الخطوط السعودية تنسحب من المشاركة في "طيران ناس"
أكدت لـ "الاقتصادية" مصادر خاصة انسحاب الخطوط السعودية من الشركة الوطنية للخدمات الجوية " ناس"، وكانت " ناس" قد أعلنت الأسبوع الماضي حصص الشركاء في الشركة وحجم الحصص لكل شريك.
ووفقا لطاهر عقيل الرئيس التنفيذي للشركة فإن خروج "الخطوط السعودية" ليس بسبب ارتفاع فاتورة التشغيل التي تسير عليها "ناس" في عملياتها حاليا، مضيفا أن هذا راجع لسياسة إدارة " السعودية" التي دخلت في مرحلة جديدة من مشروع تخصيصها .
واستبعد عقيل وجود مشروع شريك إقليمي من شركات الطيران الخليجي بصدد الدخول مع "طيران ناس" في تحالف للدخول مع "ناس" في النقل الجوي الداخلي.
وتسير " ناس" التي رخص لها بالعمل في الطيران الداخلي في الأجواء الداخلية السعودية نهاية عام 2006 وبدأت مطلع شباط (فبراير) من العام الماضي تشغيل رحلاتها الداخلية، وتسير حاليا أكثر من 300 رحلة أسبوعية إلى أكثر من 20 وجهة داخلية، إضافة إلى وجهات دولية خلال العام 2008.
وتوقع عقيل أن تشرع الشركة الوطنية للخدمات الجوية " ناس" في طرح 30 في المائة من أسهمها قبل نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن الشركة تنظر إعلان هيئة سوق المال السعودية. وبين عقيل أن إدارة الشركة الوطنية تسعى جاهدة إلى توسيع قاعدة الشركاء.
معلوم أن الشركة الوطنية للخدمات الجوية استثمرت مبالغ كبيرة بعد أن أبرمت اتفاقيات لشراء 98 طائرة جديدة بتكلفة 15.5 مليار ريال وذلك ضمن خططها الاستراتيجية لتعزيز أسطولها الجوي حتى عام 2012.
وقال العقيل إن حجم أعمال الشركة تجاوز نحو 500 مليون ريال من خلال أربع خدمات تقدمها هي: الطيران الاقتصادي، طيران رجال الأعمال، إدارة الطائرات، والطيران الجزئي.
ونفى الرئيس التنفيذي لـ " ناس" أن يكون اتساع طيران ناس دوليا هو تحول تدريجي لتخليها عن المحطات الإلزامية الداخلية، مشيرا إلى أن الشركة تسير في استراتيجية النمو الداخلي والخارجي
وبين طاهر عقيل أن شركته ستستمر في التوسع الدولي حيث تأمل أن تصل بنهاية العام الحالي 2008 إلى 12 محطة دولية.
وتحفظ عقيل على إعلان حجم الخسائر التي واجهتها ناس في بعض محطاتها الداخلية الإلزامية، ووفقا لمصادر فإن هناك خمسة تحديات رئيسية، تواجه طيران سما و"ناس" أبرزها أسعار الوقود، سقف الأسعار، نقاط الخدمة الإلزامية، ورسوم المطارات.
وتسعى "ناس" و"سما" إلى تحميل الخطوط السعودية زيادة محطاتها الداخلية غير المربحة (النقاط الإلزامية)، التي تم نقلها إلى شركتي طيران ناس وسما.
معلوم أن توزيع النقاط الإلزامية بين الناقلات الوطنية الثلاث ( السعودية، ناس، سما) بحسب هيئة الطيران المدني ( سما 19 نقطة، ناس 22 نقطة، السعودية 22 نقطة).
وكانت الخطوط السعودية التي تواجه ضغطا كبيرا في الطلب على خدماتها قد وقعت بنهاية العام الماضي صفقة تحديث أسطول الخطوط السعودية بـ 50 طائرة من طراز إيرباص أ320 وتمكنت من تحقيق إيرادات بلغت العام الماضي نحو 15 مليار ريال.
وبعد تخصيص وحدة التموين، والشحن، تسعى الخطوط السعودية إلى استكمال برنامج تخصيص وحدات الخدمات الأرضية، الخدمات الفنية، أكاديمية الأمير سلطان للطيران، وشركة الطيران.
وأنهت الخطوط السعودية الأسبوع الماضي تأسيس شركة طيران جديدة مملوكة لها بالكامل تختص بنشاط الحج والعمرة والسياحة الداخلية، ووفقا للمصادر فإن إطلاق هذه الشركة الجديدة يأتي ضمن استراتيجية الخطوط السعودية نحو برنامج التخصيص والإسراع في استكمال كل وحداته
يذكر أن الخطوط السعودية قد حددت عام 1431هـ كمرحلة أخيرة لتخصيص الشركة ونقل الموظفين إلى نظام التأمينات الاجتماعية ومن المتوقع الانتهاء من إجراءات تحويل الموظفين من نظام التقاعد المدني إلى نظام التأمينات الاجتماعية.
ويقدر معدل نمو حركة السفر الجوي الداخلي في السعودية بشكل كبير يصل إلى أكثر من 8 في المائة سنويا. وتشير " أياتا" إلى أن شركات الطيران في الشرق الأوسط تصدرت حركة نقل الركاب على المستوى العالمي في الربع الأول من هذا العام بنمو بلغ 19.7 في المائة.
وبحسب تقديرات " أياتا" قفزت أرباح التشغيل في شركات الطيران على مستوى العالم من 4.3 مليار دولار عام 2005 إلى 13 مليار دولار العام الماضي، كما توقعت أن تقفز أرباح التشغيل قفزة كبيرة في عام 2008 تصل فيها الأرباح إلى 19.9 مليار دولار.