم الحرمين الشريفين حريص على تقديم هذه الخدمة للجميع،" وأود هنا أن أوضح أنه في هذا الجانب ستكون هناك منح لغير السعوديين".
وعن طبيعة الجامعة، قال الدكتور الربيعة: إن الجامعة متخصصة والمملكة باتت سباقة في التخصص والجامعة هي الأولى في المنطقة التي تقبل المسار الجامعي وستكون معايير القبول عالية.
وفي سؤال لـ "الاقتصادية" حول ما إذا كانت الجامعة ستقبل العسكريين قال الأمير متعب " سيفتح المجال للجميع مادام في التخصص العلمي نفسه".
وعما إذا ستهتم الجامعة بتدريس التمريض قال الدكتور الربيعة إن هناك ثلاث كليات تمريض في الجامعة وقد خرجت الجامعة خمس دفعات قبل إنشاء مبانيها والاهتمام بالتمريض جاء بتوجيه مباشر من الملك ونأمل أن تلبي الجامعة حاجة التمريض على مستوى قطاعات الحرس الصحية والقطاعات الصحية في المملكة بشكل عام على المدى البعيد.
وحول ما إذا كانت هناك تحالفات للجامعة مع جامعات من خارج المملكة قال الدكتور الربيعة إن الجامعة ستكون عالمية ولهذا وقعنا اتفاقيات وتحالفات مع جامعات عالمية عالية ومتخصصة وشمل التوقيع اتفاقات مع كوادر بشرية في تلك الجامعات.
وفي سؤال آخر لـ "الاقتصادية" عن المرحلة التطويرية لجميع مرافق الشؤون الصحية للحرس الوطني في المملكة، أجاب الدكتور عبدالله الربيعة أن الرعاية الصحية بدأت في الحرس الوطني قبل 50 عاما بموظف واحد متنقل إلى أن وصلت في وقتنا الراهن إلى 16 ألف موظف في مختلف القطاعات الصحية التابعة للحرس الوطني ما بين ممرض وطبيب وفني وإداري وغيرها من التخصصات والمسميات الوظيفية المختلفة، إذ تصب خدمتهم الوظيفية في المقام الأول في رعاية المرضى والاهتمام بهم.
وذكر الربيعة أن مخرجات جامعة الملك سعود للعلوم الصحية ستسد العجز في تخصصات الأطباء والممرضين، حيث إن السعودية تحتاج إلى 50 ألف طبيب و 90 ألف ممرض في الكادر التمريضي، ووفقا لاستراتجية الجامعة فإننا نهدف إلى سد العجز في القطاعات الصحية خلال 12 عاما المقبلة.